«عاصفة الحزم»: قدرات الحوثيين أصبحت ضعيفة ويستهدفون اليمنيين بـ«الهاون»

عسيري: المتمردون يضعون المضادات فوق أسطح المباني لتصيّد مقاتلات التحالف

صورتان تظهران استهداف مواقع للحوثيين بثهما التحالف أمس (واس)
صورتان تظهران استهداف مواقع للحوثيين بثهما التحالف أمس (واس)
TT

«عاصفة الحزم»: قدرات الحوثيين أصبحت ضعيفة ويستهدفون اليمنيين بـ«الهاون»

صورتان تظهران استهداف مواقع للحوثيين بثهما التحالف أمس (واس)
صورتان تظهران استهداف مواقع للحوثيين بثهما التحالف أمس (واس)

أعلنت قوات التحالف في «عاصفة الحزم»، أمس، أنها على معرفة تامة بمواقع مخازن الأسلحة والصواريخ «الباليستية» التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وأن العمليات الاستخباراتية مستمرة، وأن قدرات الحوثيين تضعف يوما بعد يوم، وذلك خلال اليوم الثالث من العمليات الجوية المستمرة، مشيرة إلى أن المتمردين يحاولون جر قوات التحالف من خلال وضعهم مضادات أرضية وكذلك مضادات للطيران فوق أسطح المباني داخل التجمعات السكنية، من أجل استهداف ضحايا في صفوف المواطنين.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن العمليات الجوية لا تزال تحقق أهدافها منذ اليوم الأول، ولم يكن بحوزة الميليشيات الحوثية أي طائرات بعد أن سيطروا عليها من الجيش اليمني، كما لم يعد لديهم تحكم على القيادة والسيطرة سواء داخل القواعد الجوية أو خارجها.
وقال العميد عسيري، خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، إن قوات التحالف استهدفت خلال الساعات الـ24 الماضية قواعد الصواريخ الباليستية (صواريخ أرض أرض)، حيث تم تدمير جزء كبير منها، مؤكدا أنه لا يستبعد تخزين الميليشيات الحوثية لجزء كبير منها، وأن العمل جار على استهدافها. وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن قوات التحالف تستهدف أيضا تجمعات ومخازن الذخيرة ومواد التموين وتحركات القوات الحوثية بين المناطق، وذلك للقضاء على العمليات العسكرية المستمرة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية سواء باتجاه الجنوب المملكة أو باتجاه عدن.
ولفت العميد عسيري إلى أن العمليات الجوية استهدفت، أمس، مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الذخيرة والأسلحة، مؤكدا دقة هذه العمليات وتركيزها في استهداف المواقع التي تتحصن فيها قيادات الميليشيات الحوثية بشكل أساسي أو تجمعات الأفراد التي تتم على الحدود بين السعودية والجمهورية اليمنية.
وعرض مستشار وزير الدفاع، خلال المؤتمر الصحافي، عددًا من الشرائح تبين المواقع التي تم استهدافها من قبل قوات التحالف، مؤكدا خلالها على أن العمليات كانت تتحاشى أن تكون هناك أي إصابات جانبية. وشدد على أن العمليات سوف تستمر خلال الأيام المقبلة لمنع تحرك القوات ونقل الإمداد والتموين وتحريك الأرتال والعربات والآليات، مبينا أنه تم رصد تحركات وحشود لأرتال وعربات حوثية بشكل مستمر سواء باتجاه جنوب اليمن أو تحركات من محافظة صعدة باتجاه الحدود الجنوبية للسعودية.
كما تطرق إلى استهداف أحد المباني التي تحتوي على مخابئ للذخيرة أو أسلحة أو المعدات بإصابة مباشرة للمبنى دون إصابة المباني المجاورة، بحيث إن المبنى المستهدف يقع في المنتصف، فيما تم استهداف عربة لأحد القيادات الحوثية بعد التأكد من وجوده فيها.
وأكد العميد عسيري أن الميليشيات الحوثية تتحصن داخل المساكن والمناطق المأهولة بالسكان، ويضعون المضادات الأرضية، وكذلك مضادات الطيران فوق أسطح المباني، وأيضا داخل التجمعات السكنية، بهدف جر التحالف إلى قصف هذه المواقع لإحداث ضحايا في صفوف المواطنين الأبرياء، مؤكدا أن قوات التحالف تسعى لتقليل هذا النوع من الإصابات حتى لو تطلب الأمر الانتظار على الهدف إلى أن يصبح خاليا من وجود المواطنين. وأضاف أن «الميليشيات الحوثية والجماعات الموالية لها تستهدف مساكن المواطنين بقذائف الهاون، لإيهام المواطنين اليمنيين بأن قوات التحالف تقصفهم، ولكن أي عاقل يعرف أن هناك فرقا بين قذيفة الهاون والقذائف التي تلقيها الطائرات».
وأكد مستشار وزير الدفاع أن استهداف مخازن الذخيرة أو الأسلحة أصبح مكثفًا بشكل كبير بعد أن انتهت قوات التحالف من مهاجمة الصواريخ المضادة للطائرات والمدافع المضادة للطائرات، وأن الميليشيات الحوثية خلال هذه الفترة مستمرة في تحريك عناصرها باتجاه جنوب المملكة، والقوات البرية السعودية تقوم بدورها في هذا الجانب. وأضاف «استهدفت القوات البرية أكثر من تجمع خلال الفترة الماضية في قطاعي جيزان ونجران باستخدام مدفعية الميدان، وطائرات القوات البرية (الأباتشي)ن لمنع الميلشيات الحوثية من الحشد أمام الحدود الجنوبية للمملكة، مع استمرار هذه العمليات لهذا الحشود».
وفي الجانب البحري، أوضح العميد عسيري أن القوات الملكية السعودية نفذت خلال اليومين الماضيين عملية أطلق عليها «خطة الإعصار»، وشاركت فيها القوات البحرية بجميع مكوناتها من سفن وطائرات مروحية وكوماندوز، لإجلاء المواطنين السعوديين والهيئات الدبلوماسية من محافظة عدن باتجاه المملكة، وأجلت ما يعادل 86 شخصًا من 12 جنسية مختلفة، منهم إعلاميون ودبلوماسيون، ووصلوا صباح أمس لمدينة جدة بسلام. وأضاف «المجال الجوي في اليمن يقع تحت سيطرة عمليات (عاصفة الحزم)، وأي طيران يحاول الدخول إلى المجال الجوي لا يدخل إلا بإذن قوات التحالف وإلا سيتعرض للقصف، وأن من أعاق عملية إجلاء المواطنين السعوديين، وآخرين من الهيئات الدبلوماسية، هم الحوثيون، إلا أن قوات التحالف قامت بواجبها، وسمحت بالإخلاء في الوقت المناسب».
وأكد مستشار وزير الدفاع السعودي أن العمليات الجوية لـ«عاصفة الحزم» في اليوم الثالث لم تتعرض لأي مقاومة، ويأتي هذا النجاح بسبب الخطة المدرسة في الهجمات التي نفذت في أول 15 دقيقة في اليوم الأول.
وحول وجود الميليشيات الحوثية لليوم الثالث على التوالي بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، واستخدام التدخل البري، قال العميد عسيري «أي عملية عسكرية برية أو جوية أو بحرية يسبقها تقدير للموقف وتقييم للمعلومات، ومن ثم تنفذ أي طلب لأي عملية حسبما هو مناسب، أما في الوقت الحالي فإن القوات البرية تقوم بدورها باستخدام مدفعيات الميدان، وطائرات الأباتشي، وبالتالي يتوازن ذلك مع حجم الحشود الحوثية، التي توجد على الحدود، ولكن إذا تطلب الموقف جديدا فسيقيم في وقته ويتخذ الإجراء المناسب».
وأكد مستشار وزير الدفاع أن قوات التحالف لديها معرفة تامة بالتعامل مع الميليشيات الحوثية، وبالتالي تستمر العمليات بناء على الخطط الموضوعة، ويتم الاستهداف على مراحل الحملة، وقوات التحالف على معرفة تامة بمواقع مخازن الأسلحة والصواريخ، والعمليات الاستخباراتية مستمرة، وأن أمن وسلامة اليمن يساويان أكثر من العمل العسكري. وقال «قدرات الحوثيين يوما بعد يوم تصبح ضعيفة، والميليشيات باتت تتكبد خسائر حتى الآن، بعد أن قامت على القهر وظلم الشعب اليمني، ولن تستطيع أن تعمل على التأثير على الشعب اليمني كما كانت في السابق».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.