«صواني الأكّيلة»... الترويج بالكميات لجذب العائلات

«المشاوي» تنافس «فواكه البحر» في المطاعم المصرية

TT

«صواني الأكّيلة»... الترويج بالكميات لجذب العائلات

على حافة صينية كبيرة تتجاور أزواج الحمام المحشي بالفريك مع أصابع الكفتة الخارجة من النار تواً، وتتخللهم حبات من الدجاج المحمّر، وبُسط أسفل هذه الكمية طبقة من الأرز البسمتي المخلوط بالمكسرات، كل ذلك في عرض ترويجي واحد، تحت اسم «صينية الأكّيلة»، ينافس به أحد المطاعم القاهرية.
وتعتمد هذه الفكرة الترويجية على مفهومين أساسيين في عالم الطعام، هما الوفرة بكميات كبيرة، وهو اتجاه ابتعدت عنه المطاعم كثيراً خلال السنوات الماضية، بينما يضيف مفهوم تنوع الأصناف بعداً جديداً يعزز فكرة الاستمتاع و«لمة العيلة».
وبجانب «صينية الأكيلة» لجأ مطعم «حضرموت» بشارع عبد المنعم رياض بحي المهندسين الراقي «صينية التوفير» لاجتذاب عشاق «المندي» بجانب «صواني» أخرى متنوعة بأحجام مختلفة. وتحتوي «صينية التوفير» على ثُمن تيس، ودجاجة، ونص مندي أو مشوي أو مظبي، وكيلو كفتة، وكيلو ممبار، وطاجن ورق عنب بالليمون، و10 طواجن شوربة، ومثلها من أنواع السلطة المتنوعة، كما تضم «صينية وجبة الأبطال» ثُمن تيس و24 قطعة كفتة وأرز مع بطة بالأرز الخاص بها ومحاشي، وخضار مشكل وممبار وورق عنب، وأصناف متنوع من طواجن الخضار، منها ملوخية وفاصوليا وخضار مشكل، بينما تحوي «صينية عرض الوحوش» على 4 دبابيس رومي، و4 فرد حمام محشي، ونصف كيلو طرب، و24 قطعة كفتة، وخضار متنوع.
كما يقدم مطعم «حضر موت» «صواني» تناسب العائلات والمجموعات الكبيرة؛ حيث تزيد كميات الطعام بها مع الحفاظ على التنوع، منها «صينية الكبير أوي» وتتضمن ربع تيس مندي أو مشوي أو مظبي وكيلو كفتة وكيلو طرب وكيلو شيش طاووق مع دجاجة مشوية ودجاجة مندي وورق عنب وخضار متنوع.
وتزداد كمية الطعام من «صينية» إلى أخرى، لتصل في «صينية وجبة العيلة الكبيرة» إلى نصف تيس مندي وكيلو كفتة وكيلو طرب وكيلو شيش طاووق ودجاجة مشوية ودجاجة مندية، و4 كيلو أرز وكيلو ورق عنب وممبار.
وتتنوع الأصناف التي تقدمها «صينية الأكيلة» لتُلبي جميع الأذواق، ويقدم مطعم «أيستريديا» للمأكولات البحرية والشرقية بمدينة نصر (شرق القاهرة) مجموعة متنوعة من «الصواني» أطلقت عليها أسماء جاذبة، منها «صينية المزاج» وتتكون من أرز بفواكه البحر «إستاكوزا، وجمبري، وجندوفلي، وبلح البحر، وقطع سمك، وكابوريا» مع طاجن شوربة بحريات، و«صينية شلالات الفياجرا» وتحتوي على أرز بالسيفود، وكابوريا، وإستاكوزا، وجمبري، وبلح البحر، وجندوفلي، وكفتة جمبري مقلي.
ويقول محمد أبو الفتوح، مدير مطعم إيستريديا للمأكولات البحرية والشرقية لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة «صواني الأكيلة» انتشرت في كثير من المطاعم بشكل لافت، وحظيت بإقبال كبير من الزبائن، مشيراً إلى أنها تستهدف بالأساس العائلات والمجموعات من الأصدقاء وعشاق تناول الطعام بكميات كبيرة الذين نسميهم «الأكيلة» وأظن أن سبب الإقبال عليها يرجع إلى افتقاد الناس إلى التجمع بشكل كبيرة.
أما «صينية بنت الحلال» فتتكون من أرز بالخضار والفاكهة واللوز والزبيب، وعليها 4 طواجن سيفود وطاجن سمك مقلي كبير وكابوريا وجمبري وإستاكوزا وبلح البحر وجندوفلي وسمك سنجاري مشوي وملوخية بالجمبري وشوربة جمبري وسلطات وخبز، ويصل مجموع وزن كل «صينية» إلى أكثر من 12 كيلوغراماً من الأصناف المتنوعة، ومن الصواني التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزبائن «صينية أبراج الفسفور المقلية» وتتكون من نحو 10 كيلوغرامات من سبيط وجمبري ولوط جزل وبربوني وفيليه قشر بياض وكفتة جمبري، و«صينية الكراش المشوية» وتحوي كابوريا مخلية وبشاميل جندوفلي بلدي وجمبري وبلح البحر وبطارخ وسبيط محشي وكفتة جمبري وفيليه قشر بياض وأرز بالبشاميل.
وبجانب «الصينية»، استحدث مطعم «أبو العربي» للمأكولات البحرية في التجمع الخامس فكرة «الجردل» أو (الدلو) الذي يحمل أيضا أسماءً ترويجية تسوق لفكرة الحجم والوفرة، منها «جردل السعادة» بجانب «قرعة أبو العربي» و«صينية الشهيد أبو العربي» و«طاجن العدوان»، وتضم جميعها كميات كبيرة وأصنافاً متنوعة من المأكولات البحرية.
ومن بين ابتكارات مطعم «حضر موت عنتر» الذي يمتلك فرعين في التجمع الخامس وجسر السويس (شرق القاهرة) ما يطلق عليه «تورتة اللحوم» وهي عبارة عن مجموعة «صواني» متنوعة يوضع بعضها فوق بعض وتشكل أدواراً مختلفة تشبه شكل «التورتة»، وتتكون كل واحدة منها من 3 إلى 5 أدوار «طوابق» وتضم السفلى منها ربع تيس مندي وكيلو كفتة، وتحوى الوسطى 5 فرد حمام، وتحتوي الثالثة على كيلو طرب، وفي الطابق الأعلى طاجن ورق عنب بالكوارع والليمون، وكلما زاد عدد الطوابق زادت وتنوعت كمية الطعام بها، فإحدى هذه التورتات تضم «صينية» بها تيس كامل يصل وزنه إلى نحو 12 كيلوغراماً، تعلوها «صينية» بها 3 دجاجات مندي أو مشوي، وطابقان من الأرز المتنوع، وفي الأعلى 5 أزواج حمام محشي.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.