احتجاز كافالا يفجّر أزمة دبلوماسية بين تركيا و10 دول بينها أميركا

الممثل البريطاني جود لو في استقبال الدمية العملاقة «أمل الصغيرة» التي وصلت أمس إلى ميناء فولكستون الإنجليزي في نهاية رحلة بدأت من تركيا وقطعت فيها ثمانية آلاف كيلومتر لتجسيد معاناة اللاجئين السوريين (إ.ب.أ)
الممثل البريطاني جود لو في استقبال الدمية العملاقة «أمل الصغيرة» التي وصلت أمس إلى ميناء فولكستون الإنجليزي في نهاية رحلة بدأت من تركيا وقطعت فيها ثمانية آلاف كيلومتر لتجسيد معاناة اللاجئين السوريين (إ.ب.أ)
TT

احتجاز كافالا يفجّر أزمة دبلوماسية بين تركيا و10 دول بينها أميركا

الممثل البريطاني جود لو في استقبال الدمية العملاقة «أمل الصغيرة» التي وصلت أمس إلى ميناء فولكستون الإنجليزي في نهاية رحلة بدأت من تركيا وقطعت فيها ثمانية آلاف كيلومتر لتجسيد معاناة اللاجئين السوريين (إ.ب.أ)
الممثل البريطاني جود لو في استقبال الدمية العملاقة «أمل الصغيرة» التي وصلت أمس إلى ميناء فولكستون الإنجليزي في نهاية رحلة بدأت من تركيا وقطعت فيها ثمانية آلاف كيلومتر لتجسيد معاناة اللاجئين السوريين (إ.ب.أ)

فجّر استمرار احتجاز السلطات التركية رجل الأعمال الناشط البارز في مجال المجتمع المدني عثمان كافالا، أزمة دبلوماسية بين تركيا و10 دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، طالبت جميعها في بيان مشترك بالإفراج الفوري عنه بعد اعتقاله وحبسه احتياطياً لما يقرب من 4 سنوات وتغيير الاتهامات الموجهة إليه واستحداث أخرى بعد حصوله على البراءة في اتهامات سابقة.
وفي الوقت ذاته، لوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد تركيا بسبب استمرار «استفزازاتها» في منطقة شرق المتوسط وانتهاك حقوق اليونان وقبرص الدولتين العضوين بالتكتل.
وأبلغت وزارة الخارجية التركية سفراء وممثلي الدول العشر الذين استدعتهم إلى مقرها أمس (الثلاثاء)، رفض أنقرة بيانهم المشترك حول كافالا المحبوس بتهمتي التجسس والضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو (تموز) 2016 ونسبتها السلطات إلى «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن. وقالت الخارجية التركية، في بيان، إنه تم إبلاغ الممثلين الدبلوماسيين لبعثات الولايات المتحدة، وألمانيا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وهولندا، والسويد، والنرويج، وكندا، ونيوزيلندا، برفض بيانهم «غير المسؤول».
ونددت السفارات العشر، في بيان نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أول من أمس، بحبس كافالا (64 عاماً)، دون محاكمة، قائلة إن استمرار تأخير محاكمته، بما يتضمن دمج قضايا مختلفة واستحداث أخرى بعد تبرئة سابقة، يلقي بظلال من الشك على احترام الديمقراطية وحكم القانون والشفافية في نظام القضاء التركي. وأضاف البيان: «بالنظر إلى أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن هذا الأمر، فإننا نطالب تركيا بالإفراج العاجل عنه».
وسبق أن أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارات عدة طالبت فيها تركيا بسرعة الإفراج عن كافالا، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن رفض حكومته الامثتال لهذه القرارات، ووصفها بأنها غير ملزمة لبلاده، وهاجم كافالا متهماً إياه بتمويل احتجاجات «جيزي بارك» التي انطلقت كاحتجاجات للمدافعين عن البيئة في إسطنبول، وسرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد الحكومة في أنحاء البلاد، حيث عدّها إردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت، محاولة للإطاحة به.
ويقول إردوغان إن كافالا هو ذراع الملياردير جورج سورس و«مؤسسة المجتمع المفتوح» التابعة له، وأنه موّل احتجاجات «جيزي بارك» للإطاحة بحكومته. وبرّأت محكمة تركية كافالا، أوائل العام الماضي، من اتهامات تتصل باحتجاجات «جيزي بارك» من بينها التجسس والعمل على الإطاحة بالنظام الدستوري للبلاد، لكن سرعان ما اعتُقل بعد ساعات، وأُلغي حكم البراءة وتم دمج الاتهامات في قضية واحدة يحاكَم فيها بتهمتي التجسس ودعم محاولة الانقلاب.
ووصفت الخارجية التركية بيان الدول العشر بأنه «ازدواجية في المعايير».
وبينما يشتعل التوتر حول قضية كافالا، أمر الادعاء التركي باعتقال 158 مشتبهاً بهم، بينهم 33 من العسكريين لا يزالون في الخدمة، لاتهامهم بالارتباط بحركة غولن، التي صنّفتها السلطات «منظمة إرهابية» عقب محاولة الانقلاب في 2016. وعلى الفور ألقت قوات الأمن القبض على 97 شخصاً، بينما يجري البحث عن باقي المطلوبين، ومن بينهم 110 من طلاب الكليات العسكرية فصلوا في أعقاب محاولة الانقلاب.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.