معرض في باريس عن إبداع نساء العلوم في زمن الجائحة

يفتتح الثلاثاء المقبل في مقر «اليونسكو» في باريس معرض بعنوان «الإبداع سبيلاً للصمود». وجاء في التقديم له أن المعرض مخصص لأعمال فنية بأنامل النساء في مجال العلوم. وهو يهدف إلى إعلاء صوت العالمات من خلال استكشاف أشكال التعبير الفني التي يكتنزها عالمهنّ الخاص.
من المقرر أن يضمّ المعرض أعمالاً فنية لنحو من 54 عالمة من جميع أنحاء العالم. وقد لبّت المبدعات في مجال الفنّ الدعوة للمشاركة من خلال تقديم أعمال أعددنها في إطار مكافحتهنّ لجائحة كوفيد - 19.
يبرز معرض «الإبداع سبيلاً للصمود» الحياة الفنية لاختصاصيات علم الأعصاب وعلم الأحياء الدقيقة، فضلاً عن الطبيبات والممرضات وطالبات الطب، وكذلك الباحثات والمسؤولات عن الاتصال في مجال العلوم والمهندسات وعالمات الرياضيات من جميع الفئات العمرية. وتُسخّر هؤلاء النساء ما بجعبتهن من مواهب فنية، مشفوعةً بخبراتهن في مجالات العلوم والصحة والاتصال والتكنولوجيا، للإدلاء بما يشبه الشهادات بشأن تأثير جائحة كوفيد - 19. ويأتي عبير هؤلاء «العالمات - الفنانات» من خلال الرسم والتصوير والرسم الرقمي والطباعة بالقوالب والنحت والحياكة والأفلام. وهن يتناولن أوجه التغيير الذي أحدثته الجائحة الصحية العالمية على الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد، فضلاً عن السبيل الذي يسلكونه رويداً رويداً للخروج من هذه الأزمة نحو مجتمعات جديدة عنوانها التحول.
وتقول الدكتورة راديكا باتنالا، وهي عالمة أعصاب وفنانة من الهند شاركت في تنسيق المعرض بالتعاون مع اليونسكو: «عكفنا، نحن النساء في مجال العلوم، طوال فترة الجائحة على مكافحة الأزمة في مجالات الرعاية الصحية وتطوير اللقاحات والاتصال في مجال العلوم، وكذلك داخل منازلنا وفي كنف مجتمعاتنا. وتنبثق أهمية هذا المعرض من دوره في إبراز أدوارنا المختلفة وما بجعبتنا من أشكال تعبير إبداعي، فضلاً عن وجهات نظرنا العلمية الفريدة، ومسيرتنا الشخصية، وتصوراتنا طوال فترة الجائحة. ومن هنا، يسعدني أن أشارك العالم قصصنا المرئية التي تجسّد شتّى جوانب التجارب الخفية والمهنية والشخصية التي هيمنت على حياتنا وعالمنا المشترك خلال الفترة الصعبة الماضية».
جاء في البيان الذي سبق افتتاح المعرض: «في غمرة المشكلات التي تفرضها الأزمة الصحية العالمية في الوقت الراهن على كل من النساء والرجال، تكبدت النساء عبئاً إضافياً في المعركة ضد أشكال عدم المساواة المنهجية القائمة على أساس الجنس. وبقيت النساء المشتغلات في مجال العلوم خارج دائرة الضوء إلى حد كبير على الرغم من تصدرهن الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء. ومن هذا المنطلق جاءت الحاجة إلى إسماع صوتهن ونقل تجاربهن الفريدة بشأن التغيير الذي طرأ على حياتهن وعلى وجهات نظرهن».
وفي هذا السياق، صرّحت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، قائلة: «قد تتداخل الحدود القائمة بين العلم والفن في بعض الأحيان لكونهما ينحدران من جذور إبداعية. وسيكون إبراز ما تحفل به حياة هؤلاء العالمات من رؤى ونضالات وطموحات بمثابة إلهام لنا لتعزيز الإبداع والمساواة بين الجنسين في كنف مجتمعاتنا بعد اندثار الجائحة».