تركيا تسعى إلى التمدد في كردستان العراق للحد من نفوذ إيران

أنقرة تعتزم فتح ثاني قنصلية لها بالإقليم في السليمانية

تركيا تسعى إلى التمدد في كردستان العراق للحد من نفوذ إيران
TT

تركيا تسعى إلى التمدد في كردستان العراق للحد من نفوذ إيران

تركيا تسعى إلى التمدد في كردستان العراق للحد من نفوذ إيران

أعلن مسؤول تركماني في إقليم كردستان العراق أمس أن وفدا تركيا رفيع المستوى سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة زيارة إلى إقليم كردستان، مبينا أن الزيارة ستتضمن افتتاح قنصلية تركية في مدينة السليمانية التي قال مسؤولون أكراد إن الدافع وراء فتحها هو الحد من نفوذ إيران في الإقليم.
وقال آيدن معروف، رئيس الجبهة التركمانية في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «سيزور وفد تركي برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو وعضوية وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي وعدد من المسؤولين الآخرين بغداد والإقليم، ويتضمن برنامج الوفد افتتاح القنصلية التركية في مدينة السليمانية لتكون القنصلية التركية الثانية في إقليم كردستان». وأضاف أن فتح القنصلية في السليمانية «يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه أنقرة بهذه المنطقة، فتركيا تريد بناء توازن سياسي بين كافة الأطراف والمناطق نظرا لتباين السياسة من منطقة إلى أخرى في العراق، والسليمانية مدينة تتمتع بموقع سياسي مهم داخل الإقليم، وهي مهمة بالنسبة لتركيا».
وأضاف المسؤول التركماني أن الوفد سيبحث مع قيادة الإقليم الكثير من القضايا الثنائية وسبل توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين أنقرة وأربيل.
بدوره، قال فريد أسسرد، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني ويدير غالبية المؤسسات الإدارية في حدود محافظة السليمانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار افتتاح القنصلية التركية بالسليمانية وراءه دافعان رئيسيان أولهما أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الوطني الكردستاني مقارنة بعلاقة تركيا بالحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني) ضعيفة، لذا تفكر أنقرة في نقل قسم من نشاطاتها السياسية والاقتصادية إلى محافظة السليمانية لكي لا يكون اهتمامها مقتصرا على أربيل». وتابع: «أما العامل الثاني فيتمثل في ظهور إيران كمنافس سياسي كبير لتركيا في المنطقة، فإيران تمتلك قنصليتين في الإقليم، وهي تحاول إقامة توازن بين المنطقتين وتطوير علاقاتها مع الإقليم، لذا تعمل تركيا من الآن على تطوير علاقاتها مع الإقليم أيضا وألا تركز على أربيل فقط، بينما ترى أن إيران تركز على السليمانية». وتابع قائلا إن «هذه الخطوة التركية هي جزء من المنافسة الاقتصادية بين الدولتين».
وشدد أسسرد على أن تركيا بدأت في مواجهة إيران بشكل علني بعد انطلاق عملية «عاصفة الحزم» وأن الموقف التركي لن يقتصر على دعم هذه العملية بل تريد أنقرة مواجهة إيران اقتصاديا في إقليم كردستان والعراق.
النائب في برلمان الإقليم عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فرحان جوهر، أيد ما ذهب إليه أسسرد وقال، بدوره، لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا تريد من خلال فتح قنصليتها في مدينة السليمانية أن تلعب دورا أكبر في إقليم كردستان، وهي مهمة أيضا من الناحية الاقتصادية للإقليم، وفي الوقت ذاته تأتي هذه الخطوة لتحجيم الدور الإيراني، لأن طهران لها دور كبير في السليمانية، وأنقرة تريد أن تتمدد أكثر لتوسع من هيمنتها على المنطقة بأكملها»، محذرا من أن «أي صراع بين هاتين الدولتين في المنطقة لن يكون لصالحنا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.