فوز ثالث على التوالي لليفربول وأياكس... وريال مدريد ومانشستر سيتي يستعيدان التوازن

ميسي ينقذ سان جيرمان... ومحن ميلان تتواصل... وإنتر يفسد مغامرة شيريف بدوري الأبطال

صلاح يحسم الفوز على أتلتيكو بركلة جزاء (رويترز)
صلاح يحسم الفوز على أتلتيكو بركلة جزاء (رويترز)
TT

فوز ثالث على التوالي لليفربول وأياكس... وريال مدريد ومانشستر سيتي يستعيدان التوازن

صلاح يحسم الفوز على أتلتيكو بركلة جزاء (رويترز)
صلاح يحسم الفوز على أتلتيكو بركلة جزاء (رويترز)

واصل ليفربول الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي بدايتهما الجيدة في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بتحقيقهما الفوز الثالث على التوالي، واستعاد ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي توازنهما، فيما أنقذ الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه باريس سان جرمان الفرنسي من الخسارة أمام لايبزيغ الألماني. وأوقف إنتر ميلان الإيطالي فورة شيريف تيراسبول المولدافي عندما تغلب عليه 3 - 1. وأنعش سبورتينغ البرتغالي آماله بفوز كبير على مضيفه بشيكتاش التركي 4 - 1، فيما استمرت محن ميلان الإيطالي بتلقيه الخسارة الثالثة على التوالي إثر سقوطه أمام مضيفه بورتو البرتغالي.
في المجموعة الثانية، قاد الدولي المصري محمد صلاح فريقه ليفربول إلى فوز ثالث على التوالي كان ثمينا على حساب مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني 3 - 2 بتسجيله ثنائية في مباراة أكملها أصحاب الأرض بعشرة لاعبين إثر طرد نجمهم الفرنسي أنطوان غريزمان صاحب ثنائية أيضا. وفي ملعب «واندا ميتروبوليتانو» الذي شهد تتويج ليفربول بطلا لأوروبا في العام 2019 تقدم الفريق الإنجليزي باكراً بهدف لصلاح المتألق بشكل هائل هذا الموسم في الدقيقة 8 والغاني نابي كيتا في الدقيقة 13 قبل أن يرد أتلتيكو يقوة بهدفين لغريزمان في الدقيقتين 20 و34، إلا أن الأخير طرد مباشرة إثر تدخل بقدمه على وجه البرازيلي فيرمينو بداية الشوط الثاني في الدقيقة 52، وحسم صلاح الفوز بركلة جزاء في الدقيقة 77 علما بأن أصحاب الأرض حصلوا على أخرى قبل أن يبدل الحكم قراره بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد «في إيه آر».
ورفع فريق المدرب الألماني يورغن كلوب رصيده إلى تسع نقاط بالعلامة الكاملة أمام أتلتيكو مدريد (4) ومثلها لبورتو البرتغالي الثالث الذي أسقط ضيفه ميلان الإيطالي 1 - صفر. وكان ليفربول عاد في العام 2020 إلى الملعب ذاته عندما سقط بهدف نظيف في ذهاب الدور الـ16 قبل أن يتلقى هزيمة أخرى 2 - 3 على أرضه إيابا ويودع المسابقة. وأشاد المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب بصلاح قائلا: «إنه لاعب مذهل. يثبت ذلك على أرض الملعب دائماً. يسجل أهدافاً جميلة، وليس فقط يسجل أهدافاً سهلة، ولكنه يساعد أيضاً فريقه كثيراً. يساعد دفاعياً ويلعب من أجل الفريق». وتابع «أنا راض عن المباراة، كان بإمكاننا أن نصنع فرصاً أكثر، ولكن الأمر صعب عندما يركنون الباص أمام منطقتهم»، مضيفاً عن ركلة الجزاء الملغاة لأتلتيكو «كنت شبه متأكد أنها لم تكن ركلة. رأيت اللقطة جيداً». في المباراة الثانية، سقط ميلان أمام مضيفه بورتو بهدف للكولومبي لويس دياس (65) ليتلقى الهزيمة الثالثة له في مجموعة «الموت» الثانية وأصبحت مهمته صعبة جداً في بلوغ الدور المقبل.
وأفلت باريس سان جيرمان من خسارة مفاجئة أمام ضيفه لايبزيغ معوضاً تأخره إلى فوز 3 - 2 بفضل ميسي الذي سجل ثنائية ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الأولى التي شهدت اكتساح مانشستر سيتي الإنجليزي مضيفه كلوب بروج البلجيكي 5 - 1. ورفع نادي العاصمة الفرنسية رصيده إلى سبع نقاط من فوزين وتعادل، متقدماً بنقطة على سيتي وثلاث عن بروج، فيما مني لايبزيغ بالخسارة الثالثة على التوالي. وتقدم سان جيرمان عبر مهاجمه الدولي الفرنسي كيليان مبابي في الدقيقة 9، قبل أن يرد الضيوف بهدفي البرتغالي أندري