باكسمان: موقف القنوات التلفزيونية إزاء مناظرات السياسيين مثير للشفقة

الإعلامي البارز معجب بأداء كاميرون وهاموند الإعلامي

جيريمي باكسمان (يمين) قبل المناظرة التلفزيونية «معركة الوصول إلى 10 داوننغ ستريت» مع إيد مليباند الزعيم العمالي البريطاني الخميس الماضي (رويترز)
جيريمي باكسمان (يمين) قبل المناظرة التلفزيونية «معركة الوصول إلى 10 داوننغ ستريت» مع إيد مليباند الزعيم العمالي البريطاني الخميس الماضي (رويترز)
TT

باكسمان: موقف القنوات التلفزيونية إزاء مناظرات السياسيين مثير للشفقة

جيريمي باكسمان (يمين) قبل المناظرة التلفزيونية «معركة الوصول إلى 10 داوننغ ستريت» مع إيد مليباند الزعيم العمالي البريطاني الخميس الماضي (رويترز)
جيريمي باكسمان (يمين) قبل المناظرة التلفزيونية «معركة الوصول إلى 10 داوننغ ستريت» مع إيد مليباند الزعيم العمالي البريطاني الخميس الماضي (رويترز)

اتهم جيريمي باكسمان، أحد أبرز الشخصيات الإعلامية، القنوات التلفزيونية بالتصرف بطريقة «متعالية لدرجة تثير الشفقة» إزاء المناظرات، التي تم الاتفاق على عقدها بين القادة السياسيين، رغم أنه كان من المرشحين الأساسيين لإدارة إحدى هذه المناظرات.
ووصف باكسمان المفاوضات حول المناظرات السابقة للانتخابات، التي انتهت الأسبوع الماضي بعد 6 أشهر من كشف قنوات «بي بي سي»، و«آي تي في» و«تشانيل فور»، و«سكاي»، عن تفاصيل الاقتراحات، بأنها كانت «فوضوية تماما».
ويستضيف باكسمان، وهو المقدم السابق لبرنامج «نيوز نايت» الشهير، كلا من ديفيد كاميرون، وإيد ميليباند، في أول برنامج تلفزيوني مخصص لمناقشة انتخابات 2015، يوم الخميس الماضي، في بث مشترك مع محطتي «تشانيل 4»، و«سكاي نيوز»، لكن استضاف باكسمان كلا منهما بشكل منفرد، فيما تقوم كاي بيرلي بتنظيم الأسئلة الموجهة من الحاضرين إلى كاميرون وميليباند، وذلك من استوديو آخر، بدلا من إجراء مناظرة مباشرة بين رئيس الوزراء، وزعيم حزب العمال، على خلاف تصور القنوات التلفزيونية المبدئي. وقال باكسمان قبل المقابلتين: «أرى أن القنوات تصرفت بطريقة متعالية مثيرة للشفقة. ومن الغباء الزعم بأن ذلك يتوافق مع الدستور، الذي لا يوجد بالأساس».
وأضاف قائلا: «جميع البرامج الحوارية تتم عن طريق دعوة الضيوف للمشاركة فيها؛ فإذا قبلوا الدعوة يمكنك تقديم البرنامج، ولكن إذا لم يقبلوا الدعوة فعليك حينها البحث عن شيء آخر».
وكان حزب العمال قد اتهم كلا من «تشانيل 4» و«سكاي» بمخالفة وعدهما بوضع «مقعد خال» في إشارة إلى غياب رئيس الوزراء، بعدما هدد بعدم المشاركة في أكثر من مناظرة واحدة مع الشخصيات القيادية السبع التي ستبثها محطة «آي تي في» في الثاني من أبريل (نيسان).
وباكسمان، الذي سيشارك في تغطية الانتخابات ضمن فريق «تشانيل 4»، صرح بأنه يتفق مع اللورد غريد، الرئيس السابق لـ«بي بي سي»، في اتهامه لقنوات التلفزيون بممارسة «البلطجة» مع الساسة، حيث قال في حديث لـ«أد وييك يوروب» في لندن يوم الاثنين الماضي: «أعتقد أن مايكل غريد كان على حق في الانتقادات التي وجهها، وهو ليس وحده بين الإعلاميين، فهناك من يشاركه الرأي بأن قنوات التلفزيون كانت تتصرف بطريقة متعالية».
وأضاف باكسمان قائلا: «إذا لم تتمكن من إقناع الناس بالمشاركة في برنامج يقدم بطريقة معينة، فعليك إذن أن تبحث عن طريقة أخرى لتقدم بها برنامجك. وهذه إحدى المشكلات الكبيرة لوجود قنوات تلفزيونية تقوم بعرض أي شيء، فإذا تجاوزت إطار التقارير الصحافية، ودخلت في مرحلة إنتاج البرنامج، فلا بد أن يكون لديك حينها أشخاص لا يمانعون في المشاركة في برنامجك».
