محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء

دعا إلى وقف الشحن المذهبي.. وقال: نحن الآن نقطف ثمار 33 عامًا من حكم صالح

محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء
TT

محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء

محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء

قال الشيخ حسين العجي العواضي، محافظ محافظة الجوف اليمنية، إن اليمن يتشظى ويشرف على حرب أهلية بفعل تصرفات «حركة مجنونة»، في إشارة إلى حركة «أنصار الله» الحوثية.
وقال العواضي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه شخصيا وكثيرين معه، حاولوا أن تكون هذه الحركة «عامل إسهام في بناء اليمن، إلا أن كل الجهود التي بذلت لم تؤت أوكلها»، وأشار إلى أن هذه الحركة «تتمادى، حاليا، في تصرفاتها بالذهاب إلى كل المناطق في اليمن، وهذه الحركة العمياء هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه».
ودعا العواضي «كل اليمنيين، دون استثناء، في كل المحافظات وبالذات المحافظات الزيدية التي سمعت أنين أبنائها وشكاواهم من تصرفات هذه الحركة، إلى الابتعاد عن الشحن المذهبي، وألا تحسب تصرفات هذه الحركة على اليمنيين، وبالذات أبناء المناطق الزيدية، وهم يعانون كما يعاني كل اليمنيين من هذه التصرفات». كما دعا محافظ الجوف اليمنيين إلى أن «يصطفوا بشكل واع وإدراك لما وصلت إليه الأوضاع من أجل الخروج من هذه الأزمة والالتفاف حول الشرعية». وقال الشيخ حسين العجي العواضي إن حركة الحوثيين «دفعت بكثير من الشباب بعد التعبئة والشحن إلى كثير من المحافظات ومنها المحافظات الجنوبية ومأرب، دون أي مبالاة بدماء هؤلاء الشباب الطيبين الذين لا يدركون أي أمر والدفع بهم إلى الموت»، كما خص بدعوته أبناء محافظات شبوة ومأرب والجوف وحضرموت إلى «الالتفاف في هذه اللحظات للوقوف صفا واحدا وتجاوز خلافاتهم (القبلية)، وبالأخص في بيحان والعين في شبوة، وأن يعقدوا صلحا غير مكتوب سوى بإرادتهم من أجل الوقوف صفا واحدا من أجل فرملة هذا الجنون». ودعا العجي أيضا الوحدات العسكرية الموجودة في تلك المحافظات إلى أن تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن هذه المحافظات أو أن تقوم السلطات المحلية بتعيين من تراه من القادة لقيادة تلك الوحدات، مؤكدا أن إمكانيات القبائل متفرقة لا تستطيع مجابهة حركة الحوثيين «لأنهم قد خطفوا الجيش اليمني بقياداته ومعداته وهي مدعومة من خارج الحدود»، مؤكدا أن «ثقافة الموت تتجسد في شعارات الحوثيين وتصرفاتهم».
وذكر الشيخ العواضي، في سياق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين لا يلتزمون بالوعود التي يقطعونها. وقال: «حتى الوعود ثبت أنهم لا يلتزمون بما يعدون به». وسرد العواضي وقائع تتعلق بمشاورات جرت بينه وبين عبد الملك الحوثي عقب خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن وأنه شدد على الحوثي أن يترك المجال للحكومة أن تعمل بصورة طبيعية، وأن يستمر الحوار حول القضايا السياسية الأخرى. وقال: «خرجت من عند عبد الملك الحوثي بالتزامات بعدم الإقدام على خطوة التقدم أو الذهاب إلى المحافظات الجنوبية، وخرجنا باتفاق أن محافظة مأرب محافظة حساسة، وأن علينا أن نطبق وثيقة أعضاء مجلس النواب دون فائدة». وأشار إلى أنه لا يرى أي مشكلة في التدخل العربي لمساعدة طرف مغلوب، بحكم أنه رجل يحمل أفكارا قومية، «وهو تصرف مشروع». وقال إن «على هؤلاء (الحوثيون) العودة من حيث أتوا». ودعا مجددا للعودة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل التي اتفق عليها كل اليمنيين.
وتعليقا على مطالبة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لدول التحالف بوقف القصف الجوي على مواقع الحوثيين ومواقع قواته، قال محافظ الجوف إن الجميع يتمنى أن يتوقف القصف، «لكن على أي أساس يتوقف القصف والقتال»، وإن ما يمر به اليمن اليوم هو «ثمرة 33 عاما من حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح والأمور تحسب بخواتيمهما، ونحن نقطف ثمار فترة حكمه، ونقول له إن زمن المراوغات قد ولى، وإن الوحدات العسكرية التي بناها طوال فترة حكمة من لون واحد، هي من تقصف اليوم أبناء المناطق اليمنية، وقد سمعت بأذني بعض هذه القوات وهي تكبر أثناء القصف وتهتف باسم نجله العميد أحمد علي، فكيف يمكن أن يستقيم الحال وقواته في الحرس الجمهوري تتدحرج وتتحرك إلى كل المحافظات اليمنية؟».
يذكر أن العواضي عميد في القوات المسلحة وقائد في الجيش وشخصية قبلية بارزة، وكان معارضا للنظام السابق في اليمن وعاش في المنفى لأكثر من 20 عاما، قبل أن يعود ويعين في ديسمبر (كانون الأول) المنصرم محافظا لمحافظة الجوف.



قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
TT

قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

بينما واصلت السلطات السورية الجديدة حملاتها لملاحقة خلايا تتبع النظام السابق في أحياء علوية بمدينة حمص وفي الساحل السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن قتالاً عنيفاً يدور بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد في منطقة منبج شمال سوريا.

وأشار «المرصد السوري» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا في الاشتباكات في محيط مدينة منبج. وذكر «المرصد» أيضاً أن الجيش التركي قصف بعنف مناطق تسيطر عليها «قسد».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه «قوات سوريا الديمقراطية» إن القوات الموالية لتركيا شنّت هجوماً واسع النطاق على عدة قرى جنوب منبج وشرقها، مؤكدة أنها نجحت في التصدي للمهاجمين الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على المنطقة المحيطة بسد تشرين على نهر الفرات.

جانب من تشييع مقاتلَيْن كرديين قُتلا في معارك منبج ودُفنا في القامشلي بشمال شرقي سوريا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وتريد تركيا طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكّل عماد «قوات سوريا الديمقراطية» من المنطقة؛ بحجة أنها فرع سوري لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف إرهابياً.

إلى ذلك، في حين كان التوتر يتصاعد في الأحياء ذات الغالبية العلوية في حمص خلال عمليات دهم بحثاً عن عناصر من النظام السابق وتصل ارتداداته إلى الساحل السوري، اجتمع نحو خمسين شخصية من المجتمع الأهلي بصفتهم ممثلين عن طوائف دينية وشرائح اجتماعية في محافظة طرطوس مع ممثلين سياسيين من إدارة العمليات العسكرية (التي تولت السلطة في البلاد الآن بعد إطاحة نظام الرئيس السابق بشار الأسد). وعلى مدى أربع ساعات، طرح المشاركون بصراحة مخاوف المناطق الساحلية؛ حيث تتركز الغالبية الموالية للنظام السابق، وتم التركيز على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي في سوريا عموماً والساحل السوري خصوصاً، بعد تقديم إحاطة سياسية حول الوضع في الداخل السوري والوضع الدولي، والتطورات الحالية وتأثيرها في الواقع السوري.

قوات أمنية خلال عمليات التمشيط في حمص الجمعة (أ.ب)

قالت ميسّرة الجلسة الصحافية، لارا عيزوقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاركين في الجلسة التي نظّمتها «وحدة دعم الاستقرار» (s.s.u) مثّلوا أطيافاً واسعة من المجتمع المحلي، من مختلف الطوائف الدينية، والشرائح الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين سياسيين من إدارة العمليات. وأكدت لارا عيزوقي أن أبرز مطلب للوفد الأهلي كان ضرورة إرساء الأمن، مشيرة إلى تقديم اقتراح بتفعيل لجان حماية محلية؛ بحيث تتولى كل منطقة حماية نفسها في المرحلة الراهنة لمنع الفوضى، مع الاستعداد لتسليم المطلوبين، على أن تُمنح ضمانات فعلية لمنع الانتقامات.

معتقلون يُشتبه بأنهم من النظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

وتابعت لارا عيزوقي أن الافتقار إلى الأمن، وحالة الانفلات على الطرقات، أديا إلى إحجام كثير من الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات، وبالتالي حرمانهم من التعليم. وأشارت إلى أن الجلسة الحوارية تضمّنت مطالبات بالإفراج عن المجندين الإلزاميين الذين كانوا في جيش النظام السابق رغماً عنهم، وجرى اعتقالهم من قِبل إدارة العمليات.

