تكساس ولاية «الأصدقاء» بلغة كادو... والأقليات تشكل 60 % من سكانها

تكساس ولاية «الأصدقاء» بلغة كادو... والأقليات تشكل 60 % من سكانها
TT

تكساس ولاية «الأصدقاء» بلغة كادو... والأقليات تشكل 60 % من سكانها

تكساس ولاية «الأصدقاء» بلغة كادو... والأقليات تشكل 60 % من سكانها

ولاية تكساس، وكانت تلفظ بالإسبانية «تيخاس» - وتعني «الأصدقاء» في لغة كادو - هي ثاني أكبر ولاية في الولايات المتحدة من حيث المساحة بعد ألاسكا ومن حيث عدد السكان بعد كاليفورنيا. وهي تشهد تنوعاً عرقياً ولغوياً كبيراً، ما جعلها من بين أكثر الولايات تغيرا على الصعيد الديموغرافي. وسياسياً، يسجل الديمقراطيون تقدماً في تكساس منذ العام 2010، لكن الجمهوريين ما زالوا يسيطرون عليها بشكل قوي.
في إحصاء العام 2020 زاد عدد سكانها 4 ملايين نسمة، وشكل البيض منهم أقل من 5 في المائة، أما اللاتينيون فنصفهم. ويشكل البيض من أصل غير إسباني الآن أقل من 40 في المائة من السكان، انخفاضاً من 45 في المائة عام 2010. وبينما لا يزال البيض يشكلون أكبر مجموعة عرقية، ولكن فقط بجزء ضئيل من نقطة مئوية. يقابل ذلك ارتفاع نسبة السكان من أصل لاتيني إلى 39 في المائة، ومن باقي الأعراق نحو 20 في المائة، ما يعني أن غالبية السكان هم من الأقليات.
هيوستن، حيث مركز وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، هي كبرى مدن الولاية من حيث السكان ورابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة. في حين أن مدينة سان أنطونيو هي رسميا ثاني أكبر مدن الولاية والسابعة على مستوى البلاد. كذلك فإن منطقة دالاس - فورت وورث الكبرى ومنطقة هيوستن الكبرى، هما رابع وخامس أكبر المناطق الحضرية في عموم البلاد على التوالي. هذا، وأبرز المدن الرئيسة الأخرى التي تضم عدداً من أكبر المطارات في العالم، أوستن ثاني أكبر عاصمة ولاية من حيث السكان في الولايات المتحدة، ومدينة إل باسو الحدودية مع المكسيك.
تلقب تكساس بـ«ولاية النجمة الواحدة» الموجودة على علمها، للدلالة على وضعها السابق كجمهورية مستقلة، وللتذكير بنضالها من أجل الاستقلال عن المكسيك. وكانت تجارة الماشية قد ازدهرت في تكساس بعد الحرب الأهلية، وظلت تعتمد عليها لزمن طويل، ما جعلها ترتبط بصورة رعاة البقر وبزيهم.
ولكن، في مطلع القرن العشرين، تغيرت اقتصاديات الولاية العملاقة عندما أحدثت الاكتشافات النفطية فيها طفرة اقتصادية. واستثمرت تكساس بقوة في جامعاتها الحكومية، وأسست اقتصادا متنوعاً وصناعة تكنولوجيا متطورة في منتصف القرن العشرين. وهي اليوم الثانية على قائمة «فورتشن 500» في عدد الشركات حتى عام 2015.
ومع تزايد الصناعة، قادت تكساس العديد من الصناعات، والبتروكيماويات والطاقة والحواسيب والإلكترونيات، والفضاء الجوي، والعلوم الطبية الحيوية، والزراعة. وتحتضن الولاية العديد من كبريات الشركات النفطية العالمية مثل إكسون موبيل وغيرها، وشركة «إيه تي أند تي» للاتصالات وشركة ديل للكومبيوترات وشركة أميركان إيرلاينز للطيران. كذلك تصدرت تكساس ولايات أميركا في عائدات التصدير منذ عام 2002 ولها ثاني أعلى ناتج إجمالي للولايات، ما سمح لها بأن تكون الولاية الوحيدة التي لا تجبي ضرائب من سكانها، باستثناء الضرائب الفيدرالية. ولطالما تتردد فيها المطالبة بالاستقلال عن الولايات المتحدة، في لحظات التوتر السياسي.
على صعيد آخر، يشير مصطلح «أعلام تكساس الستة» إلى العديد من الدول التي حكمتها. وكانت إسبانيا أول بلد أوروبي يحكم منطقة تكساس. وأسست فرنسا مستعمرة قصيرة العمر فيها، ثم سيطرت المكسيك عليها حتى عام 1836، عندما نالت تكساس استقلالها بعد حرب معها، لتصبح جمهورية مستقلة. ثم في عام 1845، انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية 28، ما تسبب في اندلاع الحرب المكسيكية - الأميركية عام 1846. وللعلم، كانت تكساس ولاية رقيق قبل الحرب الأهلية الأميركية، وأعلنت انفصالها عن الولايات المتحدة في أوائل عام 1861، وانضمامها رسميا إلى الولايات الكونفدرالية (الجنوبية). ولكن بعد الحرب عادت تكساس إلى الحكومة الاتحادية.
اليوم ترتبط تكساس بعلاقات تاريخية وثقافية عريقة مع المكسيك، لما يقرب من ضعفي المدة التي كانت فيها جزءاً من الولايات المتحدة، وهي تعد شريكتها التجارية الأولى. ثم إنها كانت جزءا من الاتحاد السياسي «كواهويلا وتيخاس»، قبل قرن من توقيع إعلان استقلال الولايات المتحدة.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»