الكاظمي يعلن اعتقال «القلب المالي» لـ{داعش»

الجبوري كان نائباً لـ«أبو بكر البغدادي» واعتُقل في تركيا

سامي جاسم الجبوري رهن الاعتقال (أ.ف.ب)
سامي جاسم الجبوري رهن الاعتقال (أ.ف.ب)
TT

الكاظمي يعلن اعتقال «القلب المالي» لـ{داعش»

سامي جاسم الجبوري رهن الاعتقال (أ.ف.ب)
سامي جاسم الجبوري رهن الاعتقال (أ.ف.ب)

غداة إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أول من أمس، أنه سيعلن في اليوم التالي عن إنجاز أمني كبير، غرّد، أمس، عبر موقع «تويتر»: «تم القبض على مشرف المال لـ(داعش) خارج البلاد». وأضاف: «في الوقت الذي كانت عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم». وتابع أن «الإرهابي يشغل منصب مشرف المال لتنظيم داعش ونائب المقبور أبو بكر البغدادي».
ألقت المخابرات العراقية القبض في تركيا على سامي جاسم الجبوري، الذي رصدت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه لدوره الفعال في إدارة الشؤون المالية لعمليات تنظيم داعش، بحسب برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
وقال مسؤول عسكري كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن إلقاء القبض على الجبوري تم في تركيا، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل حول موقع وظروف العملية.
بدوره، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في تصريح له عبر الوكالة الرسمية للأنباء، أن «عملية اعتقال نائب أبو بكر البغدادي، مهمة ونوعية وتعد ضربة قوية لعصابات (داعش) الإرهابية»، مشيراً إلى أن «الجهد الاستخباراتي كبير ويعد انتصاراً يضاف إلى الانتصارات المتحققة بجميع الميادين». وأضاف: «القوات الأمنية مستمرة بملاحقة عصابات داعش الإرهابية في جميع الأماكن بجهد كبير وعمل دؤوب وتم تحقيق انتصارات كبيرة بهذا الصدد».
في هذا السياق، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه العملية تأتي ضمن عمليات استباقية تقوم بها القوات العراقية لملاحقة عناصر قيادية في تنظيم داعش سواء في الداخل أو الخارج وأهمية هذه العملية تأتي كون هذا العنصر القيادي لديه معرفة بالأموال السائبة لقيادات (داعش)، ما يدل أيضاً على أن الجهد الاستخباري كان دقيقاً».
من جهته، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» أن الجبوري «يعد من القيادات القديمة في تنظيم القاعدة، حيث كان قد بايع أبو مصعب الزرقاوي، ومن ثم أصبح قيادياً في تنظيم داعش»، مبيناً أنه «تدرب فكرياً على يد أبو أنس الشامي السوري الجنسية في قرية الحكنة في بيت القيادي المقبور سلمان عبد شبيب (اعتُقل سنة 2005 من قبل القوات الأميركية)».
وأوضح أن «هذا القيادي تعرف على قيادات مهمة في تنظيم القاعدة آنذاك ودرس العلوم الشرعية وأصبح فقيهاً، وركّز على التنظير وسياسة الإقناع في دراسته»، مبيناً أنه «التقى أبو بكر البغدادي بحيث أصبح مقرباً منه وتسلم مسؤولية هيئة الإشراف العام للنقل والتنسيق بين التنظيم والمتنفذين الفاسدين العاملين في الجهات الحكومية، كما تم تنصيبه (وزيراً للصناعة وبعدها (وزيراً للمالية)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.