جدل في المغرب بعد منع نائبتين من حضور جلسة للبرلمان

TT

جدل في المغرب بعد منع نائبتين من حضور جلسة للبرلمان

أثار قرار إدارة مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، أول من أمس، منع نائبتين من حضور جلساته بسبب عدم تقديمهما «جواز التلقيح» جدلاً داخل المجلس.
وجرى منع كل من النائبة نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد (يسار)، والنائبة فاطمة الزهراء تامني، المنتمية لحزب فيدرالية اليسار من ولوج مقر المجلس، بسبب عدم إدلائهما بجواز التلقيح.
وقالت النائبة منيب في تصريحات للصحافة من أمام بوابة مجلس النواب، إنها تستغرب منعها، موضحة أنها قدمت شهادة فحص سلبي تؤكد خلوها من (كوفيد - 19) لكونها لا تتوفر على جواز التلقيح لأنها لم تخضع للتلقيح، ومؤكدة أن الحكومة قررت اعتماد التلقيح بشكل اختياري، وقالت بهذا الخصوص إنه «لا يمكن أن يفرض علي التلقيح، رغم أنني لست ضده».
أما النائبة تامني، فرغم أنها كانت تتوفر على جواز التلقيح، لكنها رفضت الإدلاء به في تحد لقرار الحكومة، الأمر الذي جعل مصالح الأمن في مجلس النواب تمنعها من الدخول، لكن بعد وقوفها لفترة أمام باب المجلس، وافقت على الإدلاء بالجواز، وتمكنت من ولوج قاعة الجلسات.
وعرف عن منيب إدلاؤها بتصريحات تعارض التلقيح، وأعلنت قبل أيام من عقد جلسة أول من أمس أنها لن تقدم جواز التلقيح لإدارة مجلس النواب.
وخلال جلسة الأسئلة الشفهية، تناول النائب عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية (معارضة)، الكلمة ليثير مسألة منع النائبتين من الدخول لمقر المجلس، معتبراً أن هذا السلوك «غير معقول»، ودعا رئيس المجلس إلى اتخاذ ما يلزم لضمان دخول النائبتين. وهو نفس الموقف الذي عبر عنه رشيد حموني، رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية (معارضة)، الذي دعا إلى السماح بدخول النائبتين لقاعة الجلسات، لكن نواباً من الأغلبية ردوا بأن القانون يجب أن يسري على الجميع، في إشارة إلى فرض العمل بجواز التلقيح.
وطبقاً لقانون الطوارئ، فرضت الحكومة جواز التلقيح كوثيقة رسمية لولوج المؤسسات العمومية والخاصة، منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بعد تلقيح أزيد من 21 مليون شخص بجرعتين، وأزيد من 23 مليون شخص بجرعة واحدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».