«للأبد هو الآن»... فنانون عالميون يعرضون أعمالهم على سفح أهرمات الجيزة

سائحون يشاهدون تمثال الفنانة شيرين جرجس "ها قد عدت"  المشارك بمعرض  (للابد هو الآن) أمام أهرامات الجيزة (رويترز)
سائحون يشاهدون تمثال الفنانة شيرين جرجس "ها قد عدت" المشارك بمعرض (للابد هو الآن) أمام أهرامات الجيزة (رويترز)
TT

«للأبد هو الآن»... فنانون عالميون يعرضون أعمالهم على سفح أهرمات الجيزة

سائحون يشاهدون تمثال الفنانة شيرين جرجس "ها قد عدت"  المشارك بمعرض  (للابد هو الآن) أمام أهرامات الجيزة (رويترز)
سائحون يشاهدون تمثال الفنانة شيرين جرجس "ها قد عدت" المشارك بمعرض (للابد هو الآن) أمام أهرامات الجيزة (رويترز)

استضافت مبادرة فنية مصرية احتفالا دوليا أمس السبت شمل عرض أعمال فنية من مختلف أرجاء العالم على خلفية أهرمات الجيزة الشهيرة آخر عجائب الدنيا السبع.
ويحمل المعرض اسم «للأبد هو الآن» وهو الأول من نوعه الذي ينظم على هضبة الهرم بالجيزة المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

وقالت نادين عبد الغفار مؤسسة مبادرة (أرت دي إيجيبت) إن المعرض يتضمن أعمالا فنية لعشرة فنانين منهم مصريان وثمانية أجانب.
وكان من بين الفنانين الذين عرضوا أعمالهم لورينزو كوين المثّال والممثل الإيطالي وجيزيلا كولون الفنانة الأميركية وألكسندر بونوماريف من أوكرانيا.

وقال كوين مشيرا إلى تمثاله (معا) الذي يظهر نخلتين ملتصقتين على خلفية أهرامات الجيزة «معا يتحدث عن أن نعود للتجمع معا في الزمان والمكان الذي بدأت فيه الحضارة بالأساس والآن نشهد بعثا جديدا».
وأضاف «بسبب كوفيد - 19 انفصلنا لعام ونصف العام... الإنسانية بدأت في التوحد مرة أخرى وهذا يعني أننا عندما نعمل معا يمكننا تحقيق أي شيء. ومثال ذلك هو هذه الأبنية المذهلة التي تقف خلفنا بعد 4500 عام (من بنائها)».
وبدأ المعرض يوم الخميس ويستمر حتى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) وهو مفتوح للجميع.

وقال خبير الآثار المصري زاهي حواس «هو المعرض النهاردة هو للأبد هو الآن وإلى الأبد هو فعلا الآن. ‏إحنا لحد الآن مش مصدقين أن ده تم يعني هو كان حلم وحاجة مش ‏أن إحنا نعمل حاجة بالحجم ده ‏ويجيلنا ناس من العالم كله ‏من البرازيل من إيطاليا يعني فعلا من جميع أنحاء العالم. جاءوا عشان الليلة دي مع 10 فنانين اشتركوا في المعرض اثنين مصريين وثمانية أجانب. وزي ما انتوا شايفين أعمال مرتبة كبيرة ‏في أعمال الصناعة مع مصانع مصرية ‏وبصراحة كانت تجربة هائلة لأن الفنانين دول قاعدين في مصر 10 أيام».
ومعرض (للأبد هو الآن) هو رابع معرض لمبادرة أرت دي إيجيبت.



شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».