وفي سياق رده على سؤال عما إذا كان لا يفضل إدارة مناظرة مباشرة بين كاميرون وميليباند، وإجراء حوار تلفزيوني مع كل منهما على حدة، قال باكسمان: «أرغب في رؤية ذلك، وسوف يحدث على محطة (آي تي في) خلال المناظرة التي ستضم قادة الأحزاب السبعة».
وتابع باكسمان قائلا: «إنه أمر مختلف تماما، ففي بعض الأحيان يمكنك أن تحصل على الكثير من المعلومات عند إجراء مقابلة مباشرة، بدلا من المناظرة، التي غالبا ما تشهد محاولة الخصوم تسجيل نقاط بعضهم على حساب بعض. وهذا أمر غير مجد». وعند سؤاله عما إذا كانت توجهاته السياسية تؤثر على قدرته على أداء عمله، قال باكسمان، الذي وصف نفسه من قبل بأنه «من المحافظين المؤيدين للأمة الواحدة»: «أتمنى ألا يحدث هذا. ولا أعتقد أن هناك علاقة بين توجهاتي السياسية، وما يتطلبه عملي من موضوعية».
كذلك قال باكسمان، الذي تمت دعوته للقاء كاميرون لمناقشة ترشحه كسياسي محافظ لمنصب عمدة لندن، إنه ارتكب «خطأ» عندما لم يرفض تلك الدعوة في وقت أبكر. وأضاف باكسمان: «لا يمكن تحميلي المسؤولية إذا جاء لي أحدهم باقتراح، فأي إنسان مهذب سينبغي عليه شكر ذلك الشخص والقول إنه سينظر في الأمر، ويرد عليه في وقت لاحق. وكان هذا خطأ، حيث كان يجب أن أطردهم».
من ناحية ثانية كشف باكسمان أن المحافظين قد عرضوا عليه أن يمثلهم كنائب عن دائرة كينسينغتون وتشيلسي في غرب لندن، حيث قال: «أقر بأنهم تحدثوا معي بهذا الشأن، وأنه ليس نادما على رفض العرض الذي تلقاه منهم». وأضاف باكسمان: «أعتقد أنه من الصعب جدا التحلي بوجهة نظر محايدة. وأعتقد أن الإنصاف مهم، ولكني لا أعرف ما إذا كان من الممكن أن يلتزم المرء بوجهة نظر محايدة بشكل تام؛ فتعريف عدم التحيز يصعب تحديده، ولكن يمكننا القول إنه طالما يعرف الناس توجهات الأشخاص فهذا في حد ذاته أمر جيد».
وعند سؤاله عن أفضل سياسة في التعامل مع الإعلام، أجاب باكسمان قائلا: «يتعامل كاميرون بكفاءة عالية مع الإعلام، ولكن هذا متوقع من رجل خبير في العلاقات العامة، أليس كذلك؟».
وأشار باكسمان أيضا إلى شخصيتين من المحافظين وهما فيليب هاموند، وزير الدفاع السابق، الذي وصفه بأن «لديه أسلوبا فعّالا في احتواء الأمور»، وويليام هيغ، زعيم المحافظين السابق، الذي قال باكسمان إن رحيله عن المشهد السياسي سيكون «خسارة كبيرة للسياسة في بريطانيا، فهو رجل ذو تأثير كبير، ويتميز بالذكاء الحاد».
وعندما تم تذكيره بأنه لم يتحدث عن إيد ميليباند، زعيم حزب العمال، قال باكسمان: «يا لك من ماكر! فقد حقق ميليباند نجاحات كثيرة. أعتقد أنه لا بأس به، فهو ليس بالرجل الفاشل، ولكنهم (العمال) نادرا ما يكونون كذلك».
وحول مستقبل «بي بي سي»، قال باكسمان إنه «من الواضح أن هناك مشكلة فيما يتعلق برسوم الترخيص، فالضريبة على ملكية محطة تلفزيونية يجب أن لا تستمر إلى الأبد عندما لا يكون هناك فرق بين شاشة وأخرى».
وعند سؤاله عن رأيه في برنامج «نيوز نايت»، الذي يعرض على شاشة «بي بي سي 2» بعد رحيله عنها في العام الماضي، قال إنه ينام مبكرا فلا يتمكن من مشاهدة البرنامج. وأضاف قائلا: «أرى أن أفضل وقت للخلود إلى النوم هو العاشرة والنصف».
وقال باكسمان: «من المثير للاهتمام أن نعرف إلى أي مدى سيستمر ذلك النوع من البرامج التلفزيونية؛ فالطريقة الوحيدة التي يمكن أن يستمر بها هذا النوع من البرامج هي أن لو تحول إلى موعد لمشاهدة الأحداث، حينها سيكون من الأفضل لي أن أشاهده لأنني لن أعرف ما قد يفوتني».



ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟
TT

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً في استراتيجية تسويق الأخبار عبر «الهاشتاغ» التي كانت فعالة لسنوات، وذلك عقب إعلان «ميتا» تراجع الاعتماد على «الهاشتاغ» لتحقيق التفاعل والوصول، وتحديداً على «إنستغرام»، التي هي المنصة الأكثر استخداماً للهاشتاغات منذ إطلاقها. وتبع هذه الخطوة إعلان تطبيق «إكس» (تويتر سابقاً) عبر مالكه إيلون ماسك «انعدام جدوى استخدام الهاشتاغ (الكلمات المفتاحية) في العام الجديد»، مما أثار تساؤلات حول تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل بمنصات التواصل الاجتماعي.

للتذكير، «الهاشتاغ» هو كلمة أو عبارة مسبوقة برمز #، تُستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي لتصنيف المحتوى، مما يسهل على المستخدمين العثور على المنشورات المتعلقة بموضوع معين. لسنوات عديدة كان لـ«الهاشتاغ» دور بارز في تحقيق معدلات الوصول والتفاعل مع المنشورات، ومنها الأخبار. ووفق بيانات صدرت عن «شبكة موارد التعلم بكاليفورنيا» (CLRN) في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «لا يزال نحو 95 في المائة من مستخدمي (إنستغرام) يعتمدون على الهاشتاغات لاكتشاف محتوى جديد».

الدكتور حسن مصطفى، خبير التسويق الرقمي والإعلام الجديد في الإمارات العربية المتحدة، قال لـ«الشرق الأوسط» معلقاً إن «الهاشتاغ كان في السابق أداة قوية لتنظيم المحتوى وجذب الجمهور المستهدف. ولكن مع تراجع دعمه من قبل منصات مثل (إنستغرام) و(إكس) من المتوقع أن ينخفض دوره كعامل رئيس في زيادة الوصول». وذكر أن السبب يكمن في «تغيير خوارزميات هذه المنصات التي تركز بشكل أكبر على جودة المحتوى وتفاعله بدلاً من الاعتماد على الكلمات المفتاحية أو الهاشتاغات».

