مصريون يعتبرون إلغاء «الطوارئ» إعلاناً رسمياً بـ«القضاء على الإرهاب»

TT

مصريون يعتبرون إلغاء «الطوارئ» إعلاناً رسمياً بـ«القضاء على الإرهاب»

قوبل قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برفع حالة الطوارئ، بترحيب واسع في الأوساط المصرية المختلفة، واعتبره كثيرون دليلاً على نجاح السلطات في «القضاء على الإرهاب»، وتثبيت الاستقرار. في حين قال طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار يعد «رسالة دولية»، تؤكد تماسك وقوة الدولة المصرية رغم الاضطرابات المحيطة. وقرر السيسي (الاثنين) رفع حالة الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ أكثر من 4 سنوات. وقال في تدوينة على «فيسبوك»، «باتت مصر، بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة». وتمنح حالة الطوارئ السلطات صلاحيات واسعة لتنفيذ عمليات توقيف واتخاذ إجراءات صارمة بحق من تصفهم بـ«قوى الشر». ووصف النائب رضوان إلغاء حالة الطوارئ في جميع ربوع البلاد بأنه «إنجاز جلل»،؛ جاء كون الحالة الأمنية «على ما يرام». وذكر البرلماني المصري بالهدوء الذي تشهده البلاد حالياً، بعد أن كانت تعاني من عمليات إرهابية خلال السنوات الماضية،، خاصة في شمال شبه جزيرة سيناء، وامتدت إلى العاصمة القاهرة، راح ضحيتها المئات، أهمها تفجير مسجد الروضة بشمال سيناء والتي راح ضحيتها ما يقرب من 325 شهيداً من شيوخ ورجال وأطفال. وتخوض قوات الجيش والأمن المصرية حرباً واسعة ضد مسلحون مرتبطون بتنظيم «داعش» في سيناء، كثفوا هجماتهم بداية من عام 2013، قبل أن يخفت التنظيم بشكل لافت حالياً، بفضل القبضة الأمنية. واعتبر رضوان قرار السيسي «رسالة إقليمية ودولية، قبل أن تكون رسالة إلى الداخل، موجهة لمن أرادوا النيل من مصر قبل 7 سنوات، لكنهم يتحسرون الآن». ووفق الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، فإن القرار «يعكس مدى الاستقرار الذي حققته مصر بفضل استراتيجيتها الحكيمة في إدارة ملفات عدة، وعلى رأسها ملف محاربة الإرهاب الذي أَوْلَتْهُ مصر أهمية كبرى حتى تحقق الاستقرار والأمان». وأشار علام في بيان له، إلى أن قرار إلغاء تمديد حالة الطوارئ له الكثير من الآثار الإيجابية على مصر في الداخل والخارج، موجهاً الشكر لرجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الذين بذلوا الأرواح من أجل الوصول إلى هذه اللحظة.
ويقول مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء خالد عكاشة، إن إلغاء مد حالة الطوارئ «يؤكد انتصار مصر على كل المخاطر والتهديدات، وأنها أصبحت في وضع يسمح لها بالتقدم بأقدام ثابتة على الأرض». وأوضح عكاشة، لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، أن القرار جاء بعد الاطلاع على تقديرات وتقييم للموقف العام للدولة من الناحية الأمنية والاقتصادية، وكذلك من ناحية التهديدات التي تعرضت لها مصر. ويمثل تتويجاً للنجاح الذي حققته الدولة المصرية خلال السنوات الماضية. وأشاد رجائي عطية، نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، بقرار السيسي، معتبراً إياه يدعم بنيان المحاماة والقضاء. وقال عطية في بيان «القرار التاريخي يعبّر وبكل صدق عن صورة مصر الجديدة التي صار يتطلع إليها العالم بعد أن وقف شاهداً على تضحيات وبطولات أبناء شعبها». واعتبر السفير نادر سعد، المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء، أن قرار السيسي «يثبت أنها كانت وسيلة لتحقيق غاية وهي استقرار مصر بعد فترة عصيبة عقبت ثورتين». وأوضح في تصريحات تلفزيونية «لا أعتقد أن أي مواطن عادي كان يشعر بحالة الطوارئ، بل كان يشكو منها فقط كل من يريد الشر بهذا البلد؛ كونها كانت تعيق مخططاتهم الشريرة». وأشار سعد إلى أن «احتفالنا لا يعني أنه - لا قدر الله - إذا جد جديد فهذا يعني عودة للوراء؛ لأن الطوارئ قرار تلجأ إليه الدول حينما يتعرض أمنها للعبث أو الخطر». ووجّه سعد التحية إلى السيسي، وقال إنه «أثبت صدق ما كنا نقوله، بأن حالة الطوارئ مهما طالت فهي طارئة». بدوره، رحب الناشط المصري البارز حسام بهجت بالقرار، قائلاً لـ«رويترز»، إنه سيوقف اللجوء لمحاكم أمن الدولة طوارئ، وإن كان لن يطبق على بعض الحالات البارزة التي أحيلت بالفعل لهذه المحاكم.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.