جدل حول شريط «صولات جند الخلافة في اليمن»

على وقع موسيقى تصويرية أشبه بأناشيد المتطرفين.. دعوة لمزيد من الهجمات الانتحارية ضد الحوثيين

جدل حول شريط «صولات جند الخلافة في اليمن»
TT

جدل حول شريط «صولات جند الخلافة في اليمن»

جدل حول شريط «صولات جند الخلافة في اليمن»

كشف مسؤول يمني طلب من «سي إن إن» عدم ذكر اسمه أن تنظيم داعش، باشر الانتشار في اليمن وتشكيل حضور ميداني له وتجنيد الأنصار في البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية واسعة مع التوتر المتصاعد منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين الشيعية على العاصمة صنعاء، فيما أثار شريط فيديو صادر عن مؤسسة البتار الإعلامية واسمه «صولات جند الخلافة في اليمن» جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه تحدث عن الضربات الخمس الانتحارية التي أصابت مسجدين في العاصمة صنعاء يوم الجمعة قبل الماضي، مما يؤكد وجود «داعش» بقوة في أرض اليمن. وأكد المسؤول اليمني أن «داعش» بات موجودا في 3 محافظات بجنوب ووسط اليمن. وكشف الشريط المرئي أن جماعة الحوثي تستخدم 3 آلاف شاب دون الـ18 من العمر كانوا في مركز بدر التعليمي في العاصمة صنعاء، وتحدث الشريط عن زعم اتهام علماء الحوثي للصحابة الأجلاء بالمتاجرة بالدين. وأكد خسارة الحوثيين أبرز علمائهم وضباطهم في التفجير الانتحاري الذي ضرب مسجدين وقت صلاة الجمعة. والشريط المرئي «صولات جند الخلافة» تناقلته مواقع المتطرفين، وبلغ طوله نحو 9 دقائق، على أنغام موسيقى تصويرية أشبه بأناشيد المتطرفين: «يا ابن اليمن قوم وجهز حزامات وفجر الحوثي في صنعاء وصعدة». ومقاطع لمنفذي العملية الانتحارية، وهم 5 سماهم: «فرسان الشهادة ملتحفين أحزمتهم الناسفة في عملية يسر الله لها أسباب التنفيذ لينغمس 4 منهم وسط أوكار الحوثي في ولاية صنعاء ويفجروا مقارّ شركهم في بدر وحشوش».. «كما انطلق خامس إلى وكر آخر لهم في صعدة حاصدين رؤوس أئمة الشرك ومقطعين أوصال قرابة 80 حوثيا»، متوعدا بالقول: «ليعلم الحوثة المشركون أن جنود (داعش) لن يقر لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتى يستأصلوا شأفتهم ويقطعوا ذراع المشروع الصفوي في اليمن». وتحدث الشريط عن نتائج العملية بقتل أبرز علماء وضباط الحوثيين بينهم طه المتوكل خطيب معهد الحشوش، وصالح العماء القيادي الحوثي مستشار رئيس الجمهورية، المرتضى المحطوري المرجع الزيدي الشهير وهو من مواليد 1954، في التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد بدر في العاصمة اليمنية صنعاء. وهو يعمل في جامعة صنعاء كلية الشريعة والقانون، كما أنه رئيس مركز بدر العلمي والثقافي - جامع بدر الكبير بالعاصمة صنعاء، وحصل على العديد من الإجازات العلمية من كبار علماء اليمن وغيرهم. ورغم التغريدات العديدة التي حثت على التصدي للحوثيين، فإن الشريط في الختام دعا أهل اليمن إلى التصدي للحوثيين وزعم أنهم مرتدون. وقال المتحدث الرسمي باسم مؤسسة البتراء «قارعوهم وغالبوهم، والدائرة ستدور عليهم».
وبحسب مسؤول يمني، فإن «داعش» تتفاوض مع المتشددين المحليين في اليمن مشددة على إمكانياتها المالية التي تسمح لها بتمويل العمليات، بعكس «القاعدة» التي يلفت المسؤول اليمني إلى أن أساليبها تبدلت خلال الفترة الماضية وعادت لاعتماد أساليب ما قبل عام 2011، وذلك بتأسيس خلايا صغيرة وتنفيذ عمليات اغتيال محددة ضمن مسؤولين في جماعة الحوثي أو في صفوف الجيش اليمني.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.