غوتيريش يشدد على حل {واقعي وتوافقي} في الصحراء

تحدث في تقرير للأمم المتحدة عن جدية مبادرة الحكم الذاتي

إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة «البوليساريو»... (أ.ب)
إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة «البوليساريو»... (أ.ب)
TT

غوتيريش يشدد على حل {واقعي وتوافقي} في الصحراء

إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة «البوليساريو»... (أ.ب)
إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة «البوليساريو»... (أ.ب)

نقلت وكالة الأنباء المغربية عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تأكيده مرة أخرى، في تقريره المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «الحل النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء لا يمكن أن يكون إلا سياسياً وواقعياً وعملياً ودائماً وتوافقياً، طبقاً لقرارات مجلس الأمن (2440 - 2468 - 2494 - 2548)».
ورأت الوكالة المغربية أن موقف غوتيريش هذا يؤكد «الإقبار النهائي لكل المخططات المدعومة فقط من قبل الجزائر و(البوليساريو)؛ ولا سيما الاستفتاء». واعتبرت الوكالة أيضاً أن تقرير غوتيريش «فضح} ما وصفتها بـ {الانتهاكات والادعاءات الباطلة} للجزائر و{البوليساريو} بشأن قضية الصحراء، وذلك على غرار ما قام به في تقريره المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي مطلع الشهر الحالي.
ووفقاً للأمين العام للأمم المتحدة، فإن القرارات 2440 و2468 و2494 و2548، «التي يتعين أن يكون الحل متسقاً معها تماماً، وكذلك مع تلك الصادرة منذ 2007، تكرس أولوية وجدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي حلاً وحيداً لهذا النزاع الإقليمي في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية».
إضافة إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره أن العناصر المسلحة من «البوليساريو» أغلقت معبر الكركرات في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2020، «مقوضاً بذلك المحاولات اليائسة من (البوليساريو) والجزائر لإخفاء هذه الحقيقة».
يذكر أنه «على أثر إغلاق (البوليساريو) الانفصالية لأزيد من 3 أسابيع معبر الكركرات على الحدود المغربية - الموريتانية، في أكتوبر ونوفمبر 2020، قام المغرب بعملية نوعية أعاد من خلالها بشكل نهائي إرساء حرية تنقل الأشخاص والبضائع في هذا المعبر».
كما أبرز غوتيريش في تقريره أيضاً مضمون الرسالة الملكية، التي تؤكد الطابع «الذي لا رجعة فيه للتدابير السلمية التي اتخذها المغرب على مستوى المعبر الحدودي بالكركرات لاستعادة حرية الحركة المدنية والتجارية». وأكد التقرير أن «المغرب ظل متشبثاً بوقف إطلاق النار»، مع احتفاظه بـ«حق الرد على أي استفزاز من ميليشيات (البوليساريو)». وفي هذا السياق؛ لفت غوتيريش انتباه الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى «تحلل (البوليساريو) غير القانوني من اتفاق وقف النار، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، مشيداً بتعاون المغرب مع بعثة (مينورسو)؛ لا سيما من خلال تلقيح السلطات المغربية للعاملين بالبعثة».
كما سلط التقرير الضوء على «المكتسبات الدبلوماسية التي حققها المغرب في الصحراء على امتداد السنة الماضية. وفي هذا الإطار، أشار غوتيريش إلى فتح قنصليات عامة لـ16 بلداً في مدينتي العيون والداخلة، مسجلاً أن كلاً من البحرين وبوركينا فاسو وإسواتيني وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وهايتي والأردن وليبيا وملاوي والسنغال وسيراليون وسورينام، والإمارات العربية المتحدة وزامبيا، أعلنت عن افتتاح أو اعتزامها افتتاح قنصليات عامة في (الصحراء)، لتنضاف هذه التمثيليات الدبلوماسية إلى 10 قنصليات لبلدان أفريقية وعربية وأخرى من منطقة الكاريبي وغيرها، تم فتحها في مدينتي العيون والداخلة، والتي وصل عددها الإجمالي إلى 26 منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، وهو ما يعكس»، بحسب وكالة الأنباء المغربية، «الاعتراف الدولي والدبلوماسي بمغربية الصحراء».
كما أشار غوتيريش أيضاً إلى «الإعلان التاريخي للولايات المتحدة في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2020، بشأن السيادة الكاملة والتامة للمملكة المغربية على صحرائها. وذكر على الخصوص أن الولايات المتحدة اعترفت بالسيادة المغربية على كامل تراب الصحراء، وأعادت تأكيد تأييدها لاقتراح الحكم الذاتي الجاد والواقعي وذي المصداقية، الذي قدمه المغرب، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع». كما أفاد بأن الولايات المتحدة أعلنت في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2020 عن «افتتاح قنصلية افتراضية في الصحراء».
من جهة أخرى؛ أبرز غوتيريش «الطفرة التنموية والاقتصادية التي تشهدها الصحراء، وكذا مواصلة المغرب استثماراته فيها». وقال إن «السلطات المغربية أعلنت في 30 أبريل (نيسان) عن الفائز بطلب العروض المتعلق بإنشاء ميناء الداخلة الأطلسي»، وإن «أشغاله في طور الإنجاز». كما لفت غوتيريش إلى تواصل «أشغال إنجاز طريق سريعة تربط تيزنيت بالداخلة»، وهي «الأوراش الكبرى التي عاينتها من كثب دول عربية عدة خلال زيارة ميدانية في يونيو (حزيران) الماضي، حيث قامت وفود دبلوماسية من الأردن وعمان والسعودية واليمن بزيارة يومي 24 و26 يونيو 2021 للداخلة والعيون؛ لاستكشاف فرص الاستثمار في الصحراء».
يذكر أن تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، المقدمة سواء لمجلس الأمن وللجمعية العامة، «عكست بوضوح الحقائق؛ سواء على المستوى الميداني وفي إطار العملية السياسية»، بعيداً مما وصفته وكالة الأنباء المغربية بالدعاية الكاذبة للجزائر و«البوليساريو»، وبالتالي؛ فهي «تعزز بشكل كبير موقف المغرب وتشبثه بالشرعية الدولية». وخلصت الوكالة إلى أن هذا ما دفع بالجزائر من خلال جبهة «البوليساريو» لتوجيه رسالة إلى غوتيريش، «غير مسؤولة وتنطوي على عدم احترام له وللمنظمة الأممية برمتها، تؤاخذه فيها على عدم مجاراة روايتها التي تنتقد موقفه الحيادي بشأن قضية الصحراء».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.