«تكثيف الضغط الدولي»... أمل الليبيين لإخراج «المرتزقة»

نائب يعتبر أن وقف رواتبهم كفيل بانسحابهم

جانب من تدريب قوات ليبية يشرف عليه ضباط أتراك جنوب طرابلس (الشرق الأوسط)
جانب من تدريب قوات ليبية يشرف عليه ضباط أتراك جنوب طرابلس (الشرق الأوسط)
TT

«تكثيف الضغط الدولي»... أمل الليبيين لإخراج «المرتزقة»

جانب من تدريب قوات ليبية يشرف عليه ضباط أتراك جنوب طرابلس (الشرق الأوسط)
جانب من تدريب قوات ليبية يشرف عليه ضباط أتراك جنوب طرابلس (الشرق الأوسط)

بعد صدور تقارير تتحدث عن خروج دفعة جديدة من «المرتزقة» الموالين لتركيا، بات كثير من الليبيين يرون أن الضغط الدولي يشكل حلاً لإخراج جميع القوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا، خاصة أن اللجنة العسكرية المشتركة تحدثت عن خطة لإخراجهم بشكل متزامن، دون الكشف عن التفاصيل.
ويرى رئيس مؤسسة «سليفيوم» للأبحاث والدراسات، الليبي جمال شلوف، أن تفويض قوات «أفريكوم» بالقيام بما يدعم تنفيذ قانون «دعم الاستقرار في ليبيا»، إلى جانب مهامها الرئيسية يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية «باتت تعتمد على ثقلها العسكري، وليس الدبلوماسي فقط لإخراج (المرتزقة) والقوات الأجنبية، مما يعزز التوقعات بقرب حدوث انفراجة بهذا الملف».
وأوضح شلوف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «توجد بالفعل مؤشرات على بدء انسحاب المرتزقة»، وفق جدول زمني. وهذا ما ناقشته اللجنة العسكرية المشتركة في اجتماعها بجنيف الأربعاء الماضي.
وبخصوص الوجهة التي قد يُنقل إليها «المرتزقة»، توقع الباحث أن ترسل تركيا هؤلاء «المرتزقة» السوريين إلى كابل في أفغانستان بعد إجلائهم من ليبيا، «بالنظر إلى استمرار تنفيذ تركيا بعض المهام العسكرية هناك»، وفق رؤيته. لكنه قال إن «انتشار الجيش الوطني الليبي، وعملياته الموسعة في الجنوب، ستمثل عائقاً أمام أي محاولة لتسرب عناصر متطرفة من بصفوف (المرتزقة) خلال رحيلهم إلى دول الجوار الأفريقي، أو إلى دول الساحل والصحراء، التي يشهد بعضها توسعا في نشاط الجماعات الإرهابية».
واستبقت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، محادثات اللجنة العسكرية المشتركة بالتأكيد على خروج مجموعات من المقاتلين الأجانب من ليبيا بالفعل، في إجراء وصفته بأنه «بداية بسيطة جداً». لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن ترحيل قرابة 300 عنصر من «المرتزقة» السوريين الموالين لتركيا، والتحضير لترحيل آخرين قريباً.
وإلى جانب المساعي الأميركية الرامية لإخراج «المرتزقة» من ليبيا، طالبت دول عدة، من بينها ألمانيا ومصر، بانسحاب «المرتزقة» الأجانب من ليبيا في أقرب وقت ممكن. وقالت المستشارة أنجيلا ميركل، خلال اجتماعها مؤخراً مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إن «مستقبل ليبيا يجب أن تحدده القوات الليبية والمواطنون الليبيون وليس النفوذ الأجنبي».
في السياق ذاته، قال علي التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، إن «استمرار الطائرات التركية في نقل السلاح إلى قاعدة الوطية (غرب ليبيا)، يعني أن الإرادة الدولية لا تزال مفتقدة فيما يتعلق بحسم كثير من ملفات الأزمة الليبية، كإخراج المرتزقة، أو كبح جماح الميليشيات المسلحة».
وتخوف التكبالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من أن يتم الاكتفاء فقط بسحب «المرتزقة»، وبقاء القوات الأجنبية في ليبيا إلى ما بعد الانتخابات المقررة في الـ24 من ديسمبر (كانون الأول)، وقال بهذا الخصوص: «المرتزقة سيخرجون لا محالة إذا توقفت رواتبهم... والأمر يعتمد على بعض الجهات الدولية التي تقدم لهم الأموال للاستمرار في دعم قواتهم داخل ليبيا»، علما بأن «هناك في الغرب الليبي من يدعو للتمسك بهذه العناصر».
ودعا التكبالي إلى عدم التعويل كثيراً على القانون، الذي أصدره الكونغرس الأميركي، وما قد يفرضه من عقوبات على المعرقلين للسلم في ليبيا، متسائلاً: «كيف سيتم فرض عقوبات على دولة كبرى وعضو دائم بمجلس الأمن مثل روسيا؟ ولو كان أحد يريد معاقبة تركيا لحدث ذلك منذ زمن، عقاباً لها على ما أرسلته من سلاح للبلاد، في ظل وجود عمليات مراقبة (إيريني) الأوروبية».
واستكمل التكبالي مؤكداً أن «التدخل الأميركي المباشر على خط الأزمة، وكذلك البريطاني قد يكون له بعض الأثر في تهدئة الأوضاع بالمنطقة عموما، وإن كان ذلك يطرح تساؤلاً مهماً حول كيفية إدارة البلاد مستقبلاً، بعيداً عن أي تدخل خارجي؟
وخلال اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدولي مؤخراً، والذي جدد تفويض البعثة الأممية في ليبيا حتى نهاية يناير (كانون الثاني)، دعت بريطانيا على لسان مندوبتها الدائمة، السفيرة باربرا وودوارد، إلى ضرورة دعم الشعب الليبي، مشددة على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، وعلى أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب «المرتزقة» سريعا من البلاد.
وفي نفس السياق، شددت مصر على أهمية خروج كافة القوات والمُقاتلين الأجانب، و«المرتزقة» من الأراضي الليبية، ورأت أنها «تحول دون استعادة ليبيا لسيادتها الكاملة، فضلاً عن تأثير ذلك على أمن دول جوار ليبيا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.