مصطفى توقع أيضاً أن «يظل الهاشتاغ أداة ثانوية لتنظيم المحتوى بدلاً من كونه محركاً رئيساً للوصول، مع استمرار أهميته في بعض المنصات مثل (تيك توك) و(لينكد إن)، حيث لا يزال يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الاستكشاف». وأضاف أن «التسويق بالمحتوى الجيّد يعتبر من أفضل طرق الوصول والتفاعل المستدام، وما زالت عبارة المحتوى هو الملك Content is The King تشكل حقيقة ماثلة». ومن ثم، نَصَح الناشرين «بضرورة الاعتماد في الوصول للجمهور المستهدف على تحسين جودة المحتوى، من خلال تلبية احتياجات الجمهور، ليضمن بذلك تفاعلاً، كما أنه سيحصل على أولوية في الخوارزميات».

مصطفى لفت أيضاً إلى أهمية التوجه نحو الفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، موضحاً أن «(تيك توك) و(ريلز إنستغرام) أثبتا فعالية الفيديوهات القصيرة في الوصول لجمهور أوسع». ولضمان استمرارية معدلات الوصول للأخبار، رأى أن على الناشرين الاهتمام بـ«تحسين استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO)، وكذلك التعاون مع المؤثرين، فضلاً عن تفعيل أداة الإعلانات المدفوعة... التي هي من العوامل المهمة في الوصول بشكل أسرع وأكثر استهدافاً».

جدير بالذكر أن منصات مثل «تيك توك» لا تزال تولي أهمية لـ«الهاشتاغ». ووفقاً لبيانات صدرت عن «جمعية التسويق الأميركية» (American Marketing Association)، في أغسطس (آب) الماضي، فإن المنشورات التي تحتوي على 3 - 5 علامات تصنيف على الأقل إلى تحقيق انتشار أكبر. وأردفت أن «استخدام هاشتاغ مثل #fyp (صفحة For You) جمع ما يقرب من 35 تريليون مشاهدة... ثم إن استخدام الهاشتاغ على «فيسبوك» أقل أهمية، وقد يحمل آثاراً تفاعلية متفاوتة مما يستلزم اتباع نهج حذر واستراتيجي».

من جهته، في لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع معتز نادي، الصحافي المصري والمدرب المتخصص في الإعلام الرقمي، قال نادي إن «ثمة تغييرات حثيثة تطغى على سوق الإعلام الرقمي وفضاء التواصل الاجتماعي، من ثم على الناشرين سرعة مجاراة التحديثات، لأن هذا من الأمور الحيوية التي يجب أن يلم بها الناشرون لضمان فعالية وصول المحتوى الذي يقدمونه إلى الجمهور المستهدف».

وعدّ نادي تحقيق التفاعل والوصول للأخبار مهمة تتطلب التكيف والتطوير، مضيفاً أنه «يجب أن يولي الناشرون أهمية لتطوير القوالب التي تضمن الانتشار مثل الفيديو على (تيك توك)، واتجاه الفئات الأصغر سناً إليه للبحث عن المعلومة وفقاً لتقارير معهد رويترز للصحافة قبل نحو سنتين، مما يعني أنه على وسائل الإعلام ومديري المحتوى على المنصات إدراك أهمية تلك المنصات بالتطور الدائم دون التوقف عند فكرة الهاشتاغات».

وأشار نادي إلى إمكانية تحسين معدلات الوصول من خلال «فن اختيار الكلمات في العناوين بما يتناسب مع العبارات المتداولة لضمان الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور عند البحث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي». ومن ثم شدد على أهمية «الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي باتت المنصات تعتمد عليها، مثل (فيسبوك) و(واتساب) و(إكس)، لا سيما أن هذا الاتجاه سيشكل لغة خوارزميات المستقبل في نشر المحتوى».