وزير الخارجية السوداني: القمة العربية مرحلة جديدة من التعاون الجاد

أكد نقل سفارة الخرطوم لدى اليمن إلى موقع آمن

وزير الخارجية السوداني: القمة العربية مرحلة جديدة من التعاون الجاد
TT

وزير الخارجية السوداني: القمة العربية مرحلة جديدة من التعاون الجاد

وزير الخارجية السوداني: القمة العربية مرحلة جديدة من التعاون الجاد

وصف وزير الخارجية السوداني علي كرتي قرار القمة العربية بشأن تشكيل قوة عربية مشتركة بأنه تحقيق لحلم عربي قديم.
جاء ذلك في تصريح أدلى به كرتي خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده بعد ظهر أمس (الأحد)، بمطار الخرطوم عقب عودة الرئيس السوداني والوفد المرافق له، بعد أن شارك في القمة العربية السادسة والعشرين بمدينة شرم الشيخ المصرية، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وقال كرتي إن قمة شرم الشيخ كانت فرصة سانحة للتعاون بين الدول من أجل تحقيق الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أنها تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون الجاد.
وأوضح أنه تم خلال القمة طرح كثيرا من الملفات التي تخص الأمن العربي خاصة الأزمة اليمنية، مشيرا إلى أنه من أهم قرارات القمة العربية تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية ومكافحة الإرهاب.
وأكد كرتي أن هذا القرار هو تحقيق لحلم عربي قديم، يتمثل في مشروع مجلس السلم العربي الذي مضى عليه أكثر من 10 سنوات، ووجد في هذه القمة حماسا وقبولا من قبل الدول العربية.
وأشار إلى أن مشاركة السودان في «عاصفة الحزم» تأتي انطلاقا من حرصها على الأمن العربي والإقليمي، وتحقيق الاستقرار باليمن وعودة الشرعية لرئيسه عبد ربه منصور هادي.
وقال كرتي إن القمة العربية اتجهت نحو وحدة الأمة العربية ووحدة رؤية الدول نحو تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة العربية والدفاع عنها.
وفيما يتعلق بالسفارة السودانية في اليمن والعاملين فيها والجالية السودانية، أكد كرتي تعرض سفارة السودان لدى اليمن، لهجوم واستفزاز من جهات - لم يسمها - جراء الحرب الدائرة هناك ضد الحوثيين، مما اضطر الحكومة إلى نقل جميع متعلقات السفارة من موقعها الحالي إلى مكان آخر يحقق القدر اللازمة لحماية المجموعة التي تمثل السودان لدى اليمن.
وأوضح أن هناك ترتيبات بين السفارة ووزارة الخارجية لإبعاد الجالية السودانية والرعايا الموجودين في اليمن عن مناطق المواجهات العسكرية والحرب إلى مناطق آمنة، مؤكدا أنه تم تكليف السفارة بإبلاغ كل من تستطيع الوصول إليه من أفراد الجالية والرعايا السودانيين بضرورة توخي الحذر حتى لو كانت الأماكن آمنة، مع أهمية الخروج إلى مواقع يتم تحديدها بعيدا عن مناطق الحرب الحالية.
وبشأن ليبيا والصراع الدائر فيها، قال وزير الخارجية إن غالبية دول المنطقة على وفاق بأن الحوار هو الحل الأمثل للقضية الليبية، مشيرا إلى أن الأطراف جميعها تسير نحو إعطاء فرصة للحوار الذي بدأ يجد أرضية قبول من الجميع.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.