«موهبة» تطلق رحلة البحث عن الموهوبين في السعودية

الأعوام السابقة شهدت ترشيح أكثر من 600 ألف طالب وطالبة

جانب من حفل «موهبة» للبحث عن الموهوبين في السعودية (تصوير: يزيد السمراني)
جانب من حفل «موهبة» للبحث عن الموهوبين في السعودية (تصوير: يزيد السمراني)
TT

«موهبة» تطلق رحلة البحث عن الموهوبين في السعودية

جانب من حفل «موهبة» للبحث عن الموهوبين في السعودية (تصوير: يزيد السمراني)
جانب من حفل «موهبة» للبحث عن الموهوبين في السعودية (تصوير: يزيد السمراني)

دشنت اليوم (الأربعاء)، رحلة البحث عن الموهوبين السنوية في مختلف مناطق السعودية لعامها الثاني عشر، وذلك برعاية وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، بحضور الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» الدكتور سعود المتحمي، ونائب وزير التعليم المكلف الدكتور سعد الفهيد، والدكتور عبد الله القاطعي المدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس بهيئة تقويم التعليم والتدريب.
وأقيم حفل تدشين (البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين) في مقر مؤسسة «موهبة»، إيذاناً بانطلاق أكبر رحلة سنوية في السعودية لاكتشاف الموهوبين والموهوبات في المجالات العلمية في مختلف مناطق المملكة، من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثاني الثانوي، من خلال المؤسسة، بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، وهيئة تقويم التعليم والتدريب.
وأكد نائب وزير التعليم المكلف الدكتور سعد الفهيد أن الاهتمام برعاية الموهوبين له بالغ الأثر في التقدم العلمي والتكنولوجي، لذا سعت الجهود إلى احتواء الموهوبين والمخترعين وتنمية إبداعاتهم وقدراتهم وتقدير عقولهم، فظهر لنا جيل مبدع بأفكار جديدة.
وأضاف نائب وزير التعليم أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في الكشف عن الموهوبين بالشراكة مع مؤسسة موهبة، تأتي امتداداً لتحقيق أهدافها، وسعيها نحو زيادة عدد الطلبة المستفيدين من برامج رعاية الموهوبين، حيث أصبح لدينا طلبة يبادرون ويقدمون الأعمال الإبداعية ويصممون ويخططون للوصول إلى أهداف ترتقي بهم.
وفي كلمته أمام الحفل، قال الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لـ«موهبة»: «إن القيادة تطمح لشعبها في غد أفضل، وكان دعمها لمؤسسة موهبة دافعاً لعدم القبول بغير المركز الأول، لتبقى السعودية مرجعاً وسنداً لكل من يسعى للارتقاء بأدائه في مجال الموهبة والإبداع، بحرصها على مد جسور التعاون والشراكة مع شركاء نجاحها الاستراتيجيين، ممثلة في المظلة الكبرى وزارة التعليم، وهيئة تقويم التعليم والتدريب».
وأضاف أن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في عامه الثاني عشر، يُعد أنموذجاً للعمل التكاملي بين مؤسسات الدولة، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين «موهبة»، ووزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب (قياس) في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين في السعودية.
منطلقاً منذ تدشينه عام 2011م، من ركيزة ثابتة وقاعدة صلبة من الشراكة الفاعلة والمثمرة التي عملت وفق منظومة متكاملة، صوبت أهدافها نحو الاستثمار في الموهوبين كقادة المستقبل كونهم صانعي فرص العمل ومنتجي التقنية.
وعدد الدكتور المتحمي حصيلة السنوات الإحدى عشرة الماضية من عمر البرنامج التي شهدت ترشيح أكثر من 630 ألف طالب وطالبة، اختبر منهم ما يزيد على 430 ألفاً، وتأهل منهم أكثر من 144 ألف طالب وطالبة، وسجلت أعداد المرشحين والمختبرين والمؤهلين في البرنامج ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية من عمر البرنامج، خاصة في عام 2020م.
وبيّن الأمين العام أن المؤسسة استطاعت خلال أزمة «كورونا» أن تتجاوز تحديات الحظر بطريقة مرنة تصب في صالح الموهوبين، وتحافظ على سلامتهم؛ إذ نفذت برامجها المختلفة بكل جدارة وكفاءة، مستفيدة من تحولها الرقمي مع تحويلها الأزمة إلى فرصة ووثبة للمستقبل.
مما مكن الطلاب من تحقيق الجوائز وارتقاء منصات التتويج ليرفعوا رصيد السعودية من الجوائز في المسابقات الدولية إلى 453 جائزة من بينها 53 جائزة خلال العام الحالي 2021. كل ذلك عبر جهد دؤوب، ومن خلال 20 برنامجاً إثرائياً ومسابقات نوعية وفصولاً دراسية ومناهج متطورة، ليكون ترتيب المملكة الأول عالمياً في رعاية الموهوبين والاهتمام بهم، لامتلاكها البرنامج الأكثر شمولية في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين.
من جهته، أوضح الدكتور عبد الله القاطعي المدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس بهيئة تقويم التعليم والتدريب، أن البرنامج يعد استثماراً مهماً في الموارد البشرية، مؤكداً أن السعودية كانت سباقة في التركيز عليه، وتعكس الإحصاءات التي سجلتها المؤسسة خير دليل على أهمية المحافظة على هذه البرامج.
وأعرب الدكتور عن التطلع في هذا التدشين إلى توسيع قاعدة الكشف والتعرف، لتشمل مواهب فنية وأدبية، وأن تنال هذه المجالات مزيداً من العناية في مجال الرعاية.
ويعد البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين إحدى البوابات الرئيسية التي تمكّن مَن يجتازه من الدخول في برامج الرعاية التي تقدمها إدارات الموهوبين في وزارة التعليم، إضافة لأكثر من 19 مبادرة مختلفة لرعايتهم تقدمها «موهبة» مع شركائها الاستراتيجيين، منها فصول مخصصة لهم والتي توجد بأكثر من 100 مدرسة متميزة في السعودية.
تقدم مناهج علمية إضافية متقدمة في مواد العلوم لطلبة الرابع الابتدائي حتى الثالث الثانوي، إضافة لبرامج إثرائية أكاديمية وبحثية في مجالات العلوم والهندسة والطب، وبرامج متعددة لتأهيل الطلبة للحصول على قبول في الجامعات المرموقة ومعسكرات تدريب لتأهيل الطلبة للمشاركة بالمسابقات الدولية بمجالات العلوم والبحث العلمي والابتكار.



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.