الأخضر المونديالي... أداء قتالي وجماعي وحنكة مدرب

خبراء كرويون أشادوا بالظهور القوي في تصفيات آسيا

الأخضر قدم أداء جماعياً لافتاً في التصفيات المونديالية (تصوير: عدنان مهدلي)
الأخضر قدم أداء جماعياً لافتاً في التصفيات المونديالية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

الأخضر المونديالي... أداء قتالي وجماعي وحنكة مدرب

الأخضر قدم أداء جماعياً لافتاً في التصفيات المونديالية (تصوير: عدنان مهدلي)
الأخضر قدم أداء جماعياً لافتاً في التصفيات المونديالية (تصوير: عدنان مهدلي)

فيما انهالت الإشادات على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بعد فوزه المهم على ضيفه الياباني، في أهم منعطفات التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، أكد خبراء كرويون أن الأخضر استحق العلامة الكاملة من مبارياته الثلاث الماضية، عطفاً على الأداء الفني العالي والروح القتالية، وحسن إدارة المدرب الفرنسي إيرفي رينارد للمباريات وتدخلاته الإيجابية وقدرته على تعويض أبرز الغيابات، من خلال النهج الجماعي الذي أوجده في المنتخب، وكذلك قربه من اللاعبين وتعزيز ثقتهم في أنفسهم.
وقال فيصل البدين مساعد مدرب المنتخب السعودي المتأهل لمونديال روسيا 2018 إن المنتخب السعودي أظهر روحاً جماعية كبيرة وقدرة على التفوق على أعتى المنافسين، وتأكيد عزيمته على الوجود في مونديال قطر.
وأضاف البدين: «هذا العمل الفني الكبير من قبل المدرب الفرنسي رينارد ظهر من خلال تعويض غياب نجم بحجم سالم الدوسري، الذي يُعد من أهم الأسماء في الكرة السعودية ومؤثراً بشكل كبير سواء في المنتخب وناديه الهلال، حيث إن النهج الجماعي الذي يعتمده رينارد جعله قادراً على تعويض غياب سالم، من خلال اللعب الجماعي وعدم الاعتماد على الأفراد، وهذه من أبرز مميزات المنتخب الحالي».
وعن رأيه بتسجيل فراس البريكان هدف الفوز، وهو الذي نال فرصته في نادي الفتح بعد رحيله الإجباري من نادي النصر نتيجة ضغوط جماهيرية وقرار فني، قال البدين إن من إيجابيات الاحتراف هو انتقال اللاعب من نادٍ قد لا يمنحه الفرصة لنادٍ يوفر له ذلك، وهذا ما حصل مع البريكان الذي رحل من النصر، وهو لاعب موهوب، ولكن وفرة المهاجمين الأجانب في فريقه السابق جعلته يرحل لفريق الفتح الذي منحه الفرصة، من أجل أن يوجَد في المنتخب الأول ولعب المباريات، وهذا يؤكد أن كرة القدم السعودية دائماً ولادة للنجوم.
من جانبه، قال المدرب خالد القروني الذي صنع عدد من نجوم المنتخب السعودي الحالي عبر محطات مع منتخبات الفئات السنية أن اللاعبين السعوديين الحالين باتوا في مرحلة نضوج عالية، خصوصاً الأسماء التي سبق أن أشرف عليها في سنوات ماضية.
وبين أن مواجهة المنتخب الياباني تعد من أصعب المحطات عادة لأي منتخب في القارة الآسيوية لكن المنتخب السعودي، أثبت أنه قادر على التفوق وبالنهج المميز الذي يقود به المدرب رينارد المنتخب السعودي الحالي، الذي يتوجب الإشادة به.
وقال القروني: «نجح المدرب في استهلاك طاقة المنتخب الياباني في الشوط الأول من خلال الطريقة التي نهجها وفي الشوط الثاني لعب للفوز، بعد أن أُصيب لاعبي المنتخب الياباني بنوع من التأثر بعامل الجو. وجاء الهدف الوحيد، الذي منح الأخضر ثلاث نقاط مهمة جداً».
وكشف القروني الذي وجد في ملعب المباراة بدعوة من الاتحاد السعودي أنه توقع في حديثه مع زملائه الحضور فوز المنتخب السعودي بهدف وحيد، وهذا التوقع تحقق حيث كان ذلك بناء على قراءة فنية لأحداث تلك المباراة وظروفها، مبيناً أن اللاعبين السعوديين لم يخيبوا الظن، وكانوا على قدر الثقة في ظل الحضور الكبير من قبل وزير الرياضة والضيوف الأشقاء والجمهور السعودي الكبير، الذي كان له أثر لا يمكن تجاهله.
وعاد القروني للإشادة بالانضباطية التي كان عليها لاعبو المنتخب السعودي واللعب الجماعي، الذي صنعه المدرب، حيث إن إشراكه اللاعب الشاب عبد الرحمن غريب كبديل لسالم ومن ثم الزج بسامي النجعي، رغم تركيزه على عبد الرحمن العبود في التدريبات، يؤكد أن المدرب بات يملك حلولاً وفيرة، وهذا من أهم الإيجابيات من أجل المواصلة.
من جانبه، أشاد أحمد جميل نجم الكرة السعودية السابق بما قدمه المنتخب السعودي في مواجهة اليابان، مبيناً أن الجميع كان حاضراً فنياً وذهنياً لهذه المباراة.
وأكد جميل أن المدرب رينارد نجح في صنع هوية مميزة للمنتخب السعودي من خلال اللعب الجماعي الذي يخفي الغيابات الفردية للاعبين النجوم، وهذا ما حصل في تعويض النجم سالم الدوسري بنجوم شباب، وأثبت أن المنتخب السعودي قادر على المواصلة ومواجهة أي ظروف صعبة تغيب نجوم على مستوى عالٍ، في أي مباراة من هذه التصفيات الحاسمة.
وحول الجانب الدفاعي في صفوف المنتخب السعودي بعد المخاوف، بشأن ضعف الدفاع وانكشافه أمام المنتخبات القوية قال جميل: «في الحقيقة وجود متوسطي دفاع من فريق واحد وفي المنتخب يعطي قوة كما حصل مع محمد الخليوي (رحمه الله) في الاتحاد والمنتخب، حينما كنا معاً والحال حالياً مع المنتخب الأول حيث يوجَد عبد الله مادو وعبد الإله العمري ومعهما سلطان الغنام في الدفاع السعودي مع نادي النصر، وهذا يعزز من قوة أي خط يوجَد فيه لاعبون في المنتخب والنادي نفسه».
وشكر جميل الذي حرص على الوجود في المباراة وقبلها كل من حضر وآزر ووقف خلف الأخضر، مؤكداً أن الكرة السعودية تواصل السير نحو المجد (بفضل الله)، ثم بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة.
وأخيراً تحدث المدرب علي كميخ عن الفوز السعودي على اليابان، مؤكداً أن المدرب له دور كبير من خلال النهج الفني الذي رسمه وقربه من اللاعبين، وكذلك الدور القيادي الذي أظهره سلمان الفرج، الذي أظهر روح قيادية كبيرة حيث كان متواصلاً بشكل دائم مع المدرب ويقود المجموعة داخل الملعب بكل احترافية ونضج كبير جداً. وبين كميخ أن المنتخب السعودي نجح في استدراج المنتخب الياباني القوي، وأثبت مجدداً علو كعبه على منتخب مصنف أول في آسياً، مشيراً إلى أن الترابط بين الخطوط بداية من الحارس محمد العويس الذي أظهر إبداعاً كبيراً، ومروراً بخط الدفاع والوسط ونهاية بالهجوم كان نتيجة طبيعية للعمل الكبير الذي قام به المدرب، الذي يُعد قربه من اللاعبين أبرز مميزاته.
وحول فراس البريكان بين كميح أنه يعرف اللاعب جيداً منذ الفئات السنية و«هو موهوب جداً وهداف مميز، ولكن من مساوئ وجود 7 لاعبين أجانب أنه رحل عن النصر، إلا أن الفتح احتواه، ومنحه الفرصة، وأبقى اللاعب في أجواء المنتخبات، وكان الهدف الغالي الذي سجله في شباك اليابان من المكاسب المهمة جداً».
وختم كميخ بالتأكيد على أهمية مواصلة التركيز من قبل لاعبي المنتخب السعودي وعدم التقليل من المنتخب الصيني، حيث إن الفوز مطلب مهم للابتعاد بنقاط الصدارة.


مقالات ذات صلة

«الأخضر» يواصل تحضيراته في معسكر الرياض... ورينارد يواجه الإعلام

رياضة سعودية يلاقي المنتخب السعودي نظيره ترينداد وتوباغو ودياً الثلاثاء (المنتخب السعودي)

«الأخضر» يواصل تحضيراته في معسكر الرياض... ورينارد يواجه الإعلام

واصل المنتخب السعودي، اليوم الأحد، تدريباته في معسكره الإعدادي الذي يقام حاليّاً في العاصمة الرياض، خلال الفترة من 12 إلى 20 ديسمبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية من المنتظر أن يدخل المنتخب السعودي تحت 20 عاماً ضمن المراكز الـ15 الأولى في التصنيف الدولي (الشرق الأوسط)

«أخضر المبارزة» يحقق برونزية كأس العالم

حقق المنتخب السعودي للمبارزة، الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم لسلاح الإبيه تحت 20 عاماً، التي اختتمت اليوم الأحد بمدينة لاغـوس النيجيرية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية جاء استبعاد اتحاد البولو لعدم استيفائه المعايير المطلوبة للحصول على دعم التقييم الفني (اتحاد البولو)

الأولمبية السعودية: حرمان اتحاد البولو من دعم الاستراتيجية

أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية عن نتائج التقييم الفني الثالث لعام 2024م، الخاص باستراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية يواصل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ترسيخ مكانته كأكبر تجمع ثقافي وتراثي يعكس هوية المملكة (نادي الإبل)

مهرجان الإبل: 800 فردية تتنافس على لقب «بيرق الموحد» لفئة المجاهيم

شهد الشوط قبل الأخير لمسابقة بيرق الموحد فئة المجاهيم، اليوم، تنافساً محتدماً بين 800 فردية زج بها 10 مشاركين. تأهلت منها 400 فردية.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».