البرازيل والأرجنتين للاقتراب أكثر من تأهل متوقع إلى كأس العالم

«السامبا» يتطلع لمواصلة انطلاقته أمام أوروغواي... و«التانغو» لتعزيز وصافته على حساب بيرو

مونديال 2022 قد يكون الأخير لنيمار (أ.ف.ب)
مونديال 2022 قد يكون الأخير لنيمار (أ.ف.ب)
TT

البرازيل والأرجنتين للاقتراب أكثر من تأهل متوقع إلى كأس العالم

مونديال 2022 قد يكون الأخير لنيمار (أ.ف.ب)
مونديال 2022 قد يكون الأخير لنيمار (أ.ف.ب)

تستضيف البرازيل غريمتها أوروغواي ضمن الجولة 12 من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال قطر 2022 في كرة القدم، أمام جماهيرها المحلية بعد طول غياب بسبب جائحة «كورونا»، وهي مدركة أن تأهلها غير المنقطع إلى الحدث الرياضي الكبير ليس سوى مسألة وقت. حققت البرازيل، بطلة العالم خمس مرات (رقم قياسي)، بداية صاروخية في التصفيات، ففازت 9 مرات قبل أن تفرملها مضيفتها كولومبيا بتعادل سلبي الأحد الماضي.
يتصدّر منتخب «السامبا» ترتيب المجموعة الموحّدة مع 28 نقطة أمام أرجنتين ليونيل ميسي (22)، فيما يبدو الفارق كبيراً مع باقي المطاردين الإكوادور وأوروغواي (16).
هذا وخاضت جميع منتخبات مجموعة «كونميبول» 11 مباراة حتى الآن من أصل 18، باستثناء الأرجنتين والبرازيل اللتين خاضتا 10 مباريات، بعدما توقفت المواجهة بينهما في 5 أسبتمبر (أيلول) بعد دقائق معدودة على انطلاقها في ساو باولو، بسبب اتهام بعض لاعبي المنتخب الضيف بمخالفة بروتوكولات فيروس كورونا.
ونظراً للموقف المريح، منح المدرب تيتي لاعبي البرازيل يوم راحة بعد التعادل مع كولومبيا، وسيكون متاحاً له إجراء أكبر كم من التغيير العددي والخططي في المباريات المتبقية، علماً بأن بلاده أحرزت اللقب العالمي آخر مرّة في 2002. وهي المرة الوحيدة التي نظّمتها القارة الآسيوية قبل الموعد المرتقب في قطر. وبعد الانطلاقة المميّزة، بدت البرازيل أقل زخماً في الفوز على فنزويلا 3 - 1 والتعادل مع كولومبيا. وبرغم استحواذها على الكرة بنسبة 63 في المائة أمام كولومبيا، فإنها لم تسدّد سوى 5 مرات على المرمى. لكن خوضها المباراة المقبلة أمام جماهيرها، قد يقلب المعادلة، وبحسب الصحف المحلية، تم بيع عشرة آلاف تذكرة مصرّح بها من قبل السلطات الصحية في البلاد. ولم تخسر البرازيل في تصفيات المونديال في آخر 27 مباراة، منذ سقوطها أمام تشيلي صفر - 2 في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
وبحال فوزها في المباراة، سترفع البرازيل رصيدها إلى 31 نقطة. وسيبقى لها سبع مباريات إضافية لإكمال التصفيات. وبعد كشف نجم البرازيل نيمار (29 عاماً) أن مونديال قطر قد يكون الأخير له لعدم تحمله «مواصلة كرة القدم من الناحية الذهنية»، تلقى لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي وصاحب 69 هدفاً في 113 مباراة دولية دعماً معنوياً من قائد الدفاع المخضرم تياغو سيلفا.
وقال مدافع تشيلسي الإنجليزي راهناً وزميل نيمار سابقاً في سان جيرمان: «لقد مررت هنا بلحظات صعبة مماثلة، خصوصاً بعد كأس العالم 2014. وُصفت بالطفل الباكي، الضعيف، الضعيف جداً، ذهنياً. هذه أمور مؤذية وتدرك أنك لا تستحقها». وأضاف: «آمل ألا يخسر سعادته. هو شاب مميز جداً، وعندما يكون سعيداً يقوم بما يحب».
في المقابل، خسر مدرب أوروغواي المخضرم أوسكار تاباريس، قلب دفاع برشلونة الإسباني رونالد أراوخو بسبب إصابة عضلية، علماً بأنه سيفتقد بعد الخسارة الأخيرة أمام الأرجنتين بثلاثية نظيفة المدافع خوسيه ماريا خيمينيس ولاعب الوسط جورجيان دي أرساكاييتا لإصابتهما. وقال قائد دفاعها المخضرم دييغو غودين: «خسرنا بشكل مؤلم. يجب أن نشحن طاقتنا وننهض سريعاً».
ولم تنجح أوروغواي بالتغلب على البرازيل في أي مسابقة منذ عام 2001 في تصفيات كأس العالم. وبعد خمسة أيام من إسقاطها أوروغواي بثلاثية نظيفة، تنوي الأرجنتين التي لم تخسر بعد في هذه التصفيات بقيادة ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، تعزيز وصافتها عندما تستقبل بيرو سابعة الترتيب (11 نقطة) وصاحبة النتائج المتقلبة. وبحال الفوز، ستقترب الأرجنتين من ضمان بطاقة التأهل، علماً بأنها عانت في نسخ عدة أخيرة خلال مشوار التصفيات. وستخوض تشكيلة المدرب ليونيل سكالوني، المتوجة بلقب كوبا أميركا في يوليو (تموز) الماضي، مواجهتين صعبتين الشهر المقبل على أرض أوروغواي ثم تستضيف البرازيل.
وحتى بحال فوز غير متوقع على الأرجنتين، قد لا يكون ذلك كافياً لبيرو من أجل تقليص الفارق مع كولومبيا الخامسة (15) التي تستقبل الإكوادور الثالثة (16)، فيما تلعب بوليفيا وصيفة القاع (9) مع ضيفتها باراغواي السادسة (12) وتشيلي الثامنة (10) التي تخوض مباراة «حياة أو موت» بحسب نجم وسطها المخضرم أرتورو فيدال مع ضيفتها فنزويلا متذيلة الترتيب (7). ويتأهل أول أربعة منتخبات مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، فيما يخوض الخامس ملحقاً دولياً.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».