دشن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية، مشروعاً طموحاً لتأهيل وإعادة دمج الشباب المنضوين تحت التشكيلات المسلحة، والراغبين في الالتحاق بمؤسسات الدولة، بينما أعلن عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أنها ستفتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية عند اكتمال الاستعدادات الفنية واللوجيستية، لافتاً إلى أنها تخطط لفتح تسجيل المرشحين للانتخابات في النصف الأول من الشهر المقبل.
وقال الدبيبة، في حفل تدشين مشروع نظمته مساء أول من أمس (السبت) بطرابلس وزارة العمل والتأهيل تحت شعار «بالتأهيل والعمل نساهم في عودة الحياة»، ويستهدف الشباب المنضوين تحت التشكيلات المسلحة والراغبين في الالتحاق بمؤسسات الدولة، إن حكومته «في خضم تقديم أفضل البرامج الشبابية، في ظل سعيها لتحقيق ضمان مستقبل زاهر لكل شرائح المجتمع». وبعدما أكد أن السلاح سيكون بيد من يدافعون عن البلاد وحدودها، و«ليس لقتال بعضنا بعضاً»، دعا الدبيبة الشباب إلى «الانطلاق نحو البناء والتعمير، ونبذ شعارات الحروب والخراب، والعمل من أجل تحقيق حاضر مستقر وبناء المستقبل».
وأشار إلى أن «الخطة الزمنية تهدف لرفع قدرات كافة العناصر الراغبة بالاندماج، والعمل على استقطاب الجميع، وتوفير الفرص لرفع الكفاءة والتطوير العلمي والفني، بتوفير كل الدورات العلمية والفنية والإلكترونية».
وشدد على أن «الوطن يستحق منا أن ندعم توجهه نحو الاستقرار والأمن والسلام، وعلينا جميعاً أن نكون في الموعد لتحقيق هذه الأهداف المرجوة».
إلى ذلك، أكد السايح أن المفوضية على تواصل مع مجلس النواب لتعديل بعض المواد الفنية في قوانين الانتخابات، وقال في مؤتمر صحافي أمس بالعاصمة طرابلس: «لا ننظر إلى المجلس على أنه طرف سياسي، بل هو السلطة التشريعية، ونحن ملزمون بتنفيذ القوانين المرسلة إلينا».
وأوضح أن خطة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اعتمدت على تزامن العمليتين، من حيث الإجراءات، على أن يحدد يوم الاقتراع بالنسبة للجولة الأولى من انتخاب رئيس الدولة بناء على مقترح يقدم من المفوضية إلى مجلس النواب لإقراره، بينما تتزامن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات النيابية في يوم اقتراع أيضاً تقترحه المفوضية، ويقره مجلس النواب.
وقال إن مجلس المفوضية سيعلن نتيجة كل من العمليتين بشكل متزامن عند اكتمال كل منهما، واصفاً ذلك اليوم بأنه «اليوم... الذي نحتكم فيه إلى صناديق الاقتراع، بعيداً عن صناديق الذخيرة والرصاص. اليوم... الذي لا يعلو فيه صوتٌ فوق صوت الليبيين وإرادتهم».
وأعلن عن عملية نشر قوائم الناخبين المسجلين بقاعدة بيانات المفوضية، بدءاً من اليوم في مراكز الانتخاب لإتاحة الفرصة لذوي المصلحة للطعن خلال (48) ساعة. كما أعلن أن المفوضية ستنشر نماذج قوائم التزكية التي اشترطتها القوانين الانتخابية على المترشحين، في خطوة استباقية لإعطاء مساحة كافية من الوقت للمرشحين لإعدادها وتقديمها، حالما يفتح باب التقدم للترشح.
وطمأن الشعب الليبي وجميع الأطراف السياسية بأن المفوضية لن تحيد عن تعهداتها والتزاماتها نحو تنفيذ انتخابات حرة نزيهة، تضمن حقوق وتوافق الجميع، دون التساهل مع أي محاولة للنيل من سمعتها أو التعدي على إجراءاتها.
