تفوق على توم كروز... طاقم روسي يصور أول فيلم طويل في الفضاء

رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابليروف (وسط) والممثلة يوليا بيريسيلد والمنتج السينمائي كليم شيبينكو (أ.ف.ب)
رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابليروف (وسط) والممثلة يوليا بيريسيلد والمنتج السينمائي كليم شيبينكو (أ.ف.ب)
TT

تفوق على توم كروز... طاقم روسي يصور أول فيلم طويل في الفضاء

رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابليروف (وسط) والممثلة يوليا بيريسيلد والمنتج السينمائي كليم شيبينكو (أ.ف.ب)
رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابليروف (وسط) والممثلة يوليا بيريسيلد والمنتج السينمائي كليم شيبينكو (أ.ف.ب)

تحولت محطة الفضاء الدولية الآن إلى مقر لتصوير الأفلام، وكانت مسرحاً لدراما إضافية صغيرة صباح أمس (الثلاثاء).
وسافر رائد الفضاء الروسي المخضرم أنطون شكابليروف والممثلة يوليا بيريسيلد والمنتج السينمائي كليم شيبينكو إلى محطة الفضاء الدولية أمس. وسيقوم شيبينكو وبيريسيلد بتصوير مقاطع من فيلم «التحدي» - أول فيلم روائي طويل يتم تصويره في الفضاء، بحسب شبكة «سي إن إن».
يروي الفيلم قصة طبيبة عليها أن تجري عملية جراحية لرائد فضاء مريض لأن حالته الطبية تمنعه من العودة إلى الأرض لتلقي العلاج.
وانطلق المسافرون الثلاثة في الفضاء على متن مركبة الفضاء «سويوز - إم إس - 19» من بايكونور كوزمودروم في كازاخستان الساعة 4:55 صباحاً بالتوقيت الشرقي.
وسلمتهم «سويوز» السريعة إلى المحطة الفضائية حوالي الساعة 8:22 صباحاً بالتوقيت الشرقي، رغم مشاكل الاتصالات غير المتوقعة التي أدت إلى سيطرة شكابليروف يدوياً على المركبة الفضائية لإكمال الالتحام بالمحطة الفضائية. أضاف هذا حوالي 10 دقائق إلى وقت الالتحام المتوقع.
وبحسب البث المباشر لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فإن «البيانات الخاطئة» من نظام الالتقاء الآلي حدثت عندما كانت المركبة على بعد حوالي 75 متراً من محطة الفضاء. وجهت وحدة التحكم الروسية في المهمة شكابليروف للسيطرة اليدوية على «سويوز» من أجل الاقتراب النهائي من الالتحام.
كان مركز التحكم في المهمة الروسية قلقاً بشأن مقدار الوقت المتبقي لديهم للتواصل مع الطاقم على متن مركبة الفضاء «سويوز» قبل الالتحام. وأكد لهم شكابليروف قبل فترة وجيزة من الالتحام بأمان: «يمكنني رؤية كل شيء جيداً حقاً».
واستخدم شيبينكو وبيريسيلد كاميراتهما لتصوير اقتراب مركبتهما من المحطة الفضائية.
وقال ديمتري روجوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس»، بينما كان فريق التحكم في المهمة الروسية يمزح مع الطاقم بعد الالتحام: «لقد كان الأمر درامياً بعض الشيء في النهاية، لكي يكون الفيلم أكثر دراماتيكية».
وتعتبر هذه الزيارة الأولى للفضاء قصيرة بالنسبة لشيبينكو وبيريسيلد، حيث سيقضيان 12 يوماً في التصوير قبل العودة إلى الأرض في 16 أكتوبر (تشرين الأول).

وتم تصوير بعض الأفلام على متن المحطة الفضائية، بما في ذلك فيلم وثائقي «آيماكس 2002» الذي رواه النجم الأميركي الشهير توم كروز. كما تم تصوير فيلم «أبوجي أوف فير»، وهو فيلم خيال علمي صدر عام 2012 ومدته حوالي ثماني دقائق، في الفضاء من قبل رجل الأعمال وسائح الفضاء ريتشارد غاريوت.
كشف توم كروز والمخرج دووغ ليمان في عام 2020 أنهما كانا يعملان معاً على فيلم يتم تصويره في الفضاء، بالتعاون مع ناسا. يتم تطوير المشروع بالتعاون مع شركة «سبيس إكس».
وأشارت التقارير إلى أن إقامة كروز في المحطة الفضائية يمكن أن تحدث أيضاً في أكتوبر، ولكن لم تتم مشاركة موعد نهائي لهذه الخطط بعد.
لكن، من المقرر أن تكون روسيا رسمياً أول دولة تصور فيلماً طويلاً في الفضاء.
وتم اختيار شيبينكو وبيريسيلد، المعروفين في روسيا، بعد أن أجرت وكالة الفضاء الروسية مسابقة للمتقدمين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ظهرت بيريسيلد في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الروسية، في حين كان فيلم شيبينكو لعام 2020 «سيرف» أحد أكثر الأفلام الروسية ربحاً.


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.