خلاف بين «حزب الله» و«الوطني الحر» حول تحقيقات المرفأ

TT

خلاف بين «حزب الله» و«الوطني الحر» حول تحقيقات المرفأ

مرة جديدة يهتز تفاهم «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» القائم منذ عام ،2006 بسبب الخلاف على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وما تلاه من مواجهات يوم الخميس الماضي.
ويأخذ الحزب على «التيار» عدم تأييد موقفه ودعواته لكفّ يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، فيما يعترض العونيون على طريقة تعاطي الحزب مع القضاء ويشددون على وجوب حل أي مشكلة مع البيطار ضمن أطر السلطة القضائية.
واعتبر «حزب الله» أن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد المواجهات في منطقة الطيونة - عين الرمانة في بيروت، وقوله إن «الشارع ليس مكان الاعتراض، كما أن نصب المتاريس أو المواقف التصعيدية لا تحمل هي الأخرى الحل»، هو رسالة موجهة مباشرة إليه.
وقالت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المواقف الأخيرة سواء الصادرة عن الرئيس عون أو عن عدد من نواب التيار تظهرهم وكأنهم تحوّلوا لرأس حربة في مواجهة مطالبة الحزب بتنحية البيطار»، معتبرة أن «ما يحصل على هذا الصعيد لا شك يترك أثره على العلاقة بين الطرفين»، وأضافت: «الحزب يتفهم أن هناك حسابات انتخابية للتيار وأخرى مرتبطة بموضوع العقوبات الأميركية وحتى الأوروبية، لكن هذا لا يعني التنازل عن مطلبه لجهة رفض العودة إلى الحكومة قبل إقالة البيطار».
‏بالمقابل، يقرّ عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام بوجود اختلاف في وجهات النظر مع الحزب حول كيفية مقاربة الملف القضائي، و«سنحمي التحقيق حتى النهاية، أما إذا كان لدى حزب الله أي ملاحظات فيجب معالجتها في إطار السلطة القضائية عبر التفتيش القضائي ومجلس القضاء الأعلى»، مشدداً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أنه «لا يجوز إقالة القاضي البيطار عبر مجلس الوزراء، لأن ذلك يعني القضاء على ما تبقى من مؤسسات الدولة وهيبتها وثقة اللبنانيين بها، وبنهاية المطاف إذا لم يكن لدينا قضاء لن تكون لنا دولة». وتوقع درغام أن يبقى الخلاف حول هذا الموضوع محصوراً فلا يؤثر على العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين التي مرّت بأكثر من مطب، «علماً بأننا كنا ولا نزال عاتبين أيضاً على الحزب حول كيفية تعامله مع ملفات بناء الدولة ومكافحة الفساد».
ويسعى «التيار» خلال التطورات الأخيرة لاعتماد سياسة إمساك العصا من منتصفها، بحيث يدرك أن الدخول بمواجهة مباشرة ومفتوحة مع «حزب الله» ستعني نهاية التفاهم معه، كما أن مجاراته بمواقفه وأدائه الأخير يعني خسارة التيار في الشارع المسيحي. وحاول في البيان الذي صدر عنه أخيراً تأكيد تأييد التحقيق العدلي في انفجار المرفأ، في مقابل إدانته ما حصل من مواجهات، وحديثه عن «اعتداء مسلح ومرفوض على أناس أرادوا التعبير عن رأيهم، ولو كنا لا نوافقهم هذا الرأي».
ووقف العونيون على الحياد في المواجهات الأخيرة التي يؤكد «الثنائي الشيعي» أنها حصلت بين مناصرين له وعناصر من «القوات اللبنانية». ويقول أحد مسؤولي المناطق في «التيار» إنه «في نهاية المطاف وإذا تطورت الأمور باتجاه مواجهات واسعة النطاق سنضطر للدفاع عن مناطقنا أياً كان الطرف المعتدي حليفاً أو خصماً»، ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل ألا يتكرر ما حصل، لأن ذلك سيخلط كل الأوراق».
وكان «التيار» والحزب بدآ، قبل نحو عام، اجتماعات لتحديث ورقة التفاهم بينهما، إلا أنهما حتى الساعة لم يعلنا عن أي اتفاق جديد، في ظل معلومات عن توقف اللقاءات بينهما منذ أكثر من شهر.



بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.