تقويم الفعاليات السعودية... موسم حافل بـ8 أحداث رياضية مثيرة

الرياض وجدة والدرعية ونيوم والعلا ستكون مسرحاً للمنافسات الكبرى

كأس السعودية للفروسية ستكون محط أنظار عشاق الرياضة الأصيلة (الشرق الأوسط)
كأس السعودية للفروسية ستكون محط أنظار عشاق الرياضة الأصيلة (الشرق الأوسط)
TT
20

تقويم الفعاليات السعودية... موسم حافل بـ8 أحداث رياضية مثيرة

كأس السعودية للفروسية ستكون محط أنظار عشاق الرياضة الأصيلة (الشرق الأوسط)
كأس السعودية للفروسية ستكون محط أنظار عشاق الرياضة الأصيلة (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة السياحة في السعودية عن تقويم الفعاليات والمواسم الخاصة بروح السعودية، وذلك وفقاً لأحمد الخطيب وزير السياحة الذي أشار إلى أن «روح السعودية» يمنح الحماس والمتعة والخيارات المتعددة لمواطني وزوار المملكة بفعاليات نوعية وعالمية تقام لأول مرة في المنطقة، مشيراً الخطيب: «هذه فرصة استثنائية لعيشها والتعرف عليها».
وتسجل الفعاليات الخاصة بالرياضة حضوراً لافتاً في تقويم فعاليات ومواسم السعودية، منها تلك التي تنظمها الاتحادات المحلية في السعودية أو وزارة الرياضة أو جهات دولية ذات اختصاص، أو حتى هيئة الترفيه التي تنظم «موسم الرياض» إحدى المواسم الكبرى في السعودية. ووفقاً للتقويم الذي نشرته وزارة السياحة «شتاء السعودية» ويمتد حتى مارس (آذار) 2022 فإن هناك العديد من الفعاليات الرياضية، يأتي في مقدمتها بطولة العالم لكرة اليد للأندية «سوبر جلوب» التي أقيمت في مدينة جدة خلال الفترة من 5 وحتى 9 أكتوبر (تشرين الأول) بمشاركة عشرة أندية يمثلون قارات العالم، وتوج في لقبها فريق ماغديبورغ الألماني بعد فوزه على نظيره برشلونة الإسباني حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة التي أقيمت في السعودية كذلك.
وفي موسم الرياض الذي سينطلق في غضون أيام قليلة بإشراف هيئة الترفيه، ستكون الرياضة حاضرة في جزء من فعاليات هذا الموسم الكبير، حيث أعلنت الهيئة عن إقامة مباراة تجمع نجوم عملاقي العاصمة الرياض الهلال والنصر في فريق واحد يقوده الفرنسي الشهير آرسين فينغر مدرب فريق آرسنال الإنجليزي السابق وواحد من ألمع رجالات التدريب في العالم، وذلك لمواجهة فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يضم بين صفوفه كبار النجوم حول العالم وذلك على كأس موسم الرياض في يناير (كانون الثاني) المقبل.
كما أعلنت هيئة الترفيه عن إقامة مباراة كرة قدم استثنائية خلال «موسم الرياض» لتكريم الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييجو أرماندو مارادونا، «كأس مارادونا» ستقام يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وتجمع بين فريقي برشلونة الإسباني وبوكا جونيورز الأرجنتيني وهي الفرق التي سبق للنجم الأرجنتيني تمثيلها.
فيما ستكون الجماهير الرياضية على موعد أول مع سباق جائزة السعودية الكبرى «فورميلا 1» التي ستقام ديسمبر (كانون الأول) المقبل في مدينة جدة، وهي المرة الأولى التي تحضر فيها السعودية على خارطة روزنامة رياضة السيارات التي تحظي بشعبية عالمية حول العالم.
وتم إنشاء حلبة خصيصاً لمضمار سباق السيارات الذي سيكون على كورنيش البحر الأحمر في خطوة هي الأولى من نوعها، وفي إطار شراكة تمتد 15 عاماً مع منظمة السباق الأشهر في تاريخ السيارات.
وفي ديسمبر (كانون الأول) كذلك، ستكون الجماهير الرياضية في السعودية على موعد مع إقامة كأس السوبر الإيطالي يوم 22 ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة الرياض، وذلك حينما يلتقي فريق إنتر ميلان بنظيره يوفنتوس في كأس السوبر الإيطالي وسط حضور جماهيري بعد غياب البطولة في الموسم السابق بسبب جائحة فيروس كورونا. فيما ستحضر رياضة السيارات الكبرى حول العالم «رالي داكار» في يناير المقبل، حيث سيتم إطلاق النسخة الثالثة من رالي «داكار السعودية 2022»، أكبر التحديات في عالم رياضة السيارات والرالي الأعرق، الذي تستضيفه المملكة للمرة الثالثة على التوالي خلال الفترة من 2 حتى 14 يناير 2022.
وتبرز النسخة الـ44 من الرالي بمسار جديد كلياً يتخلله الكثير المناطق التي تضم مختلف أنواع التضاريس، ويمتد الرالي لمدة تزيد على عشرة أيام حيث ينطلق في الثاني من يناير وحتى يوم الرابع عشر من الشهر ذاته.
وستحتضن العاصمة السعودية الرياض، بطولة كأس السوبر الإسباني التي تعود مجدداً إلى السعودية بعد توقفها بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث تقام البطولة الإسبانية بمشاركة أربع فرق بحسب نظامها الجديد وتقام خلال الفترة من 12 وحتى 16 يناير المقبل.

وستشهد البطولة الإسبانية مشاركة الغريمين التقليدين وأبرز الأندية الإسبانية، برشلونة وريال مدريد بالإضافة إلى أتلتيكو مدريد ونظيره أتلتيك بلباو، حيث تلعب البطولة بنظام خروج المغلوب.
كما سيقام في نهاية يناير 2022 سباق فورميلا إي بمدينة الدرعية التاريخية التي سبق لها استضافة البطولة لمرات عديدة، حيث تستضيف الجولتين الأولى والثانية من سباق السيارات الكهربائية للعام الرابع على التوالي وذلك خلال يومي 28 و29 يناير.
وستشهد مدينة المستقبل «نيوم» الممتدة على ضفاف ساحل البحر الأحمر استضافة سباق السيارات الكهربائية للدفع الرباعي الشهير بـ«اكستريم إي» وذلك خلال يومي 19 و20 فبراير (شباط) 2022 حيث نجحت السعودية في استضافة نسخة العام الماضي بمدينة العُلا.
وسيكون كأس السعودية إحدى الفعاليات الرياضية الكبرى التي ستقام نهاية فبراير 2022 في العاصمة الرياضة، وكأس السعودية هو سباق خيل دولي يُعد الأعلى في العالم بجوائز مالية تبلغ قيمته 20 مليون دولار.
ويحتضن ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في العاصمة السعودية الرياض، السباقات الكبرى والتمهيدية على مسارات عشبية وترابية لبطولة كأس السعودية الجائزة الأضخم من نوعها في العالم.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.