«الديمقراطي الكردستاني» يتصدر أحزاب الإقليم بـ32 مقعداً

حقق و«الجيل الجديد» مكاسب على حساب «الاتحاد» و«التغيير»

TT

«الديمقراطي الكردستاني» يتصدر أحزاب الإقليم بـ32 مقعداً

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة مفاجآت وتغيرات سياسية على الساحة العراقية بشكل عام، وإقليم كردستان بشكل خاص، فرغم محافظة الأحزاب الرئيسية في الإقليم على تصدرها بعدد المقاعد وترتيبها في محافظات الإقليم الثلاث إضافة إلى حصصها في المناطق المتنازعة عليها، فإن النتائج الأولية المعلنة كشفت الكثير من التغيرات الناجمة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي عصفت بالإقليم خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى بعض المشاكل الداخلية للأحزاب السياسية والتي انعكست بوضوح على تدني نسبة المشاركة في الانتخابات ما أثر بوضوح على تغيير المعادلة السياسية في الإقليم.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلنت الاثنين النتائج الأولية على موقعها الإلكتروني والتي أظهرت تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان بـ32 مقعدا كاسبا سبعة مقاعد إضافية مقارنة بالانتخابات الماضية، فيما خسر الاتحاد الوطني الكردستاني مقعدا من مقاعده الـ18 مقعدا محققا 17 مقعدا. وكانت المفاجأة في خسارة حركة التغيير جميع مقاعدها الخمسة فيما حققت حركة «الجيل الجديد» مفاجأة غير متوقعة بمضاعفة عدد مقاعدها بحصولها على تسعة مقاعد رافعة ترتيبها إلى الثاني في مدينة السليمانية، وتمكن الاتحاد الإسلامي من مضاعفة عدد مقاعده لتصبح أربعة، فيما حصلت الجماعة الإسلامية على مقعد واحد متراجعة بمقعد عن انتخابات عام 2018.
وعن التغيرات التي حدثت في الإقليم قال الكاتب والمحلل السياسي سامان نوح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأرقام الأولية المعلنة تظهر بوضوح تدني نسبة المشاركة في عموم مناطق إقليم كردستان كما هو الحال في العراق، بل إن السليمانية وهي أكبر محافظات الإقليم جاءت بعد بغداد مباشرة في تدني نسب المشاركة، والمشاركة الضعيفة أثرت على كل القوى الكردية من ناحية عدد الأصوات التي حصلت عليها، فقد تراجعت أصواتها بشكل كبير حتى تلك التي فازت بعدد كبير من المقاعد، وهذا مؤشر مقلق بالنسبة لتلك الأحزاب فأكثر من 60 في المائة من الناخبين الكرد غير راضين على أدائها وفضلوا عدم المشاركة».
نوح يرى أن «الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يقوده الزعيم الكردي الراحل جلال طالباني، خسر نحو خمسة مقاعد، وهو الذي كان يبشر في دعايته بإعادة توازن القوى في الإقليم خاصة بعد تحالف مع حركة التغيير، بسبب المشاكل الداخلية التي أبعدت الرئيس المشترك لاهور شيخ جنكي عن قيادة الحملات الانتخابية، وهذا ما أثر بشكل كبير على وضع الحزب، فيما انهار شريكته حركة التغيير بشكل كامل ولم تفز بأي مقعد بعد أن انسحبت القوى الشبابية منها إثر إصرار قيادته على المشاركة في حكومة الإقليم رغم رفض القاعدة الشعبية للحزب لتلك المشاركة».
وعن المفاجأة التي أحدثتها حركة الجيل الجديد قال نوح إن «المفاجأة الأكبر كانت حصول حركة الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبد الواحد على تسعة مقاعد، وتصدرت المشهد في السليمانية وجاءت في المرتبة الثانية في أربيل، رغم أن الحركة هي حديثة الولادة وإمكاناتها بسيطة ولا تملك هيكلية حزبية مؤسساتية»، مشيرا إلى أن «هذا التغيير يعكس مزاج الشارع الكردستاني الذي يطالب الأحزاب الحاكمة بإجراءات حقيقية لتحقيق الإصلاح وإنهاء الفساد».
أما في المناطق المتنازع عليها وخريطة الأحزاب الكردية فيها فقد شهدت تغيرات واضحة، حيث وفق المعطيات المعلنة يظهر جليا تمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني من مضاعفة عدد مقاعده في نينوى والحصول على تسعة مقاعد وفق النتائج الأولية، كما تمكن من الحصول على مقعدين في كركوك التي لم يكن له فيها أي تمثيل في الانتخابات السابقة، أما الاتحاد الوطني الكردستاني، فقد خسر نصف عدد مقاعده في كركوك التي لطالما كانت تعد معقله الثاني بعد السليمانية، حيث تشير النتائج الأولية إلى حصوله على ثلاثة مقاعد، فيما حصلت حركة الجيل الجديد على مقعد في كركوك لأول مرة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.