بعدما أثار جدلاً... «ريش» يتوج بجائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة

عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» لدى تسلمه جائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة (أ.ف.ب)
عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» لدى تسلمه جائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة (أ.ف.ب)
TT

بعدما أثار جدلاً... «ريش» يتوج بجائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة

عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» لدى تسلمه جائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة (أ.ف.ب)
عمر الزهيري مخرج فيلم «ريش» لدى تسلمه جائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة (أ.ف.ب)

فاز فيلم «ريش» للمخرج المصري الشاب عمر الزهيري بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة الذي أسدل الستار عليه مساء الجمعة.
وكان الفيلم الفائز بجائزتين من مهرجان كان السينمائي قد تعرض لانتقادات من بعض الفنانين والنقاد الذين اتهموه بالإساءة لصورة مصر بسبب حالة الفقر الشديد التي عليها العائلة محور الأحداث وامتدت هذه الاتهامات إلى المهرجان وبلغت حد المطالبة بمقاطعته إعلاميا.
وفاز بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل بالمهرجان «الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك» من فنلندا بينما ذهبت النجمة الفضية لفيلم «غروب» من المكسيك وذهبت النجمة البرونزية للفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونوجوف».
وفاز بجائزة أفضل ممثل بيتري بويكولاينن عن دوره في «الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك» بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى مايا فاندربيك عن فيلم «ملعب» من بلجيكا.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فاز بالنجمة الذهبية فيلم «حياة إيفانا» من روسيا وذهبت النجمة الفضية لفيلم «أوستروف - جزيرة مفقودة» من سويسرا أما النجمة البرونزية فذهبت لفيلم «سبايا» من السويد.
وفاز «كباتن الزعتري» للمخرج المصري علي العربي بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في المهرجان.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 23 فيلما فاز بالنجمة الذهبية فيلم «كاتيا» من روسيا وبالنجمة الفضية فيلم «الابن المقدس» من إيطاليا وبالنجمة البرونزية فيلم «على أرض صلبة» من سويسرا.
أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فذهبت إلى «القاهرة - برلين» للمخرج الشاب أحمد عبد السلام.
ونال الفيلم اللبناني «كوستا برافا، لبنان» جائزتي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) لأفضل عمل أول ونجمة الجونة الخضراء لأفضل فيلم تناول قضية البيئة وحماية الحياة البرية.
وفاز بجائزة (نيتباك) لأفضل فيلم آسيوي «هروب الرقيب فولكونوجوف» من روسيا.
ومنح المهرجان الجائزة التي تحمل شعاره (سينما من أجل الإنسانية) للفيلم الروسي «أوستروف - جزيرة مفقودة» للمخرجتين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.
وكانت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي شهدت بعض المشكلات من بينها اندلاع حريق في ساحة مركز المؤتمرات قبل ساعات من حفل الافتتاح وتعرضت رئيسة العمليات والمؤسسة المشاركة للمهرجان بشرى رزة لحادث سيارة أثناء تصوير أحد المشاهد بالجونة وأخيرا استقالة المدير الفني أمير رمسيس قبل يومين من الختام.
وقال انتشال التميمي مدير المهرجان في كلمته «ما الذي يمكن قوله بعد ختام هذه الدورة الدراماتيكية؟ أحداث متلاحقة بدأت بالحريق ولم تنتهِ بحادث العزيزة بشرى، لكن هذا لم يثننا عن تحقيق دورة ناجحة جدا».
وأضاف «بالنسبة لي هذه الدورة هي الأمثل بين كل الدورات السابقة، بدءا من برنامج سينمائي حظي بحفاوة نقدية وجماهيرية، مرورا بتطور منصة الجونة السينمائية وتوجهها إلى مسار احترافي أكثر، إلى حفل موسيقي ممتع، واحتفال قيم بالمخرج (كريستوف) كيشلوفسكي باستعادة أفلامه وندوة مميزة ومعرض فني لأعماله، انتهاء بفعاليات متنوعة في أرجاء المدينة».
وتابع قائلا «شهدت الدورة الكثير من القضايا الشائكة، ولكن ما العيب؟ فمن ضمن مهمة المهرجان إثارة النقاش وتحفيز الجدل».
وكرم المهرجان في حفل الختام الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري الذي لم يستطع الحضور إلى مصر بسبب تأشيرة الدخول بحسب ما قاله في تسجيل مصور على صفحته بموقع فيسبوك وتسلمتها نيابة عنه المنتجة مي عودة.


مقالات ذات صلة

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».