«أجنحة الفراشة» تكتشف «كوفيد ـ 19» بشكل أسرع

أوحت للعلماء بتقنية تتيح إجراء اختبارات جزيئية أكثر دقة

TT

«أجنحة الفراشة» تكتشف «كوفيد ـ 19» بشكل أسرع

حقق فريق بحثي دولي، بقيادة باحثين أستراليين من جامعة سوينبرن للتكنولوجيا، والجامعة الوطنية الأسترالية، اكتشافاً مذهلاً يمكن أن يؤدي إلى اختبارات جزيئية أو فيروسية أسرع وأكثر دقة، بما في ذلك المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد – 19».
واستوحى الباحثون اختبارهم من كيفية تركيز الضوء في أجنحة الفراشة، واكتشفوا طريقة جديدة لتركيز الضوء على رقاقة، بما يجعل لديها إمكانات قوية للكشف الجزيئي أو الفيروسي. ويشارك في قيادة الفريق علماء الفيزياء البروفسور باوهوا جيا من جامعة سوينبرن، والبروفسور يوري كيفشار من الجامعة الوطنية الأسترالية، حيث نجحا معاً في حل أحد أكثر التحديات إلحاحاً في دراسة وهندسة الضوء على المقياس النانوي، وهي تحسين مجال الضوء بمقياس نانوي، أي كيفية إنتاج طاقة ضوئية ضخمة على نطاق ضئيل.
ويتيح اكتشافهم الذي تم الإعلان عنه في العدد الأخير من دورية «نانو ليترز»، إنشاء رقائق استشعار فائقة الصغر 100 ميكرون (هذا هو حجم خصلة شعر) مع حساسية غير مسبوقة لاكتشاف مسببات الأمراض، وهذا من شأنه أن يجلب مزايا هائلة، بما في ذلك الكشف الجزيئي الأسرع والأكثر دقة في الدم واللعاب، وسيؤدي ذلك إلى تحسين قدرتنا على اختبار الفيروسات وتتبعها بشكل كبير، ما يقلل من فرصة انتقال الفيروسات المعدية إلى المجتمع، ويمكن أن تلعب أيضاً دوراً مهماً في الصحة الوقائية من خلال إحداث ثورة في كيفية اكتشاف فائض السكريات والتشوهات الأخرى في الدم.
وتتكون أجنحة الفراشة، التي ألهمت الباحثين بهذا الاختراق، من آلاف الطبقات من المقاييس الصغيرة، وعندما يصطدم الضوء بجناح الفراشة، فإنه ينتقل عبر تلك الطبقات، ولكل طبقة تأثير مركز.
يقول البروفسور يوري كيفشار في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة سوينبرن، في 5 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري: «يجب أن نتعلم دائماً من الطبيعة... وفي هذا العمل، يخلق الابتكار المستوحى من الطبيعة الحل لهذا التحدي».
ويتعلق الابتكار بتصميم وتصنيع شريحة نانوفوتونية تحاكي هيكل جناح الفراشة، وتم إنتاجها في جامعة سوينبرن، ومع وجود الشريحة في متناول اليد، قاموا بإيداع عينة اختبار في الأعلى ووجدوا أنهم حققوا المستحيل، فقد اكتشفوا طريقة للتلاعب بالمكان والوقت لتركيز الضوء بدقة كما يحلو لهم.
ونظراً لأن الضوء المركز لديه القدرة على التقاط عدد أقل من الخلايا المسببة للأمراض، فهذا يعني أنه يمكن تصغير كل شيء على الفور، من أوقات الانتظار وأحجام العينات ومواد الاختبار، مع تقليل الفاقد، فالاختراع مكسب للاستدامة أيضاً.
يقول الدكتور ياو ليانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نعتقد أن هذا الاختراق سيأتي بإمكانات وفرص جديدة في هذا المجال بأكمله، ونحن سعداء لأننا قمنا بـهذه (المهمة المستحيلة)». ويضيف البروفسور باوهوا جيا، المشارك بالدراسة: «نتطلع إلى تطوير المزيد من التطبيقات القائمة على هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.