النائب العام الليبي يأمر بملاحقة «المتاجرين بالبشر»

موظف في الأمم المتحدة بمركز عين زارة لإيواء اللاجئين قرب طرابلس يوم الثلاثاء الماضي (رويترز)
موظف في الأمم المتحدة بمركز عين زارة لإيواء اللاجئين قرب طرابلس يوم الثلاثاء الماضي (رويترز)
TT

النائب العام الليبي يأمر بملاحقة «المتاجرين بالبشر»

موظف في الأمم المتحدة بمركز عين زارة لإيواء اللاجئين قرب طرابلس يوم الثلاثاء الماضي (رويترز)
موظف في الأمم المتحدة بمركز عين زارة لإيواء اللاجئين قرب طرابلس يوم الثلاثاء الماضي (رويترز)

أمر النائب العام الليبي الصديق الصور الأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود لمكافحة عمليات المتاجرة في البشر، و«ملاحقة جميع المتورطين فيها براً وبحراً وجواً»، يأتي ذلك في وقت يشتكي آلاف المهاجرين المحتجزين في مركز للإيواء بضواحي العاصمة طرابلس من سوء المعيشة والمعاملة.
وتحدث مكتب النائب العام، أمس، عن تفاصيل جديدة تتعلق بقضية «المتاجرة بالمهاجرين»، وتعرض بعضهم مؤخراً لعملية اعتداءات بالعاصمة، وقال إن الجهات الضبطية قبضت على عدد من الليبيين الـمُتهمين بارتكاب أفعال مجرّمة تتعلق بمعاملة المهاجرين بشكل «قاس ومهين». وقال إنه بعد «اكتشاف إيواء عدد كبير من الـمُهاجرين في منازل سكنية قيد الإنشاء، أوضحت التقارير الأمنية ونتائج التحقيقات أن جماعات تنظيم الهجرة غير المشروعة تستغلها في إدارة نشاطها المحظور، وتتخذها مقار بقصد تحصيل مبالغ مالية من الـمُنظمات المعنية بشؤون الـمُهاجرين العاملة في البلاد، نظير تمكين المهاجرين من الإقامة فيها رغم أنها تفتقر إلى المقومات التي تلبي احتياجات الـمُهاجرين، ودون علم السلطات الليبية».
ووجهت النيابة العامة في ليبيا بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، الجهات الوطنية المعنية بشؤون المهاجرين بمُباشرة حصر الـمُهاجرين، «بوصفهم ضحايا الجريمة المنظمة، مع اتخاذ إجراءات نقلهم إلى مراكز الإيواء المستوفية للحد الأدنى من المعايير، وتمكينهم من الاتصال بالعالم الخارجي«، بالإضافة إلى «رفع أي قيود تحد من حرية تنقلهم إلى حين مُمارسة آليات مُعالجة أوضاعهم بما يتفق مع المعايير الدولية والوطنية الـمُقررة في أقرب الآجال مع مراعاة عدم إلحاق الضرر وتوفير الرعاية لهم».
وتطرق النائب العام إلى عملية هروب قربة 4 آلاف مهاجر مؤخراً ووفاة أحدهم بمركز إيواء منطقة غوط الشعال بطرابلس، وأمر بإجراء تحقيقات عاجلة لكشف ظروف ومُلابسات واقعة الوفاة، وانتقلت نيابة شمال طرابلس الابتدائية إلى مكان الحادث، لمناظرة جثة المتوفى وعرضها على الطبيب الشرعي لبيان سبب موته؛ وبدأت في سماع شُهود الواقعة من المهاجرين.
وروى شهود الواقعة أنهم رأوا فرد أمن بالمركز يشتبك مع أحد المهاجرين ويعتدي عليه بعمود حديدي على ناصيته مما أدى إلى وفاته، وفور سقوطه أرضاً فر المهاجرون إلى الشارع بالآلاف.
وأسفرت التحقيقات عن تحديد هوية مرتكب جريمة قتل المهاجر، وأمرت النيابة العامة الجهات الضبطية بالقبض عليه، بالإضافة إلى حبس ثلاثة متهمين آخرين احتياطياً على ذمة القضية لاتهامهم بارتكاب جريمة «التعذيب وإساءة استعمال سلطات الوظيفة».
وكان 4 آلاف مهاجر فروا من مقر الاحتجاز بمنطقة غوط الشعال بالعاصمة طرابلس في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قبل أن تتم إعادة غالبيتهم.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهتها المنظمات الدولية المعنية بالهجرة لجهة إدارة ملف اللاجئين في ليبيا، اشتكى مئات المهاجرين بمركز إيواء عين زارة من قسوة المعيشة، وعدم توفر الحد الأدنى لسبل الحياة هناك. ويقول حراس ومسؤولون ليبيون في عين زارة إنهم يوفرون الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للمهاجرين؛ لكن المهاجرين قالوا إن كثيرين منهم «لا تصلهم إمدادات ويعيشون في خوف شديد».


مقالات ذات صلة

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

شمال افريقيا حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

قضى تسعة مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفُقد ستة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية عدداً من المهاجرين المصريين (جهاز مكافحة الهجرة)

الإعلان عن «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة بشرق ليبيا

قالت سلطات أمنية بشرق ليبيا إنها نجحت في «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة في عملية وصفتها بـ«المُحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.