يورنتي وميلنر... جنديان مجهولان مع أتلتيكو مدريد وليفربول

ماركوس يورنتي (رويترز)
ماركوس يورنتي (رويترز)
TT

يورنتي وميلنر... جنديان مجهولان مع أتلتيكو مدريد وليفربول

ماركوس يورنتي (رويترز)
ماركوس يورنتي (رويترز)

يلعب ماركوس يورنتي وجيمس ميلنر دور الجندي المجهول مع أتلتيكو مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، اللذين يلتقيان اليوم (الثلاثاء)، في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا بكرة القدم.
صنع يورنتي اسمه على الصعيد القاري، أمام ليفربول تحديداً، عندما تميّز بقدرة قاتلة أمام المرمى. نشأ ابن السادسة والعشرين كلاعب مدافع مع ريال مدريد، فتحوّل إلى هداف فريد في أمسية جميلة من شهر مارس (آذار) 2020 على ملعب أنفيلد، عندما أقصى ليفربول، حامل اللقب آنذاك، من إياب الدور الستة عشر.
اندفع على الجهة اليمنى في الدقيقة 56، بعد نزوله بديلاً للمهاجم دييغو كوستا، فقلب المباراة رأساً على عقب في الوقت الممدّد عندما كان فريقه على وشك الخروج، بهدفين يمينيين (97 و105) وتمريرة حاسمة لألفارو موراتا. وقال أخيراً لإذاعة «كادينا سار» الإسبانية: «بدءاً من تلك الليلة، تغيّر كل شيء بالنسبة إلي. أعتقد أنه كان المنعطف في مسيرتي... من الصعب أن أعيش لحظات مماثلة على الصعيد العاطفي. سأنقلها معي إلى القبر».
غامر المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من خلال الدفع بهذا اللاعب الذي كان احتياطياً في العادة. قال بعد النجاح الكبير في أنفيلد: «بدأت فكرة إشراكه من خلال مشاهدته يتدرّب، قدراته الفنية، الجسدية ونوعية تسديداته. تحدثنا معه، وأصبح اليوم خياراً بديلاً مهماً على الجناح الأيمن». مذاك الوقت، أصبح عنصراً بارزاً مع أتلتيكو أو المنتخب الإسباني. إصابته بركبته أمام برشلونة، مطلع الشهر الحالي، فرملت بدايته الجيدة هذا الموسم (10 مباريات أساسياً في 10 مباريات)، ما يعني أن مشاركته في أنفيلد قد لا تكون مؤكدة. لكن بصرف النظر عن مشاركته قبل ضربة البداية أو لدى دخوله بديلاً، سيقوم بكل ما يملك ليؤرق دفاع ليفربول مجدداً.
قد يجد بمواجهته جيمس ميلنر، صاحب الخبرة الرهيبة في الكرة الإنجليزية واللاعب القادر على شغل عدة مراكز. يجسّد ابن ليدز الذي سيبلغ السادسة والثلاثين في يناير (كانون الثاني) المقبل،
كل ما يحبّه المدرب الألماني يورغن كلوب: «لاعب جاد خارج الملعب، سخي ومنضبط على المستطيل وصاحب خبرة 20 موسماً في الدوري الإنجليزي لم يملّ بعد من تحديات المستديرة. شغل ميلنر تقريباً كل المراكز في أرض الملعب، ما عدا حراسة المرمى! مع ميله للعب في خط الوسط. ظهير أيمن ضد كريستال بالاس الذي يدرّبه الفرنسي باتريك فييرا، لاعب الوسط السابق الذي واجهه ميلنر لاعباً، ولاعب وسط مركزي ضد نوريتش، لا يرفض ميلنر طلبات كلوب التكتيكية».
قال زميله الظهير الأيمن ترنت ألكسندر - أرنولد في 2019: «هو متفانٍ تماماً لعمله. يضع دوماً جسده في خدمة الفريق». يحمل ميلنر الرقم القياسي لأفضل ممرّر في نسخة واحدة من دوري الأبطال (9) خلال المشوار الذي أوصل ليفربول إلى نهائي 2018. أسهم السبت الماضي في تمريرة مقشرة للبرازيلي روبرتو فيرمينو ضد واتفورد.
أكد ألكسندر - أرنولد: «في النهاية، نلاحظ أنه لطيف جداً، خلافاً لبنيته الصلبة». بعد إحرازه لقب الدوري مع مانشستر سيتي مرتين في 2011 و2014، انتقل إلى ليفربول بعد انتهاء عقده عام 2015 رافضاً عرضاً سخياً للتمديد، لعدم شعوره بالتقدير. رهان ناجح، فقد أحرز في 2019 لقب دوري الأبطال مع ليفربول، فيما لا يزال سيتي يلهث وراءه حتى الساعة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».