في حين أن العمل قد يتسبب في سعادة ورفاهية الشخص ويزيد من فخره واعتزازه بنفسه، إلا أنه يمكن أيضاً أن يتسبب في مشكلات نفسية وعقلية له إذا لم يتجنب هذا الشخص بعض العادات الضارة التي يتبعها الكثيرون دون وعي.
وكشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن بعض هذه العادات، نقلاً عن عدد من خبراء علم النفس.
وهي كالآتي:
- عدم وضع حدود لتوقيت ومهام العمل:
يقول عالم النفس نيلز إيك، «في أي وظيفة، ستكون هناك أوقات يتوجب على الشخص فيها العمل لساعات أطول أو بعد انتهاء دوامه. هذا وارد ولا يشكل أي أزمة، الأزمة الحقيقية هو أن يتكرر هذا الأمر بشكل دوري، حيث يفشل الشخص في وضع حدود ثابتة لمواعيد عمله».
وأضاف: «لقد زاد الوباء من هذه الأزمة مع عمل الكثيرين من المنزل، وشعور أصحاب العمل بإمكانية مطالبتهم بأداء المهام في أي وقت. فبعد الوباء أصبحت الخطوط الفاصلة بين حياتنا المهنية وحياتنا الشخصية غير واضحة».
وتابع: «لدى الكثير منا أجهزة كومبيوتر محمولة تمكننا من العمل على طاولات الطعام أثناء الأكل، أو عند زيارة عائلتك أو أقاربك أو حتى خروجك للتنزه مع أسرتك. علاوة على ذلك، يتابع الكثير من الأشخاص البريد الإلكتروني الخاص بالعمل من هواتفهم الجوالة في جميع أوقات اليوم، حتى بعد انتهاء مواعيد العمل وأثناء عطلات نهاية الأسبوع. كل هذه الأمور تعد ضارة للغاية بصحة الشخص العقلية، لأنها تزيد من شعوره بالإرهاق والتوتر، وتؤثر على علاقته بأهله وأصدقائه».
- عدم الرفض:
يقول الطبيب النفسي نيك ماركس، «من العادات الضارة الشائعة في مجال العمل افتراض أننا يجب أن نقول (نعم) لكل شيء. إن قول نعم يجعلنا نشعر بأننا مفيدون في عملنا، لكنه قد يجعلنا نشعر بمرور الوقت أننا نفعل كل شيء، وأن زملاءنا بالعمل لا يبذلون المجهود الذي نبذله. يتسبب هذا في إشعال مشاعر الاستياء والغضب، والإرهاق أيضاً».
وأضاف: «إذا لم ترفض القيام بمهام معينة، سينتهي بك الأمر إلى كره وظيفتك مع شعورك الدائم بالرغبة في الانفصال عن زملائك».
- عدم تخصيص وقت لنشاط يومي:
أكد إيك على ضرورة تخصيص بعض الوقت يومياً لنشاط واحد على الأقل تستمتع به، غير مرتبط بالعمل.
وأشار عالم النفس إلى أن ذلك قد يساعدك على تقدير ذاتك بشكل أفضل، وقد يخفف عنك ضغوط العمل أيضاً.
- مقارنة نفسك بزملائك:
يقول إيك: «حاول ألا تقارن نفسك بأي شخص آخر، وبنجاحه المهني».
وأضاف: «سيكون هناك دائماً شخص أكثر نجاحاً من الناحية المهنية منك طوال مسيرتك المهنية، لكن النجاح المهني ليس دائماً اختصاراً للسعادة، لا سيما إذا كان على حساب رفاهيتنا بشكل عام».