الهند تعلن مقتل خمسة جنود بأيدي مسلحين في كشمير

قُتل خمسة جنود بنيران مسلّحين أول من أمس في كشمير الهندية، وفق ما أعلن ناطق باسم الجيش. وأفاد الكولونيل ديفيندار أناند لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «ضابطاً صغيراً مفوّضاً وأربعة جنود قُتلوا خلال عملية تفتيش على الأرجح بأيدي متسللين». ووقع إطلاق النار في منطقة جبلية قرب «خط السيطرة» الفاصل بين الشطر الهندي والشطر الباكستاني من كشمير. ويعد الهجوم الأكثر دموية على الجيش الهندي في المنطقة منذ أُعلن وقف لإطلاق النار بين البلدين على الحدود في فبراير (شباط). وكشمير مقسّمة بين البلدين منذ استقلالهما سنة 1947؛ إذ يطالب كلا الطرفين بالمنطقة كاملة. وتقاتل مجموعات متمرّدة منذ أكثر من ثلاثة عقود القوات الهندية، وتطالب باستقلال كشمير أو ضمها إلى باكستان. وقُتل عشرات آلاف المدنيين والجنود والمتمرّدين في المعارك، في حين تتهم الهند باكستان بدعم المسلّحين. واعتقلت الشرطة مئات الأشخاص في الشطر الهندي من كشمير في إطار التحقيق في سلسلة عمليات قتل يُشتبه بأن متمرّدين ارتكبوها، وفق ما أفاد مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية. وتشهد المنطقة ذات الغالبية المسلمة والمتنازع عليها بين الهند وباكستان، توتراً متصاعداً منذ أن ألغت نيودلهي في أغسطس (آب) 2019 الحكم شبه الذاتي الذي كانت تتمتع به ووضعتها تحت وصايتها المباشرة. وأوضح مسؤولون هنديون، حسب وكالة «أسوشييتد برس»، أن الشرطة أوقفت أكثر من 500 شخص في وادي كشمير خلال الأيام الثلاثة الماضية لاستجوابهم. وجاءت حملة الاعتقالات هذه بعد سلسلة هجمات وعمليات قتل شهدها الإقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وفي الأيام الستة الأخيرة قُتل سبعة مدنيين بالرصاص؛ مما أثار غضباً شعبياً عارماً في كشمير ومختلف أنحاء البلاد. وأدان سياسيون من مختلف الأطياف عمليات القتل. وعلى خلفية عمليات القتل، تم اعتقال نحو 500 من سكان المنطقة ممن يشتبه بارتباطهم بجماعات دينية ومتمرّدة محظورة، وفق ما أفاد مسؤول في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية، مشترطاً عدم كشف هويته. وشدد المسؤول الأمني على أن أي جهد لن يُدّخر للعثور على القتلة. وأوفدت نيودلهي إلى المنطقة مسؤولاً استخبارياً رفيعاً لقيادة التحقيقات. واستدعت وكالة التحقيق الوطنية، الجهاز الهندي لمكافحة الإرهاب، أربعين مدرساً في سريناغار لاستجوابهم، وفق مسؤولين. وبحسب السلطات، قُتل بالرصاص 29 مدنياً على الأقل في كشمير هذا العام، بينهم عمال ينتمون إلى أحزاب مؤيدة للهند. وذكر مسؤولون، أن 22 منهم مسلمون. والخميس قُتل بالرصاص مدرّسان من السيخ والهندوس في مدرسة حكومية في سريناغار. كما أردت قوات الأمن رجلاً في تبادل لإطلاق النار في أحد شوارع المنطقة.
وتبنّت مجموعة «جبهة المقاومة» الحديثة العهد نسبياً عمليات القتل الأخيرة، وقالت، إن الذين قتلتهم كانوا يعملون لصالح «مرتزقة الاحتلال وعملائه». وتم تداول بيانات المجموعة الصادرة بالإنجليزية فقط، على مجموعات «واتساب». وتعذّر على وكالة الصحافة الفرنسية التثبّت من صحّتها من مصادر مستقلة.
وبثّت عمليات القتل الخوف في صفوف الأقليات التي تقطن كشمير، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأن كُثراً فروا من المنطقة. وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، السبت، بمحاسبة المرتكبين وقوات الأمن الهندية المتّهمة بارتكاب انتهاكات بما فيها إساءات وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون.