رئيس «الحركة الإسلامية» يشيد بحكومة بنيت ويرى أنها {تغيّرت جذرياً}

عودة قال إنها لا تبذل الجهود اللازمة لمواجهة الجريمة في مناطق العرب

جموع من عرب إسرائيل في احتجاج بأم الفحم ضد تفشي الجريمة في مناطقهم (أ.ف.ب)
جموع من عرب إسرائيل في احتجاج بأم الفحم ضد تفشي الجريمة في مناطقهم (أ.ف.ب)
TT

رئيس «الحركة الإسلامية» يشيد بحكومة بنيت ويرى أنها {تغيّرت جذرياً}

جموع من عرب إسرائيل في احتجاج بأم الفحم ضد تفشي الجريمة في مناطقهم (أ.ف.ب)
جموع من عرب إسرائيل في احتجاج بأم الفحم ضد تفشي الجريمة في مناطقهم (أ.ف.ب)

على أثر إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل ووزير الخارجية يائير لبيد، عن الاعتراف بثلاث قرى بدوية في منطقة النقب، أشاد رئيس «القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» النائب منصور عباس، بالحكومة التي يرأسها نفتالي بنيت، وقال إن هناك تحولاً في التعامل مع قضايا الأهل في النقب، ومع قضايا المواطنين العرب في إسرائيل عموماً (فلسطينيي 48).
وأضاف عباس أن اتفاقه مع الحكومة، التي يساندها برلمانياً ويعد شريكاً فيها: «في جعبتنا خطة اقتصادية بقيمة 5.2 مليار شيقل (1.6 مليار دولار)، لأهلنا في النقب. فبالإضافة إلى الاعتراف بالقرى الثلاث غير المعترف بها، ستقام مراكز خدمات ومعالجة وإعطاء فرصة للأزواج الشابة لبناء بيوتهم في القرى غير المعترف بها، ترميم البيوت، ونحن في اتجاه معالجة كل القضايا، إلى جانب تطوير اقتصادي شامل للقرى في النقب، حيث نسير باتجاه نهضة حقيقية في مجتمعنا العربي في النقب، وليس فقط اتخاذ القرار والزيارة إنما التنفيذ ومتابعته».
وكان عباس قد شارك في جولة مع لبيد في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، فقال إن «زيارة رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية ورئيس أكبر حزب في الائتلاف جاءت من أجل دراسة القضايا التي تهم أهلنا في النقب، والشعور بالضائقة التي يحيون، وأن يرى بعينه هذه الضائقة، حتى تكون القرارات القادمة إن شاء الله، قرارات صحيحة وقوية لصالح مجتمعنا العربي». وقال النائب منصور عباس، «هناك تحول في التعامل مع قضايا أهلنا في النقب، وسائر المناطق. والفضل بذلك يعود لكوننا نعرف كيفية التوصل إلى اتفاقات من أجل تحقيق المطالب المحقة لمجتمعنا العربي. لقد دخلنا إلى الائتلاف الحكومي من أجل حماية وجودنا وأمننا وهويتنا وحقوقنا وتحقيق المكاسب لمجتمعنا العربي. أنا أريد أن أوضح بشكل صريح نحن هنا من أجل تغيير الصورة النمطية عن مجتمعنا العربي، لا للتحريض ولا للعقاب الجماعي، ولا لتشويه صورة أهلنا في النقب، الذين هم ضحية العنف والجريمة. ومن جهة ثانية، نرفض أي نوع من أنواع العنف ضدنا كعرب وضد أي مواطن يهودي. نحن نواجه التحديات التي تواجهنا في إسرائيل ليس بأقوال وشعارات، إنما بالعمل الدؤوب من أجل تغيير الواقع وتغيير الوعي».
من جهته، أعلن لبيد أن الحكومة ستصادق في غضون أسابيع على الخطة الوطنية لتطوير المجتمع العربي تتضمن توظيف عشرات مليارات الشواقل في البنى التحتية. وأوضح أنه سيتم أيضاً ربط تجمعات سكانية عربية غير معترف بها بشبكة الكهرباء وتسوية الأوضاع القانونية لثلاث قرى منها.
يذكر أن المجتمع العربي شهد، أمس الجمعة، سلسلة مظاهرات احتجاجية على استمرار العنف وجرائم القتل، متهمين الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن معالجة الظاهرة، وطالبوا الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر جدية لمواجهة عصابات الإجرام المنظم وجمع الأسلحة غير القانونية وتفكيك عصابات المال الأسود وجباية الأتاوي. وأكد رئيس القائمة المشتركة للأحزاب العربية، أيمن عودة، أن «كل الدلائل تشير إلى أن الحكومة لا تبذل الجهود اللازمة لمواجهة هذه الجريمة. طالما يقتل العرب بعضهم بعضاً، الحكومة لن تبذل جهداً حقيقياً».
وكان عودة يشارك في مظاهرة ضد قرار الشرطة إغلاق ملف التحقيق في مقتل ابن مدينة اللد، الشاب موسى حسونة، وتبرئة القتلة الخمسة اليهود، بزعم «الدفاع عن النفس». فقال إن إغلاق الملف ضد قتلة الشاب العربي هو تشجيع على قتل العرب ورسالة موقف مفادها بأن قتل العرب مُجاز.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».