القاهرة تتعاون مع الخرطوم وجوبا في المجال الدعوي

شكري يشارك في اجتماع الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية

شكري خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي للاتحاد الأفريقي (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك)
شكري خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي للاتحاد الأفريقي (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك)
TT

القاهرة تتعاون مع الخرطوم وجوبا في المجال الدعوي

شكري خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي للاتحاد الأفريقي (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك)
شكري خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي للاتحاد الأفريقي (من صفحة الخارجية المصرية على فيسبوك)

شاركت مصر أمس في الاجتماع التنسيقي نصف السنوي الثالث للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية لبحث التعاون بين دول القارة الأفريقية، في وقت عززت القاهرة من تعاونها مع الخرطوم وجوبا في المجال الدعوي وتدريب الأئمة والواعظات.
والتقى في القاهرة أمس وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ونظيره السوداني الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان، والشيخ عبد الله برك رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجنوب السودان. وبحسب بيان لوزارة الأوقاف المصرية فإن «اللقاء بحث التعاون المشترك في مجالي الدعوة والتدريب بين وزارة الأوقاف المصرية ونظيرتها السودانية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجنوب السودان». وأكدت «الأوقاف المصرية» أنه «يجري الترتيب لاستضافة دورة تدريبية مشتركة لنخبة متميزة من الأئمة من الدول الثلاث مصر والسودان وجنوب السودان، بأكاديمية الأوقاف الدولية بمصر».
ويشار إلى أنه سبق أن تم تنظيم قافلة لأئمة مصر والسودان إلى الخرطوم في فبراير (شباط) الماضي... كما شارك عدد من الأئمة السودانيين في برامج تدريبية وورش عمل بالقاهرة حول قضايا «تجديد الخطاب الديني، ومواجهة الأفكار المتطرفة».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس أن وزير الخارجية سامح شكري شارك «في الاجتماع التنسيقي نصف السنوي الثالث للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية المنعقد عبر (الفيديو كونفرانس) نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ إن «الوزير شكري نقل تحيات الرئيس السيسي لكافة الرؤساء والقادة والمسؤولين المشاركين في الاجتماع، وتقدير الرئيس للجهود التي بذلت لعقد الاجتماع، حيث يعد المحفل الرئيسي لمناقشة حالة الاندماج في القارة الأفريقية».
وأضاف متحدث «الخارجية المصرية» أن «الوزير شكري أشار إلى اهتمام مصر بمتابعة مدى التقدم المحرز منذ انعقاد القمة التنسيقية الأولى، والتي ترأسها الرئيس السيسي في يوليو (تموز) 2019»، موضحاً أن «هذه القمة دشنت مساراً لتطوير المرجعيات الرئيسية للتكامل القاري والإقليمي وأفسحت الطريق أمام اتخاذ خطوات إيجابية ملموسة على صعيد تحقيق أجندة القارة التنموية».
ونوه شكري إلى أن «جائحة فيروس (كورونا) على الرغم مما مثلته من تحد صعب؛ فإنها أتاحت الفرصة أمام الدول الأفريقية لتعزيز التعاون فيما بينها خصوصاً على صعيد إبراز المعنى الحقيقي لأهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063».
وأضاف أن «مصر لم تكن ببعيدة عن ذلك، سواء من خلال مساهماتها لدعم المركز الأفريقي للأمراض والأوبئة، وصندوق الاستجابة لمكافحة (كورونا)، أو بتقديمها للدعم المتواصل للدول الأفريقية من أجل تعزيز قدراتها وسد احتياجاتها في هذا الصدد».
وبحسب بيان «الخارجية المصرية» أمس فإن «وزير الخارجية المصري أكد على الدور المحوري للوكالة الأفريقية للتنمية (النيباد) في حشد الموارد اللازمة للاستثمار في أجندة التكامل القاري، والذي لا ينفصل عن الاندماج الإقليمي، حيث يمثل البرنامج القاري لتطوير البنية التحتية حجر الزاوية الأبرز لتحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية في ظل دورها المرتقب كقاطرة جديدة للتنمية في القارة الأفريقية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.