سيلفا في الدقيقة 28 والفرنسي نوردي موكييلي في الدقيقة 57، إلا أن ميسي سجل هدفين في الدقيقتين 67 و74 من ركلة جزاء ليجنب فريقه سيناريو مفاجئا، قبل أن يهدر مبابي ركلة جزاء في الثواني الأخيرة. وكان سان جيرمان افتتح مشواره القاري بتعادل خارج الديار أمام بروج المتواضع، قبل أن يسقط سيتي وصيف الموسم الماضي 2 - صفر، في مباراة شهدت تسجيل ميسي باكورة أهدافه منذ انتقاله إلى عاصمة النور في أغسطس (آب) الماضي. واكتسح مانشستر سيتي مضيفه كلوب بروج 5 - 1 بينها ثنائية للدولي الجزائري رياض محرز. وسجل الظهير البرتغالي جواو كانسيلو في الدقيقة 30 ومحرز في الدقيقتين 43 من ركلة جزاء و84. وكايل ووكر في الدقيقة 53 والبديل الشاب كول بالمر في الدقيقة 67، فيما أحرز القائد هانس فاناكين الهدف الشرفي لأصحاب الأرض في الدقيقة 81.
واستعاد ريال مدريد توازنه بفوزه الكبير على مضيفه شاختار دانييتسك الأوكراني 5 - صفر، وأوقف إنتر ميلان فورة شيريف تيراسبول المولدافي، مفاجأة المسابقة هذا الموسم، عندما تغلب عليه 3 - 1 في منافسات المجموعة الرابعة. في المباراة الأولى في كييف، فرض المهاجم الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور نفسه نجماً بتسجيله ثنائية في الدقيقتين 51 و56، وصنع الهدف الرابع لمواطنه رودريغو في الدقيقة 65 بعدما افتتح قائد أصحاب الأرض سيرجي كريفستوف التسجيل في الدقيقة 37 خطأ في مرمى فريقه، فيما ختم الفرنسي كريم بنزيمة المهرجان بهدف خامس. وعاد ريال مدريد إلى سكة الانتصارات عقب خسارته المفاجئة أمام ضيفه شيريف تيراسبول 1 - 2 في الجولة الثانية محققاً فوزه الثاني، فاستفاد من خسارة الأخير أمام إنتر وانتزع منه الصدارة بفارق الأهداف. وثأر النادي الملكي لخسارتيه أمام الفريق الأوكراني في دور المجموعات الموسم الماضي. ووجه ريال مدريد إنذاراً شديد اللهجة إلى غريمه التقليدي برشلونة الذي سيلاقيه الأحد المقبل في ملعب «كامب نو» في كلاسيكو الليغا.
وفي المباراة الثانية على ملعب «جوسيبي مياتسا» في ميلانو، حقق إنتر ميلان بطل إيطاليا فوزه الأول في دور المجموعات عندما تغلب على ضيفه شيريف تيراسبول 3 - 1، وهي الخسارة الأولى لشيريف تيراسبول بعد فوزيه المدويين على ضيفه شاختار دانييتسك (2 - صفر) ومضيفه ريال مدريد (2 - 1). وانتظر إنتر حتى الدقيقة 34 لافتتاح التسجيل عبر مهاجمه الدولي البوسني إدين دزيكو بتسديدة قوية من داخل المنطقة إثر تمريرة من الدولي التشيلي أرتورو فيدال.
وفاجأ شيريف تيراسبول بطل إيطاليا مطلع الشوط الثاني بإدراكه التعادل عبر اللوكسمبورغي سيباستيان ثيل في الدقيقة 52، لكن فيدال منح التقدم مجدداً لإنتر بعد ست دقائق إثر تمريرة من دزيكو. وأكد المدافع الهولندي ستيفان دي فري فوز النادي الإيطالي بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة 67 إثر تمريرة من مواطنه دنزل دمفريس.
وتابع أياكس أمستردام بدايته الجيدة وحقق فوزه الثالث على التوالي عندما أكرم وفادة ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني برباعية نظيفة ضمن المجموعة الثالثة. على ملعب «يوهان كرويف» في أمستردام، حسم أياكس نتيجة المباراة في شوطها الأول بتسجيله ثنائية عبر ماركو رويس في الدقيقة 11 من خطأ في مرمى فريقه، ودالي بليند في الدقيقة 25 وعزز بثنائية في الثاني عبر البرازيلي أنتوني في الدقيقة 57 والعاجي سيباستيان هالير في الدقيقة 72.
وفض أياكس شراكة الصدارة مع بوروسيا دورتموند بعدما رفع رصيده إلى تسع نقاط مقابل ست نقاط للأخير الذي يملك فرصة رد الاعتبار عندما يستضيف الفريق الهولندي في الثالث من الشهر المقبل في الجولة الرابعة. وأنعش سبورتينغ آماله بفوزه الكبير على مضيفه بشيكتاش بأربعة أهداف للأوروغواياني سيباستيان كواتيس في الدقيقتين 15 و27 والإسباني بابلو سارابيا في الدقيقة 44 من ركلة جزاء وباولينيو في الدقيقة 89 مقابل هدف للكندي سايل لارين في الدقيقة 24.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».