جعجع لن يمثل أمام مخابرات الجيش ووكلاء موقوفين يطالبون بتنحي القاضي

TT

جعجع لن يمثل أمام مخابرات الجيش ووكلاء موقوفين يطالبون بتنحي القاضي

رفض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المثول أمام استخبارات الجيش اللبناني اليوم للاستماع إليه كشاهد في ملف الأحداث التي وقعت في الطيونة، بموازاة تحرك قضائي رفضاً لطريقة تبليغه، بالتزامن مع تقدم وكلاء بعض الموقوفين بسبب تلك الأحداث بطلب تنحي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي.
وحسم حزب «القوات» موقفه بعدم مثول جعجع اليوم أمام استخبارات الجيش اللبناني تنفيذاً لمذكرة استدعائه للاستماع إليه كشاهد، بحسب ما قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، مؤكداً أن «البداية تكون من خلال تسطير دعوى بحق الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله للاستماع إليه».
وتحرك وكلاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» قضائياً، إذ تقدموا بواسطة المحامية إيليان فخري بمذكرة إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي يظهرون فيها بالحيثيات القانونية والوقائع الميدانية والمخالفات القانونية الجسيمة أن تبليغ الدكتور جعجع غير قانوني، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
كما تقدم وكلاء بعض الموقوفين بطلب تنحي القاضي عقيقي الذي رفض تسجيل طلب التنحي، وهو ما اعتبره المحامون «مخالفاً للأصول القانونية»، ما دفع بوكلاء هؤلاء الموقوفين بطلب رد القاضي أمام محكمة استئناف بيروت التي ستنظر بالطلب خلال الأيام المقبلة.
والى جانب التحرك القضائي، توسع نطاق المواقف السياسية الرافضة للاستنسابية بالاستدعاءات، وجاء أبرزها من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، اللذين تقاطعت مواقفهما مع مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الداعي إلى عدم الاستنسابية في الاستدعاءات.
وأوضح الحريري أن «غيابنا عن تداعيات حادث الطيونة كان متعمداً لأننا نرفض الخوض في صراع عبثي والاصطفاف على خطوط الحرب الأهلية وانقساماتها الطائفية والعودة إلى لغة القنص الأمني واقتناص الفرص السياسية». وأكد الحريري أن «الإعلان عن تبليغ الدكتور سمير جعجع لصقاً للمثول أمام مديرية المخابرات، يقع أيضاً في خانة العبثية ويستدعي البلاد إلى مزيد من الانقسام وتوظيف إدارات الدولة في خدمة سياسات الانتقام». وشدد على أن «المطلوب تبليغ كافة المعنيين، شفاهة أو لصقاً، بوجوب المثول أمام مقتضيات المصلحة الوطنية وعدم التفريط بما تبقى من مقومات السلم الأهلي».
وعلى غرار الحريري، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: «من أجل تحقيق شفاف وعادل ومن أجل عدالة شاملة بعيداً عن الانتقائية ومن أجل إعطاء بعض من الأمل للمواطن الذي لا دخل له في صراع المحاور المحلية، من الأفضل توقيف جميع مطلقي النار في حادثة الطيونة دون تمييز ووقف هذا السجال السياسي العقيم والمدمر».
بدوره، أعرب الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح، عن «استهجانه الشديد بداية لطريقة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الجهات القضائية في المحكمة العسكرية بشأن ما جرى في أحداث الطيونة المؤسفة، وأيضاً لاستمرار الخروقات للدستور من قبل من أولاهم الدستور الحفاظ عليه وحمايته، وكذلك إدانته للممارسات التي تعمل على تسخير القضاء واستعماله مطية ومخلباً للاقتصاص من الخصوم السياسيين، وليس كما يفترض أن يكون من أجل كشف الحقائق وإحقاق العدالة». وشدد السنيورة على أن «كل خروج عن الأصول والقواعد الدستورية والقانونية يفضي إلى تضييع الحقيقة الكاملة، سواء أكان ذلك في جريمة تفجير مرفأ بيروت أم في حادثة الطيونة المؤلمة».
من جهته، أعلن رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل أن الحزب «يتمسك بدون أي تحفظ بمبدأ المحاسبة والمساواة أمام القانون، مهما كان الموضوع، ويرفض في هذا السياق كل الأساليب التي لجأ إليها كل من حزب الله وحركة أمل لتعطيل التحقيق بتفجير مرفأ بيروت». وجدد «الكتائب» مطالبته بحل هذه المحكمة الاستثنائية (المحكمة العسكرية)، وتقدم باقتراح لتعديل قانون القضاء العسكري وحصر صلاحياته بالعسكريين، بسبب الانتقائية التي يتعامل بها القضاء العسكري مع المدنيين وعدم احترامه شروط الملاحقة والمحاكمة العادلة وقيامه باستدعاءات وتوقيفات موجهة». ورأى أن «استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية ليس في الواقع إلا محاولة مرفوضة لخلق ورقة مقايضة لدفن التحقيق بقضية مرفأ بيروت».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.