أحبطت السلطات الإسرائيلية محاولة عشرات العائلات اليهودية، التي تنتمي لعصبة دينية متزمتة، الهرب إلى إيران. وقالت أوريت كوهن، إحدى المواطنات الإسرائيليات التي علمت أن شقيقها من ضمن الهاربين، إن المجموعة التي تضم أكثر من 150 شخصاً ضبطت في اللحظة الأخيرة في مطار العاصمة غواتيمالا، قبل أن تطير إلى طهران. وناشدت السلطات بذل الجهود اللازمة لمنعهم من الالتفاف على السلطات وتنفيذ مخططهم.
والمجموعة المذكورة تعرف باسم «قلب طاهر»، وهي ترفض تعريفها كعصبة، وتصر على أنها «مجموعة من اليهود المعادين للصهيونية ولكل ما تفعله أحزابها في إسرائيل». والسبب في ذلك أنها علمانية ولا تسير على الشرائع الدينية اليهودية ولا تتصرف من خلال الآية «أحب لغيرك ما تحب لنفسك» وتدير حروباً لأغراض اقتصادية ومصالح شخصية. وقد تأسست سنة 1985 في إسرائيل، وتمكنت من ضم 100 عائلة يهودية إليها، وكان رئيسها ومؤسسها شلومو هلبرنتس، قد ترك العلمانية ولجأ إلى الدين وأخذ يدعو لمحاربة الصهيونية. وفرض على أعضاء المجموعة إدارة حياة صحية متواضعة وحظر المشروبات الروحية، ووضع نظام حياة ذا انضباط شبيهاً بالحياة العسكرية. وعمل على ضم مجموعات من الفتية اليهود إليه، فاصطدم بأهالي هؤلاء الفتية، الذين اعتبروا المجموعة عصبة عنيفة تهدد حياة المنتمين إليها، وتوجهوا إلى محكمة إسرائيلية، مقدمين شهادات تدل على وجود عقوبات صارمة تصل إلى حد التنكيل والتعذيب.
وبعد أن توفي مؤسس المجموعة غرقاً، خلال عملية عماد في النهر، تولى نجله اليعيزر زمام القيادة. وحسب إفادات الأهل، كان أشد قسوة من والده في تطبيق النظام الصارم. وقد أصدرت المحكمة أمراً يحظر نشاط المجموعة ويعتبرها خارجة عن القانون. وهرب قسم من أفرادها إلى الولايات المتحدة، فصدرت هناك أيضاً قرارات قضائية ضدهم. فهرب عدد منهم إلى كندا، وتمت ملاحقتهم هناك أيضاً، لكن المحكمة الكندية رفضت الادعاءات واعتبرتها منظمة متشددة ولكنها غير مؤذية. وسمحت بنشاط من أصبحوا على أراضيها، ولكنها منعت زيادتهم، فراحوا يتركزون في غواتيمالا. وبحكم العلاقات الجيدة بين هذه الدولة وإسرائيل راحت تلاحقهم، وتمت إعادتهم إلى إسرائيل، وهربت إحدى العائلات إلى الأردن، وأعادتها السلطات هناك إلى إسرائيل.
ومع أن المحكمة الإسرائيلية حكمت على زعيم الحركة بالسجن وفرضت عليه أمراً يقضي بمنعه من السفر، تمكن من الهرب، ووصل إلى غواتيمالا، وجمع رفاقه في مجموعة واحدة ونظّم سفرهم إلى إيران طالبين حق اللجوء السياسي.
ويخشى أقارب هذه العائلات أن تستغل إيران قدومهم إليها فتعتبرهم رهائن تطالب لقاءهم بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقالت أوريت كوهن إن «هناك يهوداً يعيشون في إيران ولا يرون حاجة في الهجرة لإسرائيل. لكن مجموعة «قلب طاهر» ليست يهوداً إيرانيين، بل سيكونون في نظر السلطات الإيرانية إسرائيليين. وفي حال التوقيع على صفقة تبادل أسرى معهم، فإن صفقة شاليط، التي تم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً ستصبح لعبة أطفال مع صفقة الإيرانيين، لذلك توجهت إلى الحكومة الإسرائيلية لأن تتخذ إجراءات رادعة وتبرم صفقة مع رؤساء هذه المجموعة، ليعودوا إلى البلاد ويحصلوا على الشرعية من خلال المراقبة لنشاطاتهم. وقالت: «أي ثمن ندفعه لهم سيكون أبسط بكثير من الثمن الذي قد ندفعه، في حال دخولهم إلى إيران».
إحباط محاولة هروب 150 إسرائيلياً إلى إيران
شكّلوا مجموعة يهودية «معادية للصهيونية»
إحباط محاولة هروب 150 إسرائيلياً إلى إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة