اقتصاديون يكشفون العلاقة بين تقلبات أسعار النفط ومستقبل سوق الأسهم السعودية

خبراء يبحثون في جدة أهمية تنويع مصادر الدخل

اقتصاديون يكشفون العلاقة بين تقلبات أسعار النفط ومستقبل سوق الأسهم السعودية
TT

اقتصاديون يكشفون العلاقة بين تقلبات أسعار النفط ومستقبل سوق الأسهم السعودية

اقتصاديون يكشفون العلاقة بين تقلبات أسعار النفط ومستقبل سوق الأسهم السعودية

تحتل تقلبات أسعار النفط اهتمام المستثمرين في سوق الأسهم السعودية نظرا للارتباط الوثيق بينها وبين نسبة كبيرة من نشاطات الشركات العاملة في السوق، مما جعلها مثار جدل في أوساط المراقبين والمهتمين بسوق الأسهم.
ومن المقرر أن يناقش خبراء في أسواق النفط والأسهم غدا في غرفة جدة الانعكاسات التي تفرزها تقلبات أسعار النفط ومدى العلاقة التي تربط سوق الأسهم بما يحدث في أسواق النفط على المدى المتوسط والبعيد.
وستناقش الندوة التي يشارك فيها خبراء ومختصون ومستثمرون في أسواق المال العالمية عدة مواضيع متعلقة بالاقتصاد الوطني السعودي، ذات الارتباط المباشر بالنفط، والآثار المترتبة على ارتفاع السعر وانخفاضه، إلى جانب شرح المتغيرات في انخفاض الدخل القومي المتأتي من استمرار تراجع الأسعار، وتسليط الضوء على المدلولات الاقتصادية المتأتية من وجود احتياطات مالية تقدر بنحو 700 مليار دولار.
وستناقش الندوة ربط فتح السوق المالية للمؤسسات الأجنبية بتطبيق أوسع لبرامج الخصخصة، وأهمية تنويع مصادر الدخل، وتشجيع القطاع الخاص، والتحديات المتأتية من صنع فرص وظيفية جديدة تزيد على مليوني وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة مع إبراز أهمية الاندماجات في هذا التوقيت.
وقال محمد النفيعي، رئيس لجنة الأوراق المالية بغرفة جدة، إن هناك ارتباطا وثيقا بين مكونات سوق الأسهم السعودية وأسعار النفط؛ «إذا إن اقتصاد البلاد يعتمد في إيراداته على النفط، مما يدل على أن ارتفاع الأسعار يساهم في تحريك الاقتصاد وبالتالي ينعكس على حجم الإنفاق العام على المشاريع العامة من قبل الحكومة، وهذا يساهم في استفادة كثير من القطاعات مثل قطاع الخدمات وقطاع الإسمنت وغيرها من القطاعات التي ترتبط بالنفط في خدماتها إلى جانب قطاع البتروكيماويات الذي يتأثر بشكل مباشر بما يدور في سوق النفط ومعدلات النمو التي تساعد في زيادة الطلب على المنتجات»، مشيرا إلى أن سوق الأسهم السعودية سوق واعدة وأصبحت من أفضل الأسواق التي يستهدفها المستثمرون.
وأشار إلى أن تنظيم اللقاء يأتي في إطار دور اللجنة لتوعية المستثمرين بما يدور في سوق المال وارتباطه بالأحداث الحالية، مما يساهم في زيادة الوعي لدى المستمرين ويؤدي إلى قدرتهم على اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح ومساعدتهم للتخلص من تأثير الشائعات على قراراتهم، مشيرا إلى أن الأفراد هم الأكثر تأثرا بما يحدث في هذا الجانب وأنهم هم الذين يمثلون نسبة كبيرة من المتعاملين في سوق الأسهم السعودية.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».