بان كي مون: أعترف بالغضب والخزي لما يعانيه الشعب السوري الذي خُدع

أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يمثل معاناة مستمرة.. وشدد على ضرورة مواجهة جذور الإرهاب

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
TT

بان كي مون: أعترف بالغضب والخزي لما يعانيه الشعب السوري الذي خُدع

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)

ألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ، أكد خلالها أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يمثل معاناة مستمرة، مشيرا إلى خطورة الإرهاب في المنطقة العربية، وضرورة مواجهة ومعالجة أسبابه الجذرية، معترفا بشعوره بالغضب والخزي والخجل لما يعانيه الشعب السوري.
ووجّه الأمين العام تحية إلى القادة العرب، شاكرا مصر على دعوته لإلقاء خطاب في القمة «في هذا الوقت المحوري»، آملا أن تتناول القمة عدة تحديات وقضايا في هذه المنطقة. وقال بان إن «الجهود لمواجهة الطغيان آتت ثمارها، وأصبحت تونس نموذجا لهذه المنطقة.. إلا أن الهجوم الإرهابي ألقى الضوء على هذه الجماعات التي تستهدف عملية السلام في حد ذاتها وأهدافها.. والآن في ظل العنف في هذه المنطقة، نرى أن هذه الأفعال الإرهابية، وكذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الذي يمثل معاناة مستمرة، وفي ظل كل هذه التحديات والتهديدات التي يمر بها العالم العربي، تؤثر على الأمن والسلم الدوليين. ولمواجهة هذه الاتجاهات لا بد من معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف».
وتابع بان أنه «حتى مع اتخاذ هذا الصدد، نحن بحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية، وهذا يعتمد على بعض النهج الذي يستهدف حل هذه المشكلات والاستجابة بحل أمني على نحو يحمي الكرامة الإنسانية وحماية حياة البشر»، مضيفا: «إننا الآن نحاول أن نجد مناشدة لمواجهة التطرف الذي يتنامى ويتزايد، ودون الحكم الرشيد وسيادة القانون واحترام حقوق المرأة وكل حقوق الإنسان وكذلك الاستقرار السياسي، فإننا سنظل نعيش في وهم وسراب».
وأوضح الأمين العام أن «الحكم الرشيد والراديكالية في الواقع أصبحا أكثر إلحاحا في سوريا، فالشعب السوري حتى الآن يمر بالعام الخامس من الحرب التي شرذمت بلده. والآن بمخاطبة قادة العالم العربي فإنني أعترف بالغضب والشعور بالخزي والخجل لرؤية الحكومة السورية والجماعات المتطرفة وجهودها المستمرة بلا هوادة لاستمرار الإرهاب، كما أشعر بالخزي من المجتمع الدولي الذي لم يتخذ موقفا حاسما لمواجهة هذا الإرهاب الذي أحل بالشعب السوري. إننا بحاجة إلى تقليص هذه المخاطر، فالشعب السوري قد خُدع ولا يجب أن يستمر هذا الأمر»، مؤكدا أن «المبعوث الخاص إلى سوريا يعمل على تكثيف جهودنا، وذلك بأن يتعاملوا مع أعضاء مجلس الأمن في المنطقة بما فيها الأطراف السورية نفسها، وبصفة خاصة، فالمبعوث وفريقه يعملون على وضع بعض العناصر وفقا لاتفاقية جنيف».
وأشار بان إلى أن «لبنان لا يزال مثالا فريدا في مواجهة أثر الصراع السوري، بما في ذلك ما تقوم به (داعش) وغيرها من الجماعات.. إلا أن لبنان لا يزال يمثل نموذجا للتعايش، لذا فإني أحث القيادة السياسية اللبنانية أن تتغلب على صعوبتها أو الاختلافات السياسية وأن تواصل قيادة البلاد».
وحول الوضع الفلسطيني، قال بان إنه «عقب 7 أشهر من حرب إسرائيل على غزة، فلا تزال غزة تحت الحصار، ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم. ولم يؤدِّ الحصار أو العمل السكري إلى تحقيق الأمن لأي من الطرفين. أدعو المانحين إلى بذل مزيد من الجهد للوفاء بالتزاماتهم التي تعهدوا بها في الاجتماع الذي عقد في القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، فلنساعد غزة على استعادة الحياة»، مؤكدا أن «المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية وتمثل عائقا لعملية السلام. وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تتعرض لتهديدات بالدعوات التي تقلل من أهمية حل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي والمبادرة العربية للسلام عام 2002. مرة أخرى، أحث إسرائيل على إنهاء قرابة نصف قرن من الاحتلال، وكذلك أحث القيادة الفلسطينية على أن تتغلب على انقسامها، وكذلك أناشد الأصدقاء والجهات الداعمة أن تضغط لإيجاد حلول تتناسب مع القانون الدولي».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.