ولفتت إلى أن الوفد الأهلي شدد أيضاً على ضرورة وضع حد لتجاوزات تحدث، مضيفة أنه جرت مناقشة مطولة لما جرى في قرية خربة معزة؛ حيث أقر الأهالي بخطأ حماية المطلوبين، وأن ذلك لا يبرر التجاوزات التي حصلت أثناء المداهمات.

يُشار إلى أن اشتباكات حصلت في طرطوس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي لدى ملاحقة قوى الأمن الضابط في جيش النظام السابق محمد حسن كنجو الملقب بـ«سفاح سجن صيدنايا»، وهو رئيس محكمة الميدان العسكري التي تُتهم بأنها السبب في مقتل آلاف المعتقلين.

ومما طرحه أهالي طرطوس، في الجلسة، مطلب صدور عفو عام، إذ إن هناك مئات من الشباب المتعلم اضطرهم الفقر إلى العمل في الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام. ويريد ممثلو الأهالي بحث إمكانية ضم هؤلاء إلى وزارة الدفاع مجدداً، لتجنّب الانعكاسات السلبية لكونهم عاطلين عن العمل. وحسب لارا عيزوقي، كشف ممثل الإدارة الجديدة عن نية «إدارة العمليات» إصدار عفو عام يستثني المتورطين بشكل مباشر في جرائم النظام السابق.

مواطنون في حمص خلال قيام قوات أمن الحكم الجديد بعمليات دهم الجمعة بحثاً عن عناصر من النظام السابق (أ.ب)

ولفتت لارا عيزوقي إلى وجود ممثلين عن شباب بأعمار تتراوح بين 20 و30 سنة، وقالت إنهم يعتبرون أنفسهم ينتمون الى سوريا، لا إلى طائفة معينة ولا يريدون الهجرة ويتطلعون الى لعب دور في مستقبل سوريا، متسائلين عن كيف يمكن أن يحصل ذلك إذا تمّ تأطيرهم داخل مكوّن طائفي.

وحول تسريح الموظفين، عبّر مشاركون عن مخاوف من تسريح آلاف الموظفين لا سيما النساء من ذوي قتلى النظام واللواتي تعلن عائلاتهن -مع لفت النظر إلى اتساع رقعة الفقر وتعمّقها في الساحل خلال سنوات الحرب- حالة الإفقار الممنهجة التي طالت محافظة طرطوس بصفتها محافظة زراعية تدهورت زراعتها في السنوات الماضية.

أطفال في شاحنة بمدينة حمص الجمعة (أ.ب)

وشهدت مدينة طرطوس، بين مساء الخميس وصباح الجمعة، حالة توتر مع توارد أنباء عن جريمة قتل وقعت قرب «شاليهات الأحلام» حيث تستقر مجموعات من «فصائل إدارة العمليات». وحسب المعلومات، أقدم مجهولون على إطلاق نار على شخصين، مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأهالي طالبوا «هيئة تحرير الشام» التي تقود إدارة العمليات العسكرية، «بوضع حد للاعتداءات والانتهاكات التي تُسهم في زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي الذي تعيشه المنطقة».

وأشار «المرصد» إلى أن ملثمين مسلحين أعدموا أحد أبناء حي الغمقة الشرقية في مدينة طرطوس، وهو شقيق شخص مطلوب بقضايا جنائية، وذلك خلال تفقد القتيل شاليهاً يملكه في منطقة «شاليهات الأحلام».

وتشهد مناطق تركز العلويين في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية انفلاتاً أمنياً بسبب انتشار السلاح، وتحصّن مطلوبين من عناصر النظام السابق في أحياء وقرى، مما يثير مخاوف من تأجيج نزاع مناطقي.

يُشار إلى أن «إدارة العمليات العسكرية» استكملت، الجمعة، حملة التمشيط التي بدأتها في حمص يوم الخميس، وشملت أحياء العباسية والسبيل والزهراء والمهاجرين، بحثاً عن فلول ميليشيات النظام السابق. وأفيد باعتقال عشرات الأشخاص بينهم من أُفرج عنهم بعد ساعات فقط.