منافس جديد على رئاسة الليكود: سنبقى في المعارضة لأعوام طالما بقي نتنياهو رئيساً لنا

TT

منافس جديد على رئاسة الليكود: سنبقى في المعارضة لأعوام طالما بقي نتنياهو رئيساً لنا

بعد أن تمكن رئيس حزب الليكود المعارض، بنيامين نتنياهو، من طمس منافسة رئيس المخابرات الأسبق، آفي ديختر، أعلن قائد آخر في الحزب، النائب يولي إدلشتاين، عزمه خوض هذه المنافسة. وقد أحدث إعلانه توتراً في صفوف الليكود عموماً ومحيط نتنياهو في شكل خاص، ما جعل عدداً من نوابه يتهمون المرشح الجديد بإثارة زوبعة يبرر فيها استعداده للخيانة والانتقال إلى معسكر الائتلاف الحاكم.
وكان إدلشتاين أعلن في مقابلة مع «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، ترشحه قائلاً: «قررت الترشح لقيادة الحركة لأن نتنياهو لا يستطيع إعادة الليكود إلى الحكم». وقال: «الحكومة الحالية سيئة جداً وتشكل خطراً على دولة إسرائيل. ولكننا لن نستطيع تبديلها بحكومة لنا. فقد أجرينا انتخابات أربع مرات، وأربع مرات كان الليكود أكبر حزب في الكنيست. ولكننا فشلنا في تشكيل حكومة، مرة تلو الأخرى. إذا لم نقم بتسوية الحسابات داخل الليكود، وواصلنا التمسك بالقائد نفسه الذي لم يجد قدرة على تشكيل حكومة، فسنبقى في المعارضة لسنوات عديدة قادمة». وتابع «الاختيار الحقيقي لأعضاء الليكود وقادته لن يكون بيني وبين نتنياهو، وإنما بيني وبين يائير لبيد. فإذا فشل نتنياهو أربع مرات في تشكيل الحكومة، فلماذا سينجح في ذلك بالمرة الخامسة؟».
وأوضح إدلشتاين أنه «حتى في أكثر استطلاعات الرأي تفاؤلاً، لا نصل، نحن في حزب الليكود وبقية أحزاب كتلة اليمين بقيادة نتنياهو، إلى 61 مقعداً». واقترح إدلشتاين عقد مؤتمر للحزب وإجراء انتخابات تمهيدية لاختيار قيادة جديدة. ورد حزب الليكود على إدلشتاين، بالقول إن «الليكود هو حزب ديمقراطي. وقد أعيد انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسته قبل سنتين فقط بنسبة 72.5 في المائة. وأي عضو في الحزب مهتم بالترشح للقيادة مرحب به للقيام بذلك في الانتخابات التمهيدية». لكن المقربين من نتنياهو ردوا بطرق أخرى، تظهر مدى الحنق على إدلشتاينن. فقال النائب شلومو كيرعي: «لا شك في أن إدلشتاين يريد أن ينشق عن الليكود. ولا أعلم إذا كان هذا سيحدث بعد المصادقة على الميزانية (الشهر المقبل) أو بعد أن يُهزم مقابل نتنياهو. ففي الائتلاف سيمنحونه أي شيء يطلبه. وبعد (غدعون) ساعر وإلكين (زئيف إلكين) لم أعد أثق بأي أحد».
وأضاف كرعي أن «خطوة إدلشتاين أمس أسوأ حتى مما فعله ساعر في فترة الانتخابات في إشارة إلى وزير القضاء الحالي، غدعون ساعر، الذي انشق عن الليكود، في العام الماضي، وخاض انتخابات الكنيست على رأس حزب جديد «تكفاه حداشاه» أي «أمل جديد»، (وانضم إليه إلكين). ونحن في صراع قوي في المعارضة».
وفي منشور لها على «تويتر»، اعتبرت النائبة كيتي شيطريت، مبادرة إدلشتاين مساسا بالوحدة في الحزب. وكتبت تقول: «العادة عندنا في الليكود أن نكون موحدين خلف الزعيم المنتخب. وعلينا أن نكون موحدين الآن ككتلة وكمعارضة بهدف إسقاط هذه الحكومة السيئة والخطيرة».
يشار أن إدلشتاين ليس صاحب رأي منفرد. ففي الليكود يعرفون جيداً أنهم لو تخلوا عن نتنياهو اليوم، بإمكانهم تشكيل حكومة ذات أكثرية يمينية. لكن نتنياهو يرفض الاعتزال. وهم يدركون أن رفضه يعود إلى رغبته في البقاء في الحلبة السياسية خلال محاكمته بقضايا الفساد. وحسب وسائل الإعلام العبرية، يتفوه كثيرون في الليكود بهذه اللهجة وينتقدون نتنياهو ويعتبرون سلوكه أنانياً. وهناك من يقول إنه يأخذ حزب الليكود رهينة لمصالحه الشخصية. ولكن هؤلاء لا يجرؤون على التفوه علنا بمواقفهم. وحسب تحليلات داخلية فإن إدلشتاين، في حال تنافسه مع نتنياهو سيفشل حتماً، إذ إنه ما زال يسيطر على الحزب. إلا أنه سيقيم كتلة قوية داخل الليكود من أولئك المتذمرين، الذين يتكاثرون، وهم يرون فيه قائدا مستقبليا وعنوانا لتشكيل حكومة في الدورة الحالية للكنيست (البرلمان) من دون انتخابات، في حال نجاح خطة إسقاط حكومة نفتالي بنيت.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.