مشايخ «برقة البيضاء»
ومن جهة ثانية، أعلن مشايخ وأعيان «برقة البيضاء» رفضهم تشكيل أي حكومة موازية لحكومة الوحدة، أو أي محاولة لتقسيم البلاد، وإغلاق الحقول والموانئ النفطية. وأكدوا في بيان لهم مساء أول من أمس على رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من يحاول العبث بمصدر قوت الليبيين.
وجاء هذا البيان رداً على اجتماع أعيان وحكماء برقة الذي عقد أمس لتحديد مصير إقليم برقة، أحد الأقاليم التاريخية الثلاث للبلاد، والذي شهد مطالب بوقف العمل مجدداً في الحقول والموانئ النفطية للضغط على حكومة الوحدة، في خضم تمرد ممثلي الإقليم فيها، اعتراضاً على سياسات وقرارات رئيسها الدبيبة.
وطالب البيان الختامي للمجتمعين في منطقة بنينا (شرق بنغازي) بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في موعدها المحدد سابقاً، ودعم القيادة العامة للجيش الوطني، واستنكر احتفاظ الدبيبة بمنصب وزير الدفاع، وعدم تسمية من يشغله. وطالب كذلك بعودة جميع المؤسسات التي أسست في برقة ونقلت إلى طرابلس، ومنح صلاحيات تامة إلى نائب رئيس الحكومة وجميع وكلائها، ودعا لعدالة توزيع الثروات على جميع الأقاليم، وفق مبادرة القاهرة واتفاق جنيف، وصرف كل المرتبات بجميع القطاعات والشركات، وإعادة فتح المقاصة.
ومن جهة أخرى، أعلنت قوة مكافحة الإرهاب التابعة لرئاسة الأركان العامة في طرابلس اعتقال عدد من عناصر تنظيم داعش، من بينهم عنصر بارز، في مداهمة بشمال غربي البلاد.
وقال بيان أصدرته القوة مساء أول من أمس إنها ألقت القبض على عدد من عناصر التنظيم بمدينة مسلاتة، بينهم «عنصر بارز ليبي الجنسية كان يقاتل في سوريا»، لكنها لم تذكر عدد الموقوفين.
وبارك اللواء محمد الزين، آمر القوة، ما وصفه بـ«العملية الأمنية الناجحة»، وتعهد بالضرب بيد من حديد على جميع أوكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة أينما كانت داخل البلاد.
ونشرت القوة كذلك مقطع فيديو يوضح عملية مداهمة الأوكار التي كانت تختبئ بداخلها العناصر الإرهابية بمدينة مسلاتة، الواقعة على بعد 130 كلم شرق طرابلس.
وكانت القوة قد أعلنت، مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، ضبط قيادي في تنظيم داعش يُدعى امبارك الخازمي، داخل مدينة بني وليد (جنوب شرقي طرابلس)، ويعد المسؤول عن عمليات تفجير مقار البوابات المقامة على مداخل المدن ونقاط التفتيش العسكرية والأمنية، واستهداف العناصر البشرية الموجودة بها.
وبدورها، نددت وزارة العدل في حكومة الدبيبة بمحاولة اغتيال مدير نيابة سبها الجزئية، ضياء عبد الحفيظ، التي أدت إلى إصابته ودخوله المستشفى. وطالبت في بيان لها مساء أول من أمس الجهات الأمنية بسرعة التحقيق في هذه الواقعة، والقبض على الجناة وإحالتهم للنيابة العامة.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن طائرة مروحية تحطمت إثر هبوطها اضطرارياً فوق مدينة ترهونة بعد إصابتها بخلل فني، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات بشرية. وقال مصرف ليبيا المركزي إن الطائرة التي خرجت من الخدمة بعد تحطمها كانت تحمل سيولة نقدية قدرها 40 مليون دينار ليبي إلى مصارف المدينة، قبل أن تواجه صعوبات في الهبوط بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما تم نقل طاقمها إلى مستشفى ترهونة التعليمي لتلقي الإسعافات.
وطوقت عناصر من اللواء (444)، التابع لقوات الوحدة، موقع الطائرة في ملعب لكرة القدم بالمدينة الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس.