نونو يغامر كثيراً في محاولة لحل مشاكل توتنهام

المستويات الباهتة والنتائج السيئة جعلت موقف المدرب صعباً

الهزيمة أمام آرسنال بثلاثية أثارت شكوكاً حول قدرة نونو على قيادة توتنهام للأمام (رويترز)
الهزيمة أمام آرسنال بثلاثية أثارت شكوكاً حول قدرة نونو على قيادة توتنهام للأمام (رويترز)
TT

نونو يغامر كثيراً في محاولة لحل مشاكل توتنهام

الهزيمة أمام آرسنال بثلاثية أثارت شكوكاً حول قدرة نونو على قيادة توتنهام للأمام (رويترز)
الهزيمة أمام آرسنال بثلاثية أثارت شكوكاً حول قدرة نونو على قيادة توتنهام للأمام (رويترز)

خسر توتنهام أمام آرسنال في المرحلة السادسة من بطولة الدوري الإنجليزي في ديربي شمال لندن بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهي النتيجة التي كانت صادمة للغاية بالنسبة لعشاق السبيرز، لدرجة أنها أثارت شكوكاً كبيرة حول ما إذا كان المدير الفني البرتغالي نونو إسبريتو سانتو قادراً على قيادة الفريق للأمام أم أنه سيزيد من معاناته! وفي الأسبوع الذي سبقه في المرحلة الخامسة، كان توتنهام قد سقط بثلاثية أيضاً أمام تشيلسي في عقر داره. لقد لعب توتنهام بشكل جيد في الشوط الأول، لكنه انهار تماماً في الشوط الثاني واهتزت شباكه بثلاثة أهداف في 45 دقيقة. وفي الجولة الرابعة أيضاً، خسر توتنهام بثلاثية نظيفة أمام كريستال بالاس، بعد البطاقة الحمراء التي حصل عليها جافيت تانغانغا، بينما كانت المباراة تشير إلى التعادل السلبي. لقد تم التقليل من حجم هذه الخسارة بحجة أن الفريق كان يلعب بعشرة لاعبين، أما بالنسبة لمباراة تشيلسي فقد اعترف الفريق بأن البلوز في مستوى مختلف تماماً، وبالتالي فإن الخسارة تبدو منطقية!
لقد تم اختيار نونو كأفضل مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز لشهر أغسطس (آب)، بعدما حقق الفوز في أول ثلاث مباريات بالدوري، بما في ذلك الفوز الرائع بالجولة الافتتاحية على مانشستر سيتي بهدف دون رد، وبدا الأمر كأن المدير الفني البرتغالي سوف يأخذ توتنهام إلى مستوى آخر. ربما كان يتوقع البعض منه أن يقوم بثورة تصحيح في النادي من أجل إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها الفريق، لكنه اختار بدلاً من ذلك أن يكون واقعياً.
لقد كان نونو صريحاً ومنفتحاً بشأن هذا الأمر، حيث سلط الضوء على صعوبة الاستعدادات للموسم الجديد بعد وصول عدد من اللاعبين الأساسيين إلى معسكر الإعداد في وقت متأخر بسبب مشاركتهم مع منتخبات بلادهم في كأس الأمم الأوروبية 2020 و«كوبا أميركا». وعلاوة على ذلك، كان النجم الأبرز للفريق، هاري كين يمر بمرحلة صعبة بسبب رغبته في الرحيل عن النادي، وهو الأمر الذي يعرفه الجميع. وكان تانغاي ندومبيلي يعاني أيضاً من مشاكل في لياقته البدنية.
وبالتالي، لم يكن الأمر برمته مثالياً للمدير الفني الذي تولى مسؤولية الفريق في نهاية شهر يونيو (حزيران). وبعد ذلك، وبالتحديد في أوائل سبتمبر (أيلول)، تعرض كل من إريك داير وسون هيونغ مين للإصابة، ثم المشاكل المتعلقة بالحجر الصحي للاعبين الدوليين دافينسون سانشيز وكريستيان روميرو وجيوفاني لو سيلسو. وأشار نونو أكثر من مرة إلى أن إقامة المباريات في وقت سريع ومتلاحق لا تعطيه الوقت الكافي لتدريب اللاعبين على فلسفته الخاصة وأسلوبه في اللعب. وبالتالي، أصبح يتعين عليه أن ينتظر المباريات الرسمية لكي يكتشف نقاط القوة والضعف ويعرف الأمور التي يجب تحسينها، وهو أمر محفوف بالمخاطر، وليس مثالياً على الإطلاق.
لقد كان الأمر يبدو كأن نونو يطلب من جمهور ناديه أن ينتبه ويدرك حجم الصعوبات التي يواجهها الفريق، لعدة أسباب؛ منها عدم التعاقد مع بديل لغاريث بيل في فترة الانتقالات الأخيرة، وعدم وجود بديل كفء قادر على تعويض هاري كين في حال غيابه لأي سبب من الأسباب، وعدم وجود الموارد المالية الكافية لتدعيم صفوف الفريق، لدرجة أن مسؤولي النادي طلبوا من نونو أن يتعامل مع مباريات بطولة دوري المؤتمر الأوروبي بكل جدية، وهو ما يعني أنه في حال وصول الفريق إلى المباراة النهائية فإنه بذلك يكون قد لعب ما يتراوح بين 15 و17 مباراة إضافية. وتجب الإشارة إلى أن الفوز بلقب هذه البطولة سيجعل الفريق يشارك في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
