أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بلاده لن تقوم بـ«التعبير عن دعم أي جهود لتطبيع العلاقات أو إعادة تأهيل (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مشيراً إلى أن واشنطن لن ترفع العقوبات عن النظام.
وأضاف رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي مع وزيري الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي عبد الله بن زايد، مساء أول من أمس: «دعني أتحدث عن سوريا... أولاً، ولتوضيح الأمر، ركزنا خلال الأشهر التسعة الأولى من عمر الإدارة على بعض الأشياء فيما يخص سوريا، وهي توسيع دائرة وصول المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها، وأحرزنا بالفعل بعض النجاح، كما تعلمون، مع تجديد الممر المحوري في شمال غرب سوريا الذي يعين في إنجاز هذا الأمر. أيضاً، استمرار الحملة التي نخوضها مع التحالف ضد (داعش) و(القاعدة) في سوريا، وكذلك توضيح التزامنا المستمر بالمطالبة بإخضاع نظام الأسد للمساءلة والحفاظ على المعايير الدولية الأساسية، مثل تعزيز حقوق الإنسان وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل من خلال فرض عقوبات مستهدفة، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار المحلية المعمول بها في أجزاء مختلفة من البلاد. وشكّل ما سبق محور عملنا خلال الأشهر التسعة الماضية».
وتابع: «بينما نمضي قدماً خلال الفترة المقبلة، سنعمل على إبقاء العنف محدوداً وزيادة المساعدات الإنسانية وتركيز جهودنا العسكرية على أي مجموعات إرهابية تشكل مصدر تهديد لنا أو لشركائنا، ولديها العزيمة والقدرة على تنفيذ ذلك. وستشكل هذه مجالات التركيز الأساسية لنا. كما أنها حسب اعتقادي، مهمة للمضي قدماً نحو إقرار تسوية سياسية أوسع للصراع السوري تتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254». وقال: «أما ما لم نفعله ولا ننوي فعله، التعبير عن أي دعم لجهود تطبيع العلاقات أو إعادة تأهيل الأسد، أو رفع عقوبة واحدة عن سوريا أو تغيير موقفنا المعارض لإعادة الإعمار في سوريا حتى يجري إحراز تقدم لا رجوع فيه نحو الحل السياسي الذي نعتقد أنه ضروري وحيوي».
وقال مراقبون إن هذه التصريحات توضح إعادة صياغة لأولويات الولايات المتحدة، وهي «المساعدات الإنسانية والحد من العنف ومكافحة الإرهاب وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل سياسي قبل إعادة الإعمار أو التطبيع».
جاء هذا بعد اتخاذ دول عربية بينها الأردن، خطوات باتجاه التطبيع مع دمشق. وكان لافتاً أن مجلة «نيوزويك» الأميركية عنونت غلاف عددها الأخير بأن «الأسد يعود إلى العالم».
وأدى الانسحاب الأميركي من أفغانستان بما صاحبه من فوضى والتركيز على الصين، إلى تعزيز اعتقاد بين القادة العرب بأنهم بحاجة لرسم مسارهم بأنفسهم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «ما لم نفعله ولن نفعله هو إبداء أي دعم لجهود التطبيع أو رد الاعتبار للديكتاتور الغاشم بشار الأسد أو رفع عقوبة واحدة عن سوريا أو تغيير موقفنا في معارضة إعادة إعمار سوريا إلى أن يحدث تقدم لا رجعة فيه صوب حل سياسي».
من جهته، قال وزير خارجية سوريا فيصل المقداد، في مقابلة مع صحيفة «الوطن» السورية قبل أيام: «أنا متفائل بأن نبدأ حوارات أكثر عمقاً وأكثر فائدة لجميع شعوبنا، وهنالك إدراك أكثر من جميع الأطراف بأن الأوضاع الحالية لا تفيد أحداً، وبأن المخططات الغربية تهددنا جميعاً، ولا تريد الخير لنا»، لافتاً إلى أن لقاءاته الأخيرة في نيويورك شملت تسعة وزراء خارجية عرب وكلهم أكدوا أنهم «يشعرون بأن غياب سوريا عن الجامعة العربية أضر بالعمل العربي المشترك وأن سوريا يجب أن تكون ضمن الجسم العربي اليوم قبل الغد والغد قبل بعد غد وبعد غد قبل اليوم الذي يليه».
واشنطن: لن ندعم التطبيع العربي مع الأسد
واشنطن: لن ندعم التطبيع العربي مع الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة