عبد الملك يصل إلى القاهرة لتنسيق التعاون في الملفات المشتركة

رئيس الوزراء المصري لدى استقباله نظيره اليمني الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية (وزارة الإعلام اليمنية)
رئيس الوزراء المصري لدى استقباله نظيره اليمني الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية (وزارة الإعلام اليمنية)
TT

عبد الملك يصل إلى القاهرة لتنسيق التعاون في الملفات المشتركة

رئيس الوزراء المصري لدى استقباله نظيره اليمني الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية (وزارة الإعلام اليمنية)
رئيس الوزراء المصري لدى استقباله نظيره اليمني الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية (وزارة الإعلام اليمنية)

وصل رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك أمس (الأحد) إلى العاصمة المصرية القاهرة في مستهل زيارة رسمية يرافقه فيها عدد من الوزراء في سياق سعي حكومته للتنسيق مع مصر في الملفات المشتركة، وفق ما ذكره بيان رسمي.
جاء ذلك غداة إعلان حكومته في اجتماع عقدته في عدن عن اتخاذ تدابير لجهة وقف تدهور الاقتصاد والخدمات وتراجع العملة أمام العملات الأجنبية.
وذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك غادر العاصمة المؤقتة عدن، على رأس وفد حكومي رفيع، متوجهاً إلى العاصمة القاهرة، في مستهل زيارة رسمية قصيرة لجمهورية مصر العربية، تلبية لدعوة من نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
وبحسب المصادر فإن عدداً من الوزراء يرافقون عبد الملك في زيارته وهم وزراء التخطيط والتعاون الدولي، واعد باذيب، والاتصالات وتقنية المعلومات، نجيب العوج، والنقل عبد السلام حميد، والنفط والمعادن عبد السلام باعبود، والصحة العامة والسكان قاسم بحيبح.
وكان رئيس الحكومة اليمنية عاد في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد غياب استمر لعدة أشهر بسبب المخاوف الأمنية والخلاف السياسي مع المجلس الانتقالي الجنوبي وعدم استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من «اتفاق الرياض».
وفي حين بعثت عودته إلى عدن التفاؤل في الشارع اليمني، أفادت المصادر الرسمية بأن الاجتماع الأخير مع الحكومة أقر «جملة من الإجراءات المتخذة والتي تم الشروع في تنفيذها والتي ستلمس ثمارها في الفترة القريبة لتحقيق استقرار أسعار العملة، بما فيها توريد إيرادات المحافظات إلى الحساب العام للحكومة وفرض قيود على واردات السلع الكمالية، والاستفادة من حقوق السحب الخاصة لليمن من صندوق النقد الدولي».
وبحسب وكالة «سبأ» ألزم اجتماع الحكومة «وزارة الصناعة والتجارة والجهات ذات العلاقة، بتكثيف الرقابة على أسعار السلع ومنع التلاعب بها، والتنسيق مع الغرف التجارية والصناعية بهذا الشأن لضمان حماية المستهلك من أي ابتزاز أو ارتفاعات غير مبررة». كما أقر «عدم قانونية أي عقود أو تعاملات داخلية بالعملة الأجنبية، واقتصار التعامل الداخلي بالعملة الوطنية بما في ذلك إيجار العقارات وغيرها». وبخصوص الأوضاع الخدمية أقر الاجتماع عدداً من الإجراءات لتجاوز القصور تدريجياً وبما ينعكس بشكل ملموس على حياة ومعيشة المواطنين اليومية.
ونقلت المصادر عن عبد الملك قوله: «إن المواطنين ينتظرون من الحكومة حلولاً للتحديات التي تواجه معيشتهم وحياتهم اليومية، ونحن سنعمل بكل ما أوتينا من جهد وإمكانيات لمعالجة كل المشكلات خصوصاً الملحة منها». وأن «عودة الحكومة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن، والعمل على استكمال تنفيذ اتفاق الرياض سيعزز من قدرتها على معالجة التحديات بأدوات الدولة ومؤسساتها، واستكمال معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً».
وذكرت المصادر أنه شدد «على أهمية توحيد الجهود لمواجهة الأخطار القائمة، وتجاوز الاختلالات التي حدثت سواء في الجانب العسكري أو الأمني أو الخدمي، وترتيب الملفات والأولويات بحسب أهميتها» كما أكد أن «أولوية الحكومة القصوى ستظل لدعم جبهات القتال لاستكمال إنهاء الانقلاب ومشروعه العنصري المدعوم إيرانياً، وعمل كل ما يمكن في سبيل هذه الغاية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.