صحيفة عبرية تدعو حكومة إسرائيل إلى التنازل عن دعم أميركي بمليار دولار!

TT

صحيفة عبرية تدعو حكومة إسرائيل إلى التنازل عن دعم أميركي بمليار دولار!

خرجت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس الخميس، بمقال افتتاحي، دعت فيه الحكومة الإسرائيلية إلى تفهم الأزمة التي يعيشها الرئيس الأميركي، جو بايدن، والتي تمنعه حتى الآن عن تنفيذ وعده بإقرار تشريع تمويل القبة الحديدية بمليار دولار.
وقال المحرر الاقتصادي، سيفر فلوتسكر، إن إدارة بايدن تواجه صعوبات في هذه الأثناء، في الإيفاء بتعهداتها بشأن المساعدات الخارجية، وبينها رصد مليار دولار لإسرائيل من أجل تمويل شراء صواريخ اعتراضية لـ«القبة الحديدية» التي فرغت من مخازنها إثر الحرب الأخيرة على قطاع غزة، في شهر مايو (أيار) الماضي. وقال فلوتسكر: «وضع إسرائيل الاقتصادي أفضل بكثير من وضع الولايات المتحدة. فعلى الرغم من أن بنك إسرائيل لا يطبع دولارات، لكن الاحتياطي لديه يصل إلى 200 مليار دولار، وهذا مبلغ هائل بالنسبة لحجم واحتياجات إسرائيل الاقتصادية. والشيقل (العملة الإسرائيلية) يظهر أداء قويا، والنمو مثير للانطباع، ونسبة دين الحكومة قياسا بالناتج القومي منخفضة جدا، والفائض السنوي في ميزان المدفوعات الدولي يضخ 15 – 20 مليار دولار أخرى لإسرائيل. ففي ضوء هذه المعطيات، واضح أننا لسنا بحاجة حقيقية لطلب مساعدات خاصة بمليار دولار من الولايات المتحدة من أجل شراء صواريخ للقبة الحديدية. بالعكس: «ينبغي إبلاغ البيت الأبيض فورا بأن إسرائيل تتنازل عن المليار دولار المذكورة، وأنها سوف تدخل يدها إلى جيبها وتدفع. وهذه دفعة لن تؤثر على الاحتياطي وعلى الميزانية وعلى مستوى الحياة».
وتابع المحرر فلوتسكر: «التنازل عن المليار دولار هو حاجة ماسة لإدارة بايدن، التي تواجه صعوبة بتنفيذ تعهدها لإسرائيل، وتعهداتها عموما. فالرئيس الأمريكي يعاني من تراجع كبير في شعبيته، وآخر الاستطلاعات أشار إلى أن هذه الشعبية تدنت إلى 38 في المائة وهذا مستوى شعبية متدن للغاية في هذه المرحلة من ولايته، قياسا برؤساء أميركيين سابقين. وهو رئيس ضعيف، حتى داخل حزبه الديمقراطي. وهذا ليس في مصلحة إسرائيل».
وأضاف أن «إسرائيل، الموجودة في مفترق طرق في نواح عديدة، بحاجة إلى إدارة أميركية قادرة على تأدية مهامها، وإلى صناع قرار في البيت الأبيض بمقدورهم تنفيذ قرارات. وهي بحاجة إلى إجماع الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) حيالها، وإلى دعم الكتل المعتدلة في الحزبين. والمناكفة السياسية (في الكونغرس) حول مساعدات أخرى لإسرائيل بمبلغ مليار دولار يتناقض مع هذه الأهداف». وتابع بالقول إن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن التنازل عن المليار دولار «ستسهل فورا على إدارة بايدن وتنقذه من خلاف محرج واحد على الأقل في الكونغرس». وستكون هذه هدية لائقة للرئيس نفسه، بمناسبة بلوغه سن 79 عاما، الشهر المقبل. وهدايا كهذه لا تُنسى.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.