القضاء الإيطالي يُعلّق محاكمة ضباط مصريين «غيابياً» بقضية ريجيني

TT

القضاء الإيطالي يُعلّق محاكمة ضباط مصريين «غيابياً» بقضية ريجيني

قرر القضاء الإيطالي تعليق محاكمة 4 ضباط مصريين (غيابياً) في قضية العثور على جثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، في مصر قبل نحو 5 سنوات. ووفق إفادة لوكالة «رويترز» مساء أول من أمس، قالت محكمة إيطالية إنها «علقت المُحاكمة (التي تجرى غيابياً) بسبب مخاوف ألا يكون الرجال الأربعة قد علموا بالاتهامات الموجهة إليهم».
ونقلت «رويترز» عن محامي الدفاع، الذين عينتهم المحكمة للضباط الأربعة، قولهم إنه «لم يتسن لأحد الوصول لهم في مصر، وهو ما يعني أنهم لا يعلمون بتوجيه الاتهام إليهم، الأمر الذي يجعل الإجراءات باطلة». وفي يونيو (حزيران) الماضي، سلم النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، السفير الإيطالي بالقاهرة جيامباولو كانتيني، نسختين بالعربية والإيطالية، من الأوراق المتعلقة بإجراءات السلطات القضائية في القاهرة بشأن القضية.
وكانت القضية قد وصلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى مسارين مختلفين بين القاهرة وروما، إذ قررت السلطات الإيطالية إنهاء تحقيقها المنفصل في الاشتباه بمنتمين لأجهزة أمنية مصرية وتقديم النتائج لقاضٍ، بينما جدد النائب العام المصري تمسكه بعدم وجود أدلة كافية لإحالة القضية إلى المحكمة، مقرراً إغلاق ملف التحقيقات «مؤقتاً» لحين ورود أدلة جديدة. ورأى أن القاتل «لا يزال مجهولاً». وأشار بيان النيابة العامة المصرية حينها إلى أن النائب العام المصري شدد خلال لقاء السفير الإيطالي على «ضرورة طرح كل الأوراق المسلمة أمام المحكمة التي تنظر القضية في إيطاليا؛ لتضمنها تفنيداً مفصلاً ودحضاً لكل ما أُثير حول الضباط المصريين المشتبه بهم في الواقعة».
وأثارت القضية توتراً كبيراً بين القاهرة من جهة، وروما وعواصم أوروبية أخرى من جهة أخرى، لكن المسؤولين المصريين قالوا مراراً إنهم ملتزمون بـ«كشف الحقيقة وتحقيق العدالة». واختفى ريجيني (28 عاماً)، وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبردج، في القاهرة، في يناير (كانون الثاني) 2016».
وقالت السلطات المصرية، بحسب بيان مشترك للنيابة العامة المصرية والنيابة الإيطالية، في وقت سابق، إن «الشخص الذي قتل ريجيني لا يزال غير معروف». وذكرت (مصر) في وقت سابق أيضاً أنها «توصلت إلى أدلة تفيد بأن تشكيلاً عصابياً سرق ريجيني بالإكراه، لكنها تعتقد أن مرتكب واقعة قتل المجني عليه لا يزال مجهولاً».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.