من المؤكد أن خوض هذا العدد الكبير من المباريات سيكون صعباً للغاية على توتنهام، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار حالة الإرهاق الشديدة التي عانى منها الفريق في نهاية الموسم الماضي. وما زلنا نتذكر جميعاً مع حدث في المباراة الأخيرة للفريق على ملعبه أمام أستون فيلا الموسم الماضي، لقد كان الشعور السائد داخل نادي توتنهام بعد الخسارة الثقيلة أمام آرسنال، وهي الخسارة التي عززت أسوأ مخاوف نونو، هو الشعور بالدمار والبحث عن الذات. يعلم الجميع بالطبع أنه لا يوجد علاج سحري لكثير من المشاكل والأزمات التي يعاني منها الفريق، وأنه لا يمكن التغلب على ذلك إلا بالعمل الجاد والصبر. وكانت الأمور ستزداد صعوبة لو تعرض الفريق لهزيمة رابعة على التوالي أمام أستون فيلا، لكن لحسن حظ نونو ولاعبيه أن الفريق تمكن من الفوز وخطف نقاط المباراة الثلاث، حتى إن كان بهدف من نيران صديقة من لاعب أستون فيلا، مات تارغيت.
وتتمثل إحدى كبرى المشاكل التي يواجهها نونو في الوقت الحالي في عدم نجاحه في كسب حب وتأييد جماهير توتنهام حتى الآن. وتطالب الجماهير الفريق بتقديم كرة هجومية ممتعة، لكنهم لم يروا أي شيء من هذا القبيل حتى الآن، بل على العكس تماماً يرون الفريق يسير في اتجاه لا يعجبهم، وهو ما يزيد الضغط على الفريق ويؤثر بالسلب على النتائج.
وقبل مباراة أستون فيلا الأخيرة، سجل توتنهام أربعة أهداف فقط في الدوري هذا الموسم، ووفقاً لشركة «أوبتا» للإحصائيات، فإن الفريق لم يصنع سوى 6 فرص خطيرة، ليأتي في المركز الثامن عشر بالمسابقة في هذا الصدد. وعلاوة على ذلك، يأتي الفريق في المركز التاسع عشر فيما يتعلق بإحصائية الأهداف المتوقعة وعدد الكرات العرضية من اللعب المفتوح، ويحتل المركز العشرين في عدد التسديدات، بمتوسط 9.3 تسديدة في المباراة الواحدة. كما تشير الإحصائيات إلى أن الفريق ضغط بشكل جماعي على الخصم 104 مرات، ليأتي في المركز الخامس عشر بين جميع فرق المسابقة في هذا الصدد.
لقد أراد نونو اللعب بطريقة 4 - 3 - 3، لكنه اعترف بأنه بدأ بالتشكيلة غير المناسبة أمام آرسنال، عندما دفع بديلي آلي وندومبيلي في وسط الملعب المتقدم، وترك بيير إميل هوجبيرغ يعاني وحده أمام خط الدفاع. ومع ذلك، هناك شعور بأن نونو لا يزال غير سعيد بفشل اختياراته في تنفيذ طريقة اللعب. من الواضح أن أكبر تحدٍ يواجه الفريق في الوقت الحالي هو خلق حالة من التوازن في خط الوسط، وبالتالي فهناك شك فيما إذا كان نونو قد نجح في إعادة الاعتماد على ديلي آلي كلاعب خط وسط متقدم. ويكون آلي أكثر خطورة عندما يلعب بالقرب من المرمى دون أن يتحمل مسؤولية العودة للخلف والقيام بالواجبات الدفاعية.
لكن الشيء الغريب حقاً هو أن نونو لم يفكر في الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي من أجل التغلب على المشاكل الدفاعية التي يعاني منها الفريق، خصوصاً أنه كان يعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع مع فريقه السابق وولفرهامبتون، لكنه ربما يعتقد أن هذه الطريقة لا تناسب توتنهام! قد يرى نونو أن الطريقة المناسبة هي 4 - 2 - 3 - 1، حيث يلعب أوليفر سكيب جنباً إلى جنب مع هوبيرغ، على أن يقوم لو سيلسو بدور صانع الألعاب، وهو الدور الذي أداه بشكل جيد للغاية في المباراة التي فاز فيها توتنهام على «إن إس مورا» السلوفيني في دوري المؤتمر الأوروبي بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. لقد نقل المدير الفني البرتغالي لو سيلسو إلى هذا المركز بعد خروج آلي، الذي قدم أداء مخيباً للآمال مرة أخرى.
لقد كانت مباراة «إن إس مورا» غريبة للغاية، لأن توتنهام بدأ اللقاء بقوة قبل أن يتراجع الأداء بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي جعل لاعبي الفريق السلوفيني يلعبون بأريحية كبيرة.
وعندما قلص الفريق السلوفيني النتيجة إلى هدفين مقابل هدف، كان هناك شعور بأن توتنهام قد يتعرض لانتكاسة أخرى، أمام فريق متواضع للغاية هذه المرة. وبالتالي، كان الفريق بحاجة لخدمات أبرز لاعبيه، وهو ما دفع نونو لإشراك كل من كين وسون ولوكاس مورا لإحداث الفارق. وقد ساعد كين نفسه كثيراً من خلال إحرازه ثلاثة أهداف في تلك المباراة. لكن الأهم الآن بالنسبة لنونو أنه نجح في تحقيق الفوز على أستون فيلا والخروج من عنق الزجاجة بعد الهزائم المتتالية. فهل سيستعيد الفريق توازنه أم سيعود إلى النتائج السلبية مرة أخرى؟



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».