تونس تستعد للجرعة الثالثة ضد «كوفيد ـ 19»

موجهة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة

TT

تونس تستعد للجرعة الثالثة ضد «كوفيد ـ 19»

أكد أمين سليم، عضو اللجنة العلمية التونسية لمجابهة انتشار فيروس «كورونا»، أن وزارة الصحة ستشرع قريباً في توجيه إرساليات قصيرة للأشخاص الذين يفوق سنهم 75 عاماً من دون استثناء، ثم المرور في مرحلة ثانية إلى الفئة العمرية المتراوحة بين 60 و75 سنة، لدعوتهم إلى تلقي الجرعة الثالثة من لقاح «كورونا» بعد أن ارتأت المصالح الطبية تطعيم كبار السن الذين يفوق سنهم 75 سنة بالجرعة الثالثة حماية لهم من الفيروس. وأشار في تصريح إعلامي إلى أن الفترة الزمنية الفاصلة بين استكمال التلقيح والفترة الحالية تفوق الخمسة أشهر وهو ما يضعف المناعة المكتسبة ضد الفيروس على حد تعبيره. وأضاف سليم أن المعنيين بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» لهم حرية اختيار نوع التلقيح حسب الإمكانات المتوفرة ويمكن أن يكون مغايراً للجرعتين الأولى والثانية.
يذكر أن اللجنة العلمية لمجابهة «كورونا» قد وافقت نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي على الشروع في التطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لـ«كورونا» لفائدة كبار السن البالغين 75 سنة فأكثر لتعميمه لاحقاً على الفئة العمرية من 50 سنة فأكثر، وأيضاً الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والمهن الصحية، الذين مرت فترة زمنية على تلقيهم التطعيم منذ انطلاق الحملة يوم 13 مارس (آذار) الماضي.
على صعيد متصل، أفادت وزارة الصحة التونسية أن عدد التونسيين الذين استكملوا التطعيم ضد «كورونا»، قد بلغ منذ انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح نحو 4.397.120 شخصاً موزعين بين 3.451.720 ممن تلقوا جرعتين و426.984 تلقوا جرعة واحدة من لقاح «جونسون آند جونسون» و518.416 من المصابين سابقا بـ«كورونا» وقد تلقوا جرعة واحدة.
ويوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تم تطعيم 54687 شخصاً من مجموع 124.225 من المدعوين لتلقي التلقيح وهو ما يمثل نسبة 44 في المائة وهذا يعني أن 66 في المائة قد تخلفوا عن موعد التلقيح.
وتعاني تونس خلال الفترة الأخيرة من عزوف الكثير من التونسيين عن التوجه إلى مراكز التطعيم وهو ما أثر على نسبة التطعيم العامة التي لم تتجاوز حدود 35 في المائة ممن تلقوا جرعتين من مجموع السكان.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل حالتي وفاة جديدتين بفيروس «كورونا» بتاريخ 24 أكتوبر الحالي، ليرتفع إجمالي الوفيات منذ بداية الجائحة إلى 25.160 حالة وفاة كما أعلنت المصادر ذاتها عن تسجيل 42 إصابة جديدة بالفيروس. وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية 2.39 في المائة وذلك من مجموع 1754 تحليلاً مخبرياً، وقدر عدد الإصابات منذ بداية الجائحة بنحو 711.863 إصابة.
ولا يزال 460 مصاباً يقيمون في المستشفيات الحكومية والمصحات الخاصة كما يقيم 116 شخصاً في أقسام العناية المركزة ويخضع كذلك 39 مصاباً للتنفس الصناعي.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».