ماكرون: مجموعة العشرين يجب أن تضع شروطاً للاعتراف بـ«طالبان»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
TT
20

ماكرون: مجموعة العشرين يجب أن تضع شروطاً للاعتراف بـ«طالبان»

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن على مجموعة العشرين التي تضمّ القوى العظمى، أن «تضع شروطاً» للاعتراف بنظام «طالبان»، خصوصاً «المساواة بين النساء والرجال» في أفغانستان ومواصلة عمليات الإجلاء الإنسانية.
وقال ماكرون لإذاعة «فرانس انتر»: «يجب علينا بالطبع، نحن، أي الأوروبيين والأميركيين والصين وروسيا والقوى العظمى أيضاً في إفريقيا وآسيا المحيط الهادئ وأميركا اللاتينية، جميعنا مجتمعين، أن تكون لدينا رسالة واضحة جداً: نحن سنطرح شروطنا للاعتراف بطالبان». وأضاف «يبدو أن الاعتراف الدولي له ثمن، وأن كرامة النساء الأفغانيات والمساواة بين النساء والرجال هي إحدى النقاط التي نشدّد عليها، وهي شرط بالنسبة إلينا».
ويتساءل المجتمع الدولي حول مدى ملاءمة الاعتراف بنظام «طالبان» منذ سيطرة الحركة على كابول في 14 أغسطس (آب) الماضي وسقوط الدولة الأفغانية التي بُنيت قبل عشرين عاماً تحت رعاية دولية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
مذاك، لم تخض حركة «طالبان» معارك ولم يسقط ضحايا، لكنها تواصل منع الفتيات من التعلّم والنساء من العمل، بذريعة الحفاظ على سلامتهنّ.
وأكد ماكرون أنه «لا ينبغي أن يكون أي منا ساذجًا، الأشخاص الذين اعتقدوا أن قادة طالبان سيكونون ليبراليين لديهم الجواب الآن».
وعدّد الرئيس الفرنسي الشروط التي قد تؤدي إلى الاعتراف بحكومة «طالبان»، فقال إن «أول (شرط) بالنسبة إليّ، هو أن يسمح لنا قادة طالبان بأن نواصل عمليات الإجلاء» التي تجري حالياً «ببطء شديد»، مشيراً إلى إجلاء عدد من المواطنين الفرنسيين الأفغان والأفغان في الأيام الأخيرة عبر الدوحة و«عبر الدول الحدودية» مع أفغانستان.
وأضاف أن الأمر الثاني هو أن «يكون نظام طالبان واضحاً في إدانته وعدم تعاونه مع جميع الجماعات الإرهابية الإسلامية في المنطقة». وأوضح أن الشرط «الثالث هو أن يكون هناك وضع يحترم خصوصاً حقوق الإنسان وكرامة المرأة».
يذكر أن إيطاليا تنظم في 12 أكتوبر (تشرين الأول) قمة استثنائية لمجموعة العشرين للبحث في المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب في أفغانستان. وقد دعا رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي إلى «القيام بكل شيء» للدفاع عن حقوق الأفغانيات.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT
20

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».