استقبال حافل للبشير في الخرطوم تأييدًا لمشاركته في «عاصفة الحزم»

وزير الخارجية السوداني: لا وجود لأي تحالف مع إيران والعملية أعادت للسودان وضعه الطبيعي

الرئيس السوداني عمر البشير يحيي مؤيديه في الخرطوم بعد عودته من قمة شرم الشيخ أمس (رويترز)
الرئيس السوداني عمر البشير يحيي مؤيديه في الخرطوم بعد عودته من قمة شرم الشيخ أمس (رويترز)
TT

استقبال حافل للبشير في الخرطوم تأييدًا لمشاركته في «عاصفة الحزم»

الرئيس السوداني عمر البشير يحيي مؤيديه في الخرطوم بعد عودته من قمة شرم الشيخ أمس (رويترز)
الرئيس السوداني عمر البشير يحيي مؤيديه في الخرطوم بعد عودته من قمة شرم الشيخ أمس (رويترز)

استقبل المئات الرئيس السوداني عمر البشير لدى عودته للخرطوم، عقب مشاركته في القمة العربية وزيارة الرياض، لتأكيد تأييدهم لقرار المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن. في حين نفت الحكومة السودانية، أمس، وجود أي حلف بينها وإيران، ووصفت ما يروجه البعض في هذا الاتجاه بأنه محض «افتراءات وأكاذيب».
وزار الرئيس البشير الرياض، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الأربعاء الماضي لمدة 3 أيام، أعلن خلالها مشاركة السودان في عاصفة الحزم، ومن هناك طار إلى شرم الشيخ حيث ألقى كلمة في القمة العربية جدد فيها التزام بلاده بالمشاركة في «عاصفة الحزم»، ودعم القضايا العربية كافة.
وفي مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية السوداني علي كرتي، عقب وصوله ضمن وفد البشير إلى الخرطوم صرح بأنه «لا وجود لأي تحالف استراتيجي مع طهران»، وأضاف ردا على سؤال صحافي، عما إذا كان موقف حكومته الجديد المساند للمحور العربي سيؤثر على علاقة الخرطوم بطهران: «الحديث عن وجود حلف سوداني إيراني فرية واختلاقات.. علاقاتنا مع طهران علاقة عادية جدا وبتمثيل دبلوماسي عادي، وحتى المراكز الثقافية الإيرانية بالسودان عندما خرجت عن إطارها أغلقناها».
وقطع الوزير بعدم وجود تحالف بين السودان وطهران بالأساس، وقال: «هذا افتراء، والسودان لم يكن أبدا في حلف مع إيران التي تُعتبر دولة إسلامية تشاركنا في منظمتي المؤتمر الإسلامي والتعاون الإسلامي، ومنظمة عدم الانحياز»، وزاد: «لم يكن للسودان موقف خاص مع إيران، وتم إصلاح الحال بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، وموقف السودان جزء من هذه الأمة، ويختلف مع إيران في مواقفها المذهبية، وأما علاقتنا بالمنطقة العربية فهي علاقة جوار وعروبة وإسلام، وفيها كثير مما لا يمكن أن ينفصل عن السودان، وهذا تصوير خاطئ للموقف السوداني».
ووجه كرتي اتهامات لم يفصح عنها لجهات قال إنها كانت تروج للافتراءات، وأن تلك الافتراءات كانت السبب في «كمون» العلاقة بين الخرطوم والرياض السنوات الماضية. وقال كرتي إن زيارة رئيسه الأخيرة إلى الرياض فتحت الباب أمام تجديد العلاقات بين البلدين، وأضاف: «الزيارة تمثل فاتحة للعلاقات وفتحت الباب لتعاون أمني». وأكد أن مشاركة حكومته في عملية «عاصفة الحزم» أعادت السودان إلى «وضعه الطبيعي والطليعي في أمتنا العربية الإسلامية، بل إن موقف السودان أصبح الآن متقدما على بعض دول المنطقة».
وفي الأثناء احتشد المئات من أنصار الرئيس عمر البشير أمام مطار الخرطوم، لاستقباله لدى عودته للخرطوم، ولتأكيد تأييدهم لقراره بالمشاركة في «عاصفة الحزم» وعودة السودان إلى محيطه العربي والإسلامي الطبيعي. وقلل كرتي من المخاطر التي يتعرض لها المواطنون السودانيون في اليمن وقال إن سفارة الخرطوم في صنعاء تعرضت لهجوم بسبب الحرب، وأضاف: «أهل اليمن نفسهم يشتكون الآن، فما بالك بضيف مصنف ضمن موقف من المواقف».
وأكد تعرض السفارة السودانية لهجوم واستفزازات استدعت سحب البعثة من مكانها الحالي، وأوضح أن وزارته كلفت سفارتها الاتصال بأي مواطن تستطيع الوصول إليه لتبليغه بضرورة الحذر، وللتأكد من أن المناطق التي يقيمون فيها آمنة، والطلب منهم الخروج إلى مناطق بعيدة عن منطقة الحروب.
وأضاف: «كل من في اليمن، أو أي بلد في ظروفه سيتعرض لمثل هذا، وإذا كان هناك إحساس بأن هناك شخصا مستهدفا، فهو مثل الآخرين الذين يتعرضون لمواقف بسبب مواقف دولتهم، وهو ما يتعرض له أيضا السودانيون»، واستطرد: «لا نريد من أحد أن يدفع ثمنا، لكن بقدر ما نستطيع نحاول سحب السودانيين الموجودين في اليمن بعيدا من مواقع المواجهة».
واتصفت العلاقات السودانية السعودية بالتوتر طوال العقد الماضي، وبلغ التوتر ذروته بعد استضافة سفن إيرانية حربية في ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر 4 مرات خلال فترة عامين، آخرها كانت في مايو (أيار) 2014. وزاد التوتر عقب رفض سلطات الطيران المدني السعودية لطائرة تجارية كانت تقل الرئيس السوداني إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، في 4 أغسطس (آب) 2013، عبور الأجواء السعودية لعدم حصولها على الأذونات اللازمة.
وأوقفت المصارف السعودية التعامل مع البنوك السودانية، منذ مارس (آذار) 2014. الأمر الذي خلق تعقيدات مالية كبيرة للخرطوم، وأتبع ذلك تقليص واردات الماشية السودانية التي تقدرها الخرطوم بقرابة 50 في المائة من احتياجات المملكة، ورجح خبراء وقتها أن تلك الإجراءات تستهدف الضغط على الخرطوم بسبب علاقتها مع إيران. ورجح مراقبون أن يكون قرار السودان بإغلاق المركز الثقافي الإيراني وفروعه في الولايات، وطرد المستشار الثقافي الإيراني تحت زعم «تهديده للأمن الفكر والاجتماعي للبلاد»، محاولة للتقرب من الرياض التي تنظر شذرا للعلاقة السودانية مع طهران».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.