الانقلابيون يكثفون الهجمات للضغط على المسار السياسي

إصابة 4 مدنيين في هجوم حوثي جديد على مطار أبها الدولي

TT

الانقلابيون يكثفون الهجمات للضغط على المسار السياسي

على وقع انعقاد جولة رابعة من المحادثات السعودية - الإيرانية، في محاولة لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين، تكثف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، اعتداءاتها على الأراضي السعودية، واستهداف مطار أبها المدني تحديداً بشكل متكرر.
ويربط محللون بين تكثيف العمليات الحوثية ضد مطار أبها الذي يمر عبره آلاف المسافرين المدنيين يومياً، وعملية التفاوض الجارية، بحكم أن جماعة الحوثي تحت الإدارة الإيرانية المباشرة.
ومنذ استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مطار أبها المدني (جنوب السعودية)، بصواريخ «كروز» إيرانية من نوع (ياعلي)، تعرض المطار والمسافرون عبره لسلسلة هجمات باتت شاهدة على همجية هذه الجماعة وعدم احترامها لجميع القوانين الدولية.
ويرى الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن استمرار وتكثيف الهجمات والضغط العسكري يعتبر عموماً وسيلة للضغط على المسار الدبلوماسي. وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه دون شك «هناك ربط وثيق بين مسار عملية التفاوض ومسار التطورات العسكرية؛ فكلاهما تحت الإدارة المباشرة للقيادة الإيرانية»
إلا أن مركز الخليج للأبحاث أكد عدم تأثير هذه الضغوط العسكرية على الموقف السعودي، وأضاف: «لا تأثير على الموقف التفاوضي السعودي نتيجة الضغوط الميدانية».
وتعرض أربعة مدنيين من العاملين بمطار أبها الدولي، أول من أمس، لإصابات طفيفة، وتهشم زجاج بعض الواجهات، بعد هجوم عدائي عبر طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية باتجاه المطار، واعترضتها الدفاعات الجوية السعودية.
وقال تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن شظايا الاعتراض تناثرت وسقطت في محيط المطار، معتبراً محاولة الحوثيين استهداف المدنيين في مطار مدني جريمة حرب.
وأدانت عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الهجوم الحوثي على مطار أبها الدولي، حيث وصفت السفارة الأميركية بالرياض الهجوم الحوثي ضد المدنيين بمطار أبها الدولي بـ«الشائن»، مطالبة الحوثيين بالتركيز على السلام بدلاً من العنف.
فيما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة استهداف مطار مدينة أبها، معتبرة استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية عملاً تخريبياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية.
كما وصفت الإمارات استهداف مطار أبها من الحوثيين بأنه تصعيد خطير وعمل جبان يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين والمسافرين.
وكان المطار تعرض في 31 أغسطس (آب) الماضي لهجوم بطائرة مسيرة حوثية مفخخة أسفرت عن إصابة 8 عاملين بإحدى الشركات العاملة بالمطار.
وبهجوم أمس، تصل مرات المحاولات الحوثية لاستهداف مطار أبها الدولي بوصفه منشأة مدنية إلى 9 مرات خلال العام الحالي من أصل 15 استهدافاً تعرض لها المطار منذ بداية الحرب في اليمن، وفقاً لرصد أجرته «الشرق الأوسط» من بيانات التحالف.
وأكد تحالف دعم الشرعية في اليمن اتخاذ إجراءات عملياتية لتحييد مصادر التهديد المستخدمة في محاولة هجوم مطار أبها، وذلك قبل إعلانه تدمير موقع إطلاق الطائرة المسيّرة المفخخة التي حاولت استهداف المطار، مشيراً إلى أن عملية الاستهداف بمحافظة صعدة وشملت منصة الإطلاق وطاقم التفخيخ والإطلاق.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وصف استهداف ميليشيات الحوثي مطار أبها بشكل متكرر، بعدم التزام الحوثيين بمقترحات وقف النار الشامل في اليمن، ومواصلتهم تهديد المدنيين، مشدداً على أن الأولوية تبقى لإحلال السلام في اليمن، لكن المملكة لن تتردد في الرد على أي استهدافات حوثية، في ظل استمرار تهديدها لمنشآت مدنية كمطار أبها الدولي ومناطق مختلفة في السعودية.
وبلغت الطاقة الاستيعابية لمطار أبها الدولي في 2018 نحو 4.5 مليون مسافر، عبر تشغيل 40.9 ألف رحلة جوية، بمعدل زيارة في عدد الركاب 17.9 في المائة، و19 في المائة في عدد الرحلات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.