الإدارة الأميركية تقرر رفع تجميد تسليم طائرات «إف ـ 16» لمصر

السيسي: الأمن القومي للخليج لا يتجزأ عن الأمن المصري.. وعلى اليمنيين التحلي بالمسؤولية

الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد الندوة التثقيفية السادسة عشرة ويكرم عددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ({الشرق الأوسط})
الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد الندوة التثقيفية السادسة عشرة ويكرم عددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ({الشرق الأوسط})
TT

الإدارة الأميركية تقرر رفع تجميد تسليم طائرات «إف ـ 16» لمصر

الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد الندوة التثقيفية السادسة عشرة ويكرم عددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ({الشرق الأوسط})
الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد الندوة التثقيفية السادسة عشرة ويكرم عددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية ({الشرق الأوسط})

أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أنه تم رفع قرار تجميد تسليم مصر طائرات مطاردة من نوع «إف - 16» وصواريخ «هاربون» وقطع غيار دبابات، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وكان قد تم تجميد قسم من هذه المساعدة العسكرية إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في بداية يوليو (تموز) 2013. وقالت الإدارة الأميركية في بيان، إن هذا القرار من شأنه الاستجابة للمصالح المشتركة للبلدين «في منطقة غير مستقرة». ومصر تشارك في التصدي لمتطرفي «داعش» في ليبيا، وأيضا في التحالف العربي بقيادة الرياض، الذي يشن حملة غارات جوية على المتمردين الحوثيين في اليمن. ويشمل القرار 12 طائرة مطاردة من نوع «إف - 16»، و20 «صاروخ هاربون»، بحسب البيان.
وأبلغ أوباما السيسي أثناء المحادثة الهاتفية بأنه مستمر في طلب مساعدة سنوية عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار. وتمنح الولايات المتحدة مصر سنويا مساعدة بقيمة 1.5 مليار دولار منها 1.3 مليار دولار تخصص للمجال العسكري. واشترطت واشنطن لاستئناف هذه المساعدة إصلاحات سياسية قبل أن تقر بأنه لا يمكنها مقاطعة أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، وخصوصا مع تنامي خطر المتطرفين. وتسعى مصر بقيادة السيسي إلى تشكيل قوة عربية للتصدي لتهديد المتطرفين.
من جهة أخرى جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيده على أهمية الأمن القومي للخليج العربي بالنسبة إلى بلاده، مشددا على أنه «لا يتجزأ عن الأمن القومي المصري»، كما وجّه رسالة إلى الأطراف المتحاربة باليمن خلال لقاء له أمس بقادة الجيش المصري، قائلا فيها إن «أمن اليمن وسلامة شعبه أمانة في أعناقكم جميعا»، وناشدهم بالتحلي بالمسؤولية والشجاعة في اتخاذ القرار السليم.
ومصر عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يستهدف وقف تمرد الحوثيين وسيطرتهم على الحكم في اليمن، ودعم المقاتلين الموالين للرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إن هناك «تنسيقا تاما مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الائتلاف على المستويين العسكري والسياسي في ما يتعلق بالعمليات في اليمن».
وشهد الرئيس السيسي أمس وقائع الندوة التثقيفية السادسة عشرة التي نظمتها القوات المسلحة، في إطار احتفالات مصر وقواتها المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم، بحضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ووزيرَي الداخلية والتعليم العالي وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة وعدد من قدامي المحاربين ومصابي العمليات الحربية وأسر الشهداء.
وقام السيسي بتكريم عدد من قدامى ومقاتلي حرب أكتوبر ومصابي العمليات الحربية، وعدد من أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية، كما كرم عددا من الأمهات المثاليات والآباء المثاليين لجمعية المحاربين القدماء، مؤكدا حرصه البالغ على مشاركتهم في هذه المناسبة الغالية على كل قلب مصري.
وقدم السيسي التحية لأرواح الشهداء والمصابين من رجال القوات المسلحة والشرطة لما يقدمه رجالها من جهود وتضحيات لتأمين حدود مصر ومحاربة الإرهاب والتصدي لأعداء الوطن من أجل أن يحيا 90 مليون مصري بأمن وأمان، مؤكدا أن مصر لن تنسى أبناءها وما قدموه لها.
وأشار الرئيس المصري إلى أن مصر تشهد انطلاقة حقيقية في جميع المجالات سياسيا واقتصاديا، تؤمنها إرادة حقيقية لأبنائها المخلصين من القوات المسلحة والشرطة الذين لديهم القدرة والتصميم على حماية الدولة أرضا وتراثا وقيما ودينا صحيحا معتدلا، قادرين على درء المخاطر ومواجهة التحديات التي تستهدف النيل من تماسك الوطن واستقراره.
وتابع قائلا: «ديننا هو أغلى ما نملكه، ولن نسمح لأي طائفة ذات فكر خاطئ أو جماعة متطرفة ببث سمومها لتحقيق أهدافها الخبيثة وتشويه صورة الدين، وإن مصر دولة آمنة مستقرة تحترم تعهداتها والتزاماتها».
وأضاف أن الدولة حريصة على تنفيذ مخطط التنمية الشاملة على أرض مصر لمجابهة الفقر وتحقيق الرخاء للشعب المصري، وأن مصر تمتلك من الإمكانات البشرية والمادية ما يؤهلها إلى أن تأخذ مكانتها الحقيقية في مصاف دول العالم.
وأكد أن الدولة المصرية حريصة على تنفيذ آخر استحقاقات خريطة الطريق من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت، وناشد كل أطياف المجتمع بالترابط والتلاحم والعمل من أجل بناء مستقبل الأجيال القادمة.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن عملية «عاصفة الحزم»، التي تقوم بها قوات التحالف في اليمن من أجل إعادة الشرعية، «يتم متابعتها من جانب المؤسسة العسكرية التي تشارك في هذه الأعمال، وتنسق مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الائتلاف على المستويين العسكري والسياسي، وتتم المتابعة بشكل يومي للتطورات، وما نقدره من احتياجات خاصة بهذا الوضع». جاء ذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الدول المانحة لسوريا بدولة الكويت أمس.
وردا على سؤال حول اعتبار إيران «عاصفة الحزم» بمثابة «خطأ استراتيجي من جانب مصر والسعودية»، قال شكري: «أرى أن دول الائتلاف العربي تقدر تماما ما يخدم مصلحة الأمن القومي العربي، وهي المعنية بهذا الموضوع، لأن هذا أمر مرتبط بنا كدول عربية، ويتم التعامل معه في هذا الإطار. ونتصور أن التدخلات الخارجية على مدى العقدين الماضيين كان لها بالغ الأثر السلبي على الأمن القومي العربي، ويجب أن يتم تجنب ذلك».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».