مقتل 150 حوثياً وتدمير 12 آلية عسكرية في العبدية خلال 24 ساعة

التحالف أعلن العمل مع شركاء دوليين لإنقاذ المديرية المحاصرة

TT

مقتل 150 حوثياً وتدمير 12 آلية عسكرية في العبدية خلال 24 ساعة

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، أنه نفذ خلال 24 ساعة 36 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر الميليشيات الحوثية التي تحاصر مديرية العبدية، جنوب مأرب، منذ 3 أسابيع. ودمر التحالف خلال عمليات الاستهداف 11 آلية عسكرية للميليشيات، فيما تجاوزت الخسائر بشرية 150 عنصراً إرهابياً.
وذكر التحالف أنه يعمل مع شركاء دوليين ومنظمات دولية لإنقاذ المدنيين في العبدية.
وفي وقت لاحق مساء أمس، أعلن التحالف اعتراض الدفاعات الجوية السعودية وتدميرها طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية تجاه جازان.
وتواصل الميليشيات المدعومة من إيران حصار واستهداف مديرية العبدية (جنوب مأرب)؛ حيث استهدفت المستشفى الرئيس في المدينة ومحطة وقود، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين، بينهم امرأتان، وإصابة 6 آخرين. بحسب مصادر رسمية.
وعبّرت المملكة المتحدة عن قلقها البالغ لاستمرار هجوم الحوثيين على مأرب والمناطق المحيطة بها، ووجوب أن تتوقف هذه الهجمات، وإعطاء أولوية لسلامة المدنيين وحمايتهم.
وقال سايمون سمارت، القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى اليمن، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قلقون للغاية من هجوم الحوثيين على مأرب والمناطق المحيطة بها، وتأثير ذلك على اليمنيين الأبرياء». وأضاف: «يجب أن تتوقف هذه الهجمات، مع إعطاء الأولوية لسلامة المدنيين وحمايتهم».
وذكّر المتحدث باسم السفارة البريطانية «جميع الأطراف بواجبهم في احترام القانون الإنساني الدولي». حاثاً إياهم «على المشاركة في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع من يحتاجون إليها».
من جانبه، حذّر معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، من استمرار التصعيد العسكري في جبهات مأرب. وأوضح الإرياني، في تصريحات، أن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في ظل صمت وتخاذل المجتمع الدولي، تعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر وتنسف أي بارقة أمل للتهدئة وإحلال السلام في اليمن‏، مبيناً أن هذا التصعيد الحوثي الخطير يتم بإملاء وتسليح إيراني وانخراط لخبراء من «الحرس الثوري» و«حزب الله» في إدارة العمليات العسكرية تنفيذاً لمخططها التوسعي في المنطقة. وأضاف: «هذا التصعيد يعكس انقياد ميليشيا الحوثي الكامل خلف الأجندة الإيرانية ومضيها في مخططها الانقلابي وموقفها الحقيقي من السلام‏، وعدم اكتراثها بمعاناة اليمنيين».
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي القيام بمسؤولياتهم بموجب القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، ووقف التدخل الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، داعياً إلى تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية ومحاكمة قيادتها في محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
وأدان الوزير اليمني بأشد العبارات استهداف ميليشيا الحوثي مستشفى علي عبد المغني في مديرية العبدية، ومحطة للوقود في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب بصاروخين باليستيين، إيرانيّي الصنع. وكشف أن استهداف محطة الوقود أسفر عن مقتل 4 مدنيين، بينهم امرأتان، وإصابة 6، بينهم طفلان، فيما جاء استهداف مستشفى العبدية بعد ساعات من إعلان مكتب الصحة إصابة 160 من المدنيين، بينهم نساء وأطفال جراء القصف المتواصل.
وكان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أفاد في المؤتمر الصحافي اليومي من المقر الدائم في نيويورك، بأن الاشتباكات تصاعدت خلال الأسابيع الماضية في اليمن، وأن هذا التصعيد «يحمل تأثيراً مدمراً بشكل متزايد على المدنيين».
وبحسب الأمم المتحدة، نزح نحو 10 آلاف شخص في مأرب في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو أعلى رقم تم تسجيله في المحافظة في شهر واحد هذا العام.
وأعرب دوجاريك عن قلق خاص إزاء الوضع في مديرية العبدية، وقال: «إننا قلقون بشكل خاص بشأن الوضع في مديرية العبدية التي تضم ما يقدر بنحو 35 ألف شخص، بما في ذلك كثيرون ممن لجأوا إلى المنطقة بعد أن فرّوا من الصراع في مناطق مجاورة. وهذه المنطقة تطوّقها القوات الحوثية منذ نهاية سبتمبر (أيلول)».
وحثّ الناطق باسم الأمم المتحدة أطراف الصراع على ضمان حماية المدنيين، وقال: «نحث أطراف الصراع على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقوانين الأخرى، بما في ذلك ضمان حماية المدنيين وتوفير ممر آمن لأولئك الذي يفرّون من مناطق الصراع».
وفيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، قال المتحدث: «ندعو جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول الإنساني الآمن، وفي الوقت المناسب والمستدام إلى جميع المناطق المتضررة في اليمن».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.