«خسارة أن بن غوريون لم يكمل المهمة»... نائب إسرائيلي يهاجم الفلسطينيين بمفردات نازية

«أنتم أعداء ولا يمكن الحديث معكم، يجب طردكم من هنا، إن وجودكم جميعاً هنا كان خطأ. وخسارة أن ديفيد بن غوريون (قائد الحركة الصهيونية وأول رئيس وزراء في إسرائيل) لم يكمل المهمة. كان عليه طرد كل الفلسطينيين من إسرائيل».
بهذه الاستعارة من المفردات النازية هاجم رئيس «حزب الصهيونية الدينية»، الوزير السابق والنائب المعارض حالياً، بتسلئيل سموتريتش النواب العرب وفلسطينيي 48 عموماً خلال جلسة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، مساء أول من أمس؛ لدورهم في إسقاط مشروع قانون يتعلق بتشجيع الهجرة اليهودية، ما آثار موجة من السخط من قبل النواب العرب الذين طالبوا بتقديم سموترتش إلى اللجنة التأديبية، في حين طالبت جهات قيادية أخرى بمحاكمته بتهمة التحريض العنصري على القتل، ووصفه النائبان أحمد الطيبي وعايدة توما على الفور بناسخ الفكر النازي.
وإثر تلك اللغة التي استخدمها الوزير السابق تنبهت رئيسة دائرة التعليم في متحف «لوحمي هجتاوت» لضحايا النازية، نهى خطيب، إلى أن الكلمات التي استخدمها سموترتش هي نفسها التي يستخدمها أنصار النازية الجديدة في أوروبا وغيرهم من أعداء إسرائيل. فهؤلاء يقولون «خسارة أن هتلر لم يكمل المهمة». ويقصدون بذلك مهمة القضاء على اليهود، حيث إن زعيم النازية الألماني، أدولف هتلر، تمكن من القضاء على 6 ملايين يهودي ابان الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وبقي في العالم يومها 8 ملايين يهودي.
وقالت الخطيب «نحن نواجه تفاقماً في العنصرية والاستعلائية ضد العرب في الوسط اليهودي. والمشكلة أن سموترتش يمثل كثيرين من اليهود في إسرائيل بهذه المواقف. ومع ذلك، فإن لدينا مسؤولية تلزمنا بمناقشة هذه التصريحات ودوافعها العنصرية ونضع خطة لمجابهتها وتقويضها. فالتشكيك في الوجود العربي ونزع الشرعية عنه هو بالأمر الخطير الذي لا يجوز السكوت عنه. فقد علمتنا دروس الماضي أن هذا السكوت سيعطي سموتتش وغيره من العنصريين في القيادات الإسرائيلية شرعية لوضع مشاريع ترحيل لمن تبقى من الفلسطينيين في الوطن».
وقالت النائب توما سليمان، إن اليمين يهدد الوجود العربي بشكل صريح. ولم يعد يختبئ وراء الكلمات المعسولة. وقال النائب الطيبي، إن «القيادات السياسية الإسرائيلية من اليمين المتطرف والفاشي تتمادى على أصحاب الوطن والبلاد. لا يكفي أنهم يسرقوننا الوطن والأرض والخيرات والمقدرات، ولا يكفي أنهم أداروا سياسة تمييز عنصري ضدنا، إنهم يحاولون إبقاء مشاريع الترحيل ضدنا حية وجاهزة». وقال النائب اليساري من حزب ميرتس، موسي راز، إنه لو تفوه بكلمات كهذه نواب في برلمانات أوروبية لكانت إسرائيل زعزعت الكرة الأرضية ضده. لكنها هنا تسمح لنفسها بأن تمر مر الكرام على تصريحات عنصرية هستيرية كهذه.
وكان سموتريتش قد أطلق تصريحات عنصرية ضد العرب منذ دخوله السياسة قبل خمس سنوات. وآخر تصريح له في هذا السياق، أدلى به في شهر أبريل (نيسان)، قال فيه «العرب مواطنون في دولة إسرائيل، حالياً على الأقل، لديهم أعضاء كنيست، في الوقت الحالي على الأقل». وفي حينه حارب إمكانية تشكيل حكومة يمينية صرف برئاسة بنيامين نتنياهو، تستند على أصوات العرب. وقال «تشكيل حكومة بدعم من النواب العرب يعني أننا نعتمد عليهم، وأنهم يديروننا. أنا لا اعتمد عليهم وأرفض ذلك. وأعتقد بأنه لا يجب منح منصة لأعضاء الكنيست من داعمي الإرهاب، ولا يجب السماح بتواجدهم في